صبر ترامب في أوكرانيا ينفد.. مهلة أخيرة «غير رسمية» لوقف النار

باقتراب الموعد النهائي غير الرسمي الذي حددته إدارة دونالد ترامب في نهاية شهر أبريل/نيسان لروسيا للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لم يبد الكرملين أي إشارات خضراء.
ورغم أن المحادثات الأمريكية الروسية لم تحرز تقدمًا يُذكر، ما يعني أن توصل ترامب إلى اتفاق سلام سريع لا يزال بعيدًا عن التحقق، أصرّ الرئيس الأمريكي على أن وقف إطلاق النار بات وشيكًا، وأنه «سيتلقى اتصالًا من روسيا هذا الأسبوع».
إلا أن «الكرملين» رد بالقول، إن تقدما قد تم تحقيقه بالفعل، لكنه أكد أنه لا توجد اتصالات أخرى مخططة مع الولايات المتحدة هذا الأسبوع.
فماذا يعني ذلك لمحادثات السلام؟
وقال ترامب الجمعة إن الولايات المتحدة ستركز على أولويات أخرى إذا لم يتم التوصل "قريبا" إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ورفض ترامب تحميل مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق هدنة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. لكنه شدد على ضرورة إحراز الجانبين تقدما.
وقال "إذا قام أحد الطرفين، لأي سبب كان، بجعل الأمر شاقا للغاية، فسنقول ببساطة: أنتم حمقى. أنتم حمقى. أنتم أشخاص فظيعون، وسنتجاوز الأمر".
وأضاف "لكن نأمل أن لا نُضطر إلى القيام بذلك".
ونفى ترامب أن يكون ضحية "تلاعب" من بوتين، وقال "لا أحد يتلاعب بي، أنا أحاول تقديم المساعدة".
ولوحت أمريكا يوم الجمعة، باستعدادها للتخلي عن محادثات السلام بالكامل في غضون «أيام»، بحسب وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي قال: «لن نستمر في السفر إلى جميع أنحاء العالم وعقد اجتماع تلو الآخر إذا لم يتم تحقيق أي تقدم».
ولم يوجه اللوم إلى أي من الجانبين أو يقول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستفرض أي تكاليف قبل الانسحاب، بحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي.
وكان مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأكثر من أربع ساعات يوم الجمعة الماضي في سانت بطرسبرغ.
وعن اللقاء، قال ويتكوف إنه خرج بفكرة أكثر وضوحا حول مطالب بوتين للتوصل إلى تسوية سلمية.
لكنه لم يحصل على موافقة الرئيس الروسي على خطة وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما التي كان ترامب يدفع بها منذ ستة أسابيع كخطوة أولى نحو السلام على المدى الطويل، والتي وافقت عليها أوكرانيا، بحسب «أكسيوس».
وفي محاولة من الولايات المتحدة لانتزاع رد روسي، تحدث روبيو يوم الخميس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وأكد ضرورة التزام روسيا بإطار وقف إطلاق النار الأمريكي.
ووصف مسؤولون أمريكيون نهاية شهر أبريل/نيسان، مهلة غير رسمية، وبعدها قد تواجه روسيا عقوبات جديدة.
في غضون ذلك، واصل ترامب إلقاء الكثير من اللوم على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائلا: «لا يمكنك أن تبدأ حربًا مع دولة أكبر منك بعشرين مرة ثم تأمل أن يمنحك الناس بعض الصواريخ».
دور أوروبي
وفي تحول من واشنطن هو الأول من نوعه منذ عودة ترامب رئيسا، عقد روبيو وويتكوف ومبعوث ترامب إلى أوكرانيا كيث كيلوج ماراثونًا من الاجتماعات في باريس يوم الخميس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكبار المسؤولين من أوكرانيا وألمانيا والمملكة المتحدة.
وقال مسؤول فرنسي: «كان هذا أول اجتماع تفاوضي للسلام بشأن أوكرانيا يجمع كل الأوروبيين والأمريكيين والأوكرانيين حول الطاولة».
المسؤول الفرنسي أضاف لـ«أكسيوس»، أن المناقشات ركزت على خطط وقف إطلاق النار الشامل، بما في ذلك على خط المواجهة، وكذلك على معايير الاتفاق الذي يمكن أن ينهي الحرب.
وبحسب المسؤول فإن «المشاركين أعربوا عن دعمهم لهدف الرئيس ترامب لإنهاء الحرب بسرعة واتفقوا على ضرورة وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن».
فهل توافق روسيا على وقف النار؟
وعندما اتصل روبيو بلافروف بعد الاجتماع، قال وزير الخارجية الروسي إن موسكو مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة "بهدف القضاء بشكل موثوق على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية"، وفقًا لبيان موسكو. ولم يذكر البيان وقف إطلاق النار.
ومن المتوقع أن تعقد جولة أخرى من المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين والأوكرانيين الأسبوع المقبل في لندن.
وقال مسؤول أوروبي إن المحادثات تمثل تحولا إيجابيا في تعاملات إدارة ترامب مع حلفائها الأوروبيين بشأن أوكرانيا، وإن الاجتماع في باريس كان أول مناقشة جوهرية حول هذه القضية بين الجانبين.