هجوم كورسك يهدم «جسور التفاوض» مع موسكو.. وكييف مصرة على الضغط
تعتمد أوكرانيا في هجومها على منطقة كورسك الروسية سياسة قطع الجسور لمنع إمدادات القوات الروسية على الجبهة.
لكن موسكو ترى أيضا أن الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الروسية قطع الطريق أمام "أي عملية تفاوضية".
وقال المساعد في الكرملين يوري أوشاكوف لمحطة "راشن شوت" عبر تليغرام: "في المرحلة الراهنة ونظرا إلى هذه المغامرة، لن نتحاور".
وأضاف: "في الوقت الراهن سيكون من غير المناسب على الإطلاق الدخول في عملية تفاوضية".
في السادس من أغسطس/آب الجاري، هاجم الجيش الأوكراني منطقة كورسك الحدودية حيث سيطر وفق كييف على 82 بلدة وعلى 1150 كيلومترا مربعا من الأراضي في هجوم مباغت، ناقلا بذلك للمرة الأولى وعلى نحو واسع النطاق ومطوّل، المواجهات إلى الأراضي الروسية.
وردا على سؤال حول موعد بدء المحادثات المحتملة بين الجانبين، أجاب أشاكوف "لا أعرف، كل شيء يعتمد على الوضع في ساحة المعركة، بما في ذلك في منطقة كورسك".
وعندما سئل عما إذا كانت المقترحات الخاصة بمحادثات السلام التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو/حزيران الماضي صارت أصبحت خارج الحسابات، قال أوشاكوف "إنها ليست كذلك".
وأضاف "لا.. لم يتم إلغاء المقترحات.. لكن في هذه المرحلة، بالطبع، سيكون من غير المناسب تماما الدخول في أي نوع من عمليات التفاوض".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن العملية تهدف إلى ممارسة "مزيد من الضغط" على روسيا من "أجل تقريب السلام".
واعتبر زيلينسكي أن الجيش الاوكراني يحقق أهدافه في منطقة كورسك، وقال: "نحقق أهدافنا".
وكان زيلينسكي قد قال أمس الأحد إن الهجوم يرمي إلى إقامة "منطقة عازلة" بين بلاده وروسيا.
وميدانيا، أمرت أوكرانيا الاثنين بإجلاء العائلات التي لديها أطفال من بوكروفسك ومحيطها فيما تواصل القوات الروسية تقدمها نحو هذه المدينة الاستراتيجية في شرق أوكرانيا.
وقال حاكم منطقة دونيتسك فاديم فيلاشكين على مواقع التواصل الاجتماعي "بدأنا الإجلاء القسري للعائلات التي لديها أطفال من بوكروفسك .. عندما تكون مدننا في مرمى جميع الأسلحة الروسية تقريبا فإن قرار الإجلاء ضروري ولا مناص منه".
وبحسب وسائل إعلام روسية، فقد ضربت القوات الأوكرانية جسرا ثالثا على نهر سيم في منطقة كورسك وألحقت به أضرارا.
ومنذ بدء الهجوم على كورسك تحاول القوات الأوكرانية عرقلة العمليات القتالية للجيش الروسي في المنطقة عبر تدمير وقطع الجسور المؤدية إلى المنطقة، وفقا لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وقام الجيش الأوكراني بتدمير جسر استراتيجي في منطقة كورسك غربي روسيا في محاولة لقطع خطوط الإمداد الروسية وتعزيز مكاسبه بعد نحو 12 يوما من بدء الهجوم .
وقال محللون إن تدمير الجسر - الذي يمتد فوق نهر سيم بالقرب من بلدة جلوشكوفو، على بعد نحو 10 أميال شمال غرب منطقة المعركة في كورسك - قد يعوق رد روسيا على الهجوم الأوكراني من خلال جعل نقل القوات والمواد أكثر صعوبة، على الرغم من وجود طرق بديلة.
وقصفت القوات الأوكرانية الجسر عدة مرات بصواريخ هيمارس، وأدى تدمير الجسر إلى قطع الاتصال بـ 27 منطقة على الأقل، وفقًا لما ذكرته قناة "ماش" الروسية على تليغرام، التي قالت إن الجسر كان طريق إخلاء رئيسي للمدنيين.
كما هاجمت أوكرانيا جسرًا روسيًا ثانيًا في منطقة كورسك خلال نفس الأسبوع بينما تواصل هجومها عبر الحدود.
ويقول المحللون إن هذا التوغل وضع ضغوطًا على القوات الروسية عبر خط المواجهة وأجبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتخاذ قرار بشأن كيفية الدفاع عن الحدود في الأمد البعيد.