مع احتدام الأزمة الأوكرانية وضياع بوصلة الحل في متاهة التصعيد العسكري باتت نهاية الطريق لتلك الحرب الشغل الشاغل للدول المنخرطة فيها، سواء بالدعم أو بالمجهود الحربي.
فبينما باتت دوائر غربية تفكر في وضع أوكرانيا على قائمة النزاعات المجمدة أو على سيناريو الحرب الطويلة، كان طرفا الأزمة لهما رؤية أخرى.
فهذه أوكرانيا شحذت أسلحتها التي ضختها أوروبا في شرايينها مؤخرا، أملا في أن تخوض هجومًا ربيعيًا، يعيد إليها نغمة الانتصارات التي فقدتها مع صقيع الشتاء، وهذه روسيا التي تكونت لديها رؤية أخرى للتعامل مع الأزمة، خاصة بعد "النجاحات" المؤخرة التي حققتها في باخموت.
وفيما طوت روسيا صفحة المفاوضات التي رأتها غير ضرورية الآن، باتت تفكر في الخطوة التالية بحسب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، الذي قال إنه حان الوقت الآن لنوضح كيف ستختفي أوكرانيا.
سيناريوهات اختفاء أوكرانيا
وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، عبر قناته في "تليغرام"، إن "الأمر يعتمد على المسار الذي ستتبعه عملية تفكك هذه الدولة المحتضرة نتيجة النزاع العسكري الخاسر"، مشيرا إلى أن هناك مسارين، إما مسار التآكل البطيء نسبيا للدولة الأوكرانية مع فقدان تدريجي للعناصر المتبقية من سيادة الدولة، وإما مسار الانهيار الفوري مع الإبادة المتزامنة لكل مظاهر الدولة.
وأوضح المسؤول الروسي أنه بعد هذا الانهيار فإن هناك ثلاثة سيناريوهات مرجحة، الأول يتمثل في خضوع المناطق الغربية من أوكرانيا لسيطرة عدد من دول الاتحاد الأوروبي مع الضم اللاحق لهذه الأراضي من قبل الدول المستقبلة.
وأشار إلى أنه ستبقى في الوقت نفسه منطقة أوكرانية معينة -محايدة- محصورة بين روسيا والأراضي التي أصبحت تحت سيادة عدد من الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن أوكرانيا -الجديدة- ستعلن على الفور عن رغبتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وهو ما يحدث على المدى المتوسط.
وتوقع استئناف النزاع المسلح بعد فترة قصيرة، على أن يتحول إلى نزاع دائم، لكن مع خطر امتداده السريع إلى حرب عالمية ثالثة كاملة.
السيناريو الثاني
السيناريو الثاني، بحسب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، يتمثل في اختفاء أوكرانيا بعد الانتهاء من العملية العسكرية الروسية الخاصة في عملية تقسيم بين روسيا وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، على أن يتم تشكيل حكومة أوكرانية في المنفى في إحدى الدول الأوروبية.
وينتهي النزاع بضمانات معقولة بعدم استئنافه في المستقبل القريب، لكن مع الحفاظ على "النشاط الإرهابي للنازيين الأوكرانيين، الذين سيتم تفريقهم على أراضي دول الاتحاد الأوروبي التي حصلت على أراض غرب أوكرانيا"، يقول المسؤول الروسي، مشيرًا إلى أنه يمكن اعتبار خطر استئناف النزاع كاملا أو تصعيده إلى حرب عالمية في هذه الحالة معتدلا.
السيناريو الثالث
وتحدث المسؤول الروسي عن السيناريو الثالث، قائلا: "يحدث الشيء نفسه كما في الحالة الأولى، لكن بالعكس. انضمام الأراضي الغربية لأوكرانيا إلى عدد من دول الاتحاد الأوروبي، على أن يبقى سكان المناطق المركزية وبعض المناطق الأخرى في أوكرانيا في إطار المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف أن تلك المناطق ستعلن على الفور حقها في تقرير المصير بالانضمام إلى روسيا، ويتم قبول طلبها وينتهي النزاع بضمانات كافية بعدم تكراره على المدى الطويل.
وأشار إلى أنه لا توجد خيارات أخرى، مضيفا "قد نكون راضين مؤقتا عن الخيار الثاني، لكننا نحتاج إلى الخيار الثالث".