طالبوا باستضافتها «قمة سلام».. دبلوماسيون أوكرانيون يثمنون مواقف الإمارات
تحركات دؤوبة تجريها دولة الإمارات على صعيد حل الأزمة الأوكرانية، تشمل الوساطة في ملفات تبادل الأسرى، وكذلك محاولات إنهاء الحرب.
وفي هذا السياق، أعرب دبلوماسيون أوكرانيون عن عميق التقدير والشكر لمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في قمة سويسرا الأخيرة بشأن السلام في أوكرانيا، وتحركاتها الدؤوبة من أجل إنهاء الحرب وسرعة تعافي البلد الأوروبي.
ودعا الدبلوماسيون في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، دولة الإمارات ومعها السعودية، للعمل على استضافة مفاوضات سلام جديدة بين الجانبين الأوكراني والروسي.
كما أكد هؤلاء الدبلوماسيون أن امتناع الإمارات عن التوقيع على بيان قمة سويسرا "أمر منطقي"، في ظل الحرص على علاقات متوازنة بكل من أوكرانيا وروسيا، من أجل استمرار قنوات الحوار والتوصل لحل ينهي الحرب.
وشاركت دولة الإمارات في قمة سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا يومي 15 و16 يونيو/حزيران الجاري، في غياب روسيا والصين أيضا.
شكر خاص للإمارات
وفي حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، قال المتحدث باسم سفارة أوكرانيا في الإمارات العربية المتحدة، الدكتور فيتالي فيديانين: "نحن ممتنون لجميع الدول المشاركة في قمة السلام، ونعرب عن شكر خاص لدولة الإمارات على المشاركة في القمة السلام، وفي مؤتمر تعافي أوكرانيا"، والذي عُقد يومي 11 و12 يونيو/ حزيران الجاري في برلين بألمانيا.
وكانت دولة الإمارات أعربت خلال مؤتمر تعافي أوكرانيا، عن التزاماتها تجاه الشعب الأوكراني وتحقيق التعافي وإعادة الإعمار.
وأردف فيديانين: "نتقدم بالشكر الخاص أيضا لدولة الإمارات على الدور الإنساني الذي تلعبه منذ بداية حرب روسيا، وعلى دعمها الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".
ونوه المتحدث باسم سفارة أوكرانيا في الإمارات العربية المتحدة، إلى أن "قمة السلام في سويسرا، خطوة مهمة أولى نحو إحلال السلام العادل في أوكرانيا، بعد أن أكد البيان الختامي للقمة ضرورة استعادة وحدة أراضي أوكرانيا وتحرير الأرض الأوكرانية من روسيا".
نجاح دبلوماسي كبير
وهنا، يوضح المتحدث الأوكراني، "حققت قمة السلام نجاحا دبلوماسيا كبيرا، وأظهرت وحدة المجتمع الدولي، حيث شارك في القمة نحو 100 ممثل من جميع أنحاء العالم، ويشكل هذا الوجود الدولي الواسع إشارة واضحة لموسكو بأن الأغلبية العالمية لا تدعم الحرب التي تشنها ضد أوكرانيا".
وتابع "جميع المشاركين بالقمة يدعمون سلامة أراضي أوكرانيا لأنه لن يكون هناك سلام عادل ودائم دون سلامة الأراضي الأوكرانية".
كما تحدث فيديانين عن رفض روسيا المشاركة في مباحثات "قمة سويسرا"، قائلا: "نعلم أن موسكو لا تسعى إلى السلام في هذه المرحلة، لكن في هذه الظروف يجب أن تبدأ العملية السلمية فورا، وعلى المجتمع الدولي أن يضع أسس ومبادئ أساسية للسلام في أوكرانيا".
ومضى قائلا "لذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يتوحد من أجل العمل لإجبار روسيا على القبول بالشروط الدولية للسلام العادل والدائم في أوكرانيا"، قبل أن يؤكد أن "القمة الأخيرة في سويسرا بداية لهذه العملية الدبلوماسية".
الدور الخليجي
وبدوره، أكد الدبلوماسي الأوكراني في الكويت، دكتور إيفان سيهيدا، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "نعتبر دور دول الخليج هام جدا، لمشاركتها في القضايا الإنسانية بالغة الأهمية لبلادنا، كما تبدي اهتماما كبيرا لإعادة إعمار أوكرانيا".
ويشير سيهيدا إلى أن "قمة السلام الأولى خطوة هامة، لكنها مجرد خطوة أولى في العملية المستمرة لاستعادة السلام العادل"، متابعا "توصل المشاركون بالقمة إلى اتفاق لمواصلة العمل على مستوى المستشارين والوزراء في شكل مؤتمرات متخصصة، واتفقوا على بدء العمل في إطار مجموعات خاصة بعد القمة حول أفكار ومقترحات وبنود محددة تهدف إلى استعادة الأمن في مختلف جوانبه".
وأكد سيهيدا الذي يشغل منصب سكرتير ثان لدى سفارة أوكرانيا في دولة الكويت، أن "أي مقترح للسلام في أوكرانيا يجب أن يتوافق مع أحكام قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن (مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي يقوم عليها السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا) بتاريخ 23 فبراير/شباط 2023، احترامًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وسيادة أراضي الدول الأعضاء".
استضافة المفاوضات
فيما قال الدبلوماسي الأوكراني السابق، والمستشار السابق لحاكم مقاطعة خيرسون جنوب البلاد، فولوديمير شوماكوف، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "دولة الإمارات والسعودية ودول الخليج تلعب دورا سياسيا ودبلوماسيا هاما للغاية من أجل إنهاء الحرب".
وفي هذا الصدد، أكد أنه "نظرا للدور الكبير الذي تلعبه دولة الإمارات والسعودية وعلاقتهما المتوازنة بالجانب الأوكراني والروسي، فنحن نأمل أن يعملان معا من أجل استضافة مفاوضات السلام بين الجانبين".
وأكد شوماكوف أن "الجانب الأوكراني ينظر بتقدير لمشاركة دولة الإمارات وعدد من دول الخليج في قمة السلام بسويسرا، والتي كانت بمثابة منصة للترويج لخطة السلام"، مشيرا إلى أن "المشاركة الخليجية هامة وتمثل دعما كبيرا لكييف".
أمر منطقي
ورأى الدبلوماسي الأوكراني، أن "امتناع الإمارات والسعودية عن التوقيع على بيان قمة سويسرا، أمر منطقي، في ظل الحرص على علاقات متوازنة بكل من أوكرانيا وروسيا".
وأبرز شوماكوف أن الإمارات "تتمسك بالحياد الإيجابي في الحرب الدائرة حاليا، استنادا إلى علاقاتها الجيدة والمتوازنة مع الجانبين الأوكراني والروسي".
مشيرا في هذا الصدد، إلى أن "كييف تحصل أيضا على مساعدات إنسانية ودعم معنوي كبير من دولة الإمارات والسعودية، لكننا نطالب بضغط أكبر على روسيا، لإنهاء الحرب، والمساعدة في إعادة بناء أوكرانيا، من أجل سرعة تعافي الأخيرة".
وانتقد شوماكوف، عدم خروج البيان الختامي لقمة سويسرا على ما ينص على وحدة الأراضي الأوكرانية، واصفا ذلك بأنه "أمر مقلق".
وامتنعت 11 دولة عن التوقيع على بيان قمة سويسرا، وهي: أرمينيا والبحرين والبرازيل والهند وإندونيسيا وليبيا والمكسيك والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا وتايلاند ودولة الإمارات العربية المتحدة.