18 قتيلا أوكرانيا.. لدغة روسية قرب جزيرة الأفعى رغم "حسن النية"؟
قالت أوكرانيا إن قصفا روسيا أسقط 18 قتيلا في ميناء أوديسا في أعقاب سحب موسكو جنودها من جزيرة الأفعى كـ"بادرة حسن نية".
وأوضحت السلطات الأوكرانية أن صواريخ روسية أصابت مبنى سكنيا ومنتجعا بالقرب من ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 18 شخصا وإصابة العشرات، في أحدث هجوم صاروخي دام.
ونفت روسيا في وقت لاحق مسؤوليتها عن الهجوم المزعوم.
ومع تركيز قواتها البرية في منطقة دونباس الصناعية بشرق أوكرانيا، صعدت روسيا من الضربات الصاروخية في جميع أنحاء البلاد في الأسبوعين الماضيين، باستخدام صواريخ تعود إلى الحقبة السوفيتية في أكثر من نصف الهجمات، وفقا لما ذكره أحد القادة العسكرييين الأوكرانيين.
وقالت وزارة الطوارئ الأوكرانية إن صاروخا أصاب مبنى من تسعة طوابق في بلدة بيلهورود دنيستروفسكي حوالي الساعة الواحدة صباحا (2200 بتوقيت جرينتش الخميس). كما تسبب في اندلاع حريق في مبنى ملحق به يستخدم كمخزن.
وقال سيرهي براتشوك المتحدث باسم إدارة أوديسا الإقليمية للتلفزيون الرسمي الأوكراني إن عملية الإنقاذ جارية، إذ لا يزال أشخاص تحت الأنقاض بعد انهيار جزء من المبنى.
وأضاف براتشوك أن صاروخا آخر أصاب منتجعا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم طفل وإصابة شخص آخر.
ولم يتسن تأكيد تفاصيل الحادث بشكل مستقل.
ومنذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أواخر فبراير/شباط الماضي يتبادل الطرفان اتهامات بشأن استهداف المدنيين.
مبادرة حسن النية
وجاء الهجوم بعد أن قالت روسيا أمس الخميس إنها قررت الانسحاب من جزيرة سنيك أو الأفعى "كبادرة حسن نية" لإظهار أن موسكو لا تعرقل محاولات الأمم المتحدة لفتح ممر إنساني يسمح بتصدير شحنات الحبوب من أوكرانيا.
فيما قالت كييف إنها طردت القوات الروسية من الجزيرة الواقعة بالبحر الأسود بعد هجوم بالمدفعية والصواريخ، وأشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالفوز الاستراتيجي.
وقال في خطابه المسائي عبر الفيديو "إن ذلك لا يضمن الأمن بعد. إنه لا يضمن بعد أن العدو لن يعود. لكن هذا يحد بشكل كبير من أفعال المحتلين. خطوة بخطوة، سنبعدهم عن بحرنا وأرضنا وسمائنا".
في المقابل، كانت القوات الأوكرانية تسيطر بالكاد على مدينة ليسيتشانسك.
وصرح الحاكم الإقليمي سيرهي جايداي للتلفزيون الأوكراني بأن المدفعية الروسية قصفت المدينة من اتجاهات مختلفة بينما اقترب الجيش الروسي من عدة جهات.
وقال زيلينسكي "تفوق المحتلين في القوة العسكرية لا يزال واضحا إلى حد كبير. لقد جلبوا ببساطة كل احتياطياتهم لضربنا".
وتحاول القوات الروسية محاصرة ليسيتشانسك منذ أن استولت على سيفيرودونيتسك، الواقعة على الجانب الآخر من نهر سيفيرسكي دونيتس، الأسبوع الماضي بعد أسابيع من القتال العنيف.
وفي سيفيرودونتسك، خرج السكان من الأقبية يتفقدون الدمار الذي لحق بمدينتهم وهم يتطلعون إلى إعادة بنائها.
إرهاق الجيش الروسي
وعلى الرغم من خسارة أراض وتكبد خسائر في منطقة دونباس الشرقية في الأسابيع الأخيرة، تأمل أوكرانيا في إلحاق أضرار تكفي لإرهاق الجيش الروسي المتقدم.
ويرسل حلفاء أوكرانيا الغربيون أسلحة، وحصلت حكومة كييف على دعم آخر مع إعلان الولايات المتحدة أنها ستزودها بأسلحة ومساعدات عسكرية بقيمة 800 مليون دولار.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، متحدثا بعد قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد، إن واشنطن وحلفاءها متحدون في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف بايدن في مؤتمر صحفي "لا أعرف كيف ستنتهي الأمور، لكن النهاية لن تكون انتصار روسيا على أوكرانيا... سنستمر في دعم أوكرانيا مهما طال الأمر".
ويمثل رفع الحصار الروسي عن الموانئ الأوكرانية هدفا أساسيا للغرب. واتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن روسيا بتعمد نشر الجوع في العالم فيما وصفه بأنه "ابتزاز".
وتنفي موسكو إغلاق الموانئ وتلقي باللوم في نقص الغذاء على العقوبات الغربية التي تقول إنها تحد من صادراتها.
وعرض الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو من موسكو أمس الخميس أن يلعب دور جسر دبلوماسي بين بوتين ونظيره الأوكراني، معبرا عن أمله في إمكانية إعادة تفعيل خطوط إمداد الغذاء والأسمدة العالمية.
وقال "أقدر حقا الرئيس بوتين الذي قال في وقت سابق إنه سيوفر ضمانا أمنيا لإمدادات الغذاء والأسمدة من كل من روسيا وأوكرانيا. هذه أنباء طيبة".
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4xMDIg جزيرة ام اند امز