استراتيجية «التشتيت».. أوكرانيا تنقل المعركة مع روسيا إلى أفريقيا
مع تعثر التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الأزمة الأوكرانية، انتقلت المعركة بين الطرفين المتحاربين إلى أفريقيا، في استراتيجية تهدف من خلالها كييف للضغط على موسكو.
تلك الاستراتيجية، قالت عنها صحيفة «ذا هيل» الأمريكية، إنها محاولة من أوكرانيا لـ«إجبار روسيا على إعادة توجيه أصولها العسكرية من أوكرانيا لتعزيز دفاعاتها في المناطق التي تتعرض لهجمات أوكرانية في مناطق مختلفة بأفريقيا».
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن خطوط المواجهة في الحرب الروسية الأوكرانية تمتد الآن إلى أفريقيا والشرق الأوسط، حيث تقوم القوات الخاصة الأوكرانية بمطاردة القوات الروسية بهدف تآكل الموارد الاقتصادية لموسكو ونفوذها.
وثائق مسربة
ووضعت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية خططا لمهاجمة القوات الروسية في سوريا بمساعدة كردية سرية في أوائل عام 2023، بحسب وثيقة استخباراتية أمريكية سرية مسربة، أشارت إلى أن الضباط الأوكرانيين درسوا تدريب عناصر قوات سوريا الديمقراطية على ضرب أهداف روسية بهجمات بطائرات بدون طيار .
كان اللواء كيريلو بودانوف، الذي يرأس استخبارات الدفاع الأوكرانية، هو الذي قاد حملة أوكرانيا لمحاربة روسيا في أي مكان يمكن العثور فيه على الروس.
وقد تولى بودانوف نفسه مهام سرية لمهاجمة روسيا في شبه جزيرة القرم بعد عام 2014 وساعد في قتل ملازم أول من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، بحسب الصحيفة الأمريكية.
ووكالة بودانوف منفصلة عن وكالة الاستخبارات المحلية الأوكرانية، تمامًا مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية المنفصلين في الولايات المتحدة. لكنهما كانتا مسؤولتين عن العديد من الضربات بطائرات بدون طيار داخل روسيا.
وترتبط الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية بعلاقات وثيقة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، التي ساعدت في تطوير منظمة الاستخبارات الأوكرانية السرية للغاية بعد العملية العسكرية الروسية الأولى في عام 2014.
ومنذ إنشائها، كانت لها سلطة جمع المعلومات الاستخباراتية خارج أوكرانيا. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، كانت وحدة بودانوف الأولية معروفة بـ«مهامها الجريئة خلف خطوط العدو».
وأعلن بودانوف في مارس/آذار 2024 عن نيته نقل المعركة مع روسيا إلى أفريقيا، قائلا في تصريحات لصحيفة واشنطن بوست: «نحن نجري مثل هذه العمليات بهدف الحد من الإمكانات العسكرية الروسية، في أي مكان حيث يكون ذلك ممكنًا. لماذا تكون أفريقيا استثناءً؟»
وفي أغسطس/آب 2023، وعد وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا بـ«تحرير أفريقيا من قبضة روسيا». وفي الوقت نفسه، «كانت وحدة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية (تيمور) تشن حملة عسكرية لمطاردة القوات الروسية في السودان»، بحسب «ذا هيل».
دعم غربي؟
ويعتقد سيرجي سوخانكين، وهو زميل بارز في مؤسسة جيمستاون، أنه لا بد أن يكون هناك اتفاق بين أوكرانيا وحلفائها الغربيين يوفر الدعم العسكري ضد روسيا، في حالة مهاجمة أوكرانيا للقوات الروسية في أفريقيا.
ووفقًا لمؤسسة «كارنيغي للسلام الدولي»، فإن الضربات الجوية الأوكرانية ضد موسكو أثرت حتى على تصورات الناس في أفغانستان التي مزقتها الحرب، حيث «يرى الكثيرون الآن روسيا كمكان خطير حيث تضرب الطائرات بدون طيار العاصمة بانتظام».
وتقول «ذا هيل»، إن أوكرانيا تدفع روسيا إلى تحويل مواردها العسكرية بعيدا عن كييف، مما يضطر الروس إلى تعزيز وجودهم في أفريقيا.
وأشارت إلى أن كييف تتمتع بالقدرة على التدخل عسكريا في المناطق التي قد تتردد القوى الغربية في التدخل فيها، مثل السودان وجنوب سوريا، مؤكدة أنه «من الحكمة أن يزود الغرب أوكرانيا بمزيد من الموارد، بما في ذلك المعلومات الاستخباراتية، لدعم جهودها في ضرب روسيا حيثما كان ذلك ضروريا».
aXA6IDE4LjIxOC4xOTAuMTE4IA== جزيرة ام اند امز