وسط تصعيد ميداني.. أوكرانيا تفتش عن سلام بنكهة محلية
مع استمرار التصعيد في الميدان، بدأت سفن الأزمة الأوكرانية تبحر وسط أمواج متلاطمة، باحثة عن شاطئ للسلام، ينهي الحرب التي اندلعت قبل 18 شهرًا.
ورغم رفض أوكرانيا مبادرات السلام التي طرحتها العديد من الدول الأخرى، بما في ذلك الصين والبرازيل، يسعى البلد الأوراسي إلى التفتيش في خزائنه على صيغة لإحلال السلام الغائب عن أراضيه، لكن بنكهة محلية.
قمة للسلام
فالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال يوم السبت بعد محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تواصل الاستعداد لعقد قمة سلام لإنهاء الحرب التي بدأت في فبراير/شباط من العام الماضي.
ومن المقرر أن تكون الخطوة التالية هي عقد اجتماع آخر لمستشاري الأمن القومي للعديد من حلفاء أوكرانيا، والمرتقب عقده في مالطا يومي 28 و29 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وكتب زيلينسكي في منشور عبر صفحته بمنصة «إكس» (تويتر سابقًا) بعد مشاوراته الهاتفية مع أردوغان، خلال تلك المحادثات حول «صيغة السلام»، أن «تركيا ستسهم أيضا برأيها وموقفها الرسمي».
ووضع زيلينسكي صيغة للسلام، تنص على انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، باعتبارها المبادرة الوحيدة القابلة للتطبيق لإنهاء الحرب.
وكان ممثلون من حوالي 40 دولة شاركوا في اجتماع كبير عقد في المملكة العربية السعودية في أغسطس/آب الماضي حول صيغة للسلام في أوكرانيا. ولم تتم دعوة روسيا. وتعتزم أوكرانيا تنظيم قمة سلام بحلول نهاية العام الجاري.
ضمانات غربية
وشكر زيلينسكي أردوغان على دعمه القوي في القتال من أجل سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. ولم يقدم تفاصيل عن الاجتماع المقرر عقده في مالطا.
ومع ذلك، وفقا لبيانات سابقة من كييف، فمن المرجح أيضا أن يدور الحدث حول الضمانات الأمنية الغربية ضد أي «عدوان مستقبلي» من قبل روسيا.
ودافعت أوكرانيا عن نفسها على مدار العشرين شهرا الماضية بمساعدة غربية ضد العملية العسكرية الروسية واسعة النطاق التي انطلقت في 24 فبراير/شباط 2022.
وقال أندريه يرماك رئيس المكتب الرئاسي في كييف في الصيف إن روسيا لا ينبغي أن تشارك في المفاوضات حتى تسحب قواتها من أوكرانيا.
إلا أن القيادة الروسية ترفض هذا الأمر باعتباره غير واقعي، وتعتبر أي مفاوضات دون مشاركة موسكو عديمة الجدوى.
هل من تطورات ميدانية؟
على الصعيد الميداني، قتل ستة أشخاص على الأقل في هجوم روسي على منطقة خاركيف شرقي أوكرانيا مساء السبت، وفقا للأرقام الرسمية الأوكرانية.
وقال الحاكم الإقليمي لخاركيف أوليه سينيهوبوف، في منشور عبر «تلغرام»، إن 14 شخصا آخرين أصيبوا، بعضهم حالته خطيرة، فيما أعرب الرئيس الأوكراني عن تعازيه لعائلات الضحايا في وقت لاحق من مساء السبت، مطالبا برد عنيف على ما وصفه بـ«الإرهاب الروسي».
وكتب عبر «تلغرام»، قائلا: «يجب أن نزيد الضغط على الدولة الإرهابية، يجب أن نواجه الإرهاب الروسي كل يوم على الجبهات الأمامية بنتائجنا، وعلينا أن نعزز وحدة العالم في الحرب ضد الإرهاب».
في المقابل، قال يان غاغين مستشار رئيس جمهورية دونيتسك، إن وحدات الجيش الروسي «تتقدم في الأسابيع الأخيرة، بنجاح على طول خط المواجهة بأكمله»، مؤكدًا «تحقيق نجاح جدي في اتجاهين في آن واحد».
وفي تصريحات لوكالة «نوفوستي»، قال غاغين: «نحن بالفعل تقدمنا إلى الأمام الآن. يتم تقدم قواتنا على طول جميع قطاعات الجبهة حيث بدأت هذه القوات بالتحرك. الأمر لا يجري بالسرعة المطلوبة لحرصنا في المقام الأول، على أفرادنا ومعداتنا».
وشدد على أن تقدم القوات الروسية على هذا القطاع من الجبهة، يترافق بعمل نشيط من جانب المدفعية والطيران الحربي الروسي.
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA== جزيرة ام اند امز