غياب الدعم الأمريكي يهدد المدن الأوكرانية بشتاء دام
مع غياب التمويل الأمريكي لكييف، حذر البيت الأبيض من أن المدن الأوكرانية ستكون تحت رحمة الصواريخ الروسية خلال الشتاء، إذا لم يوافق الكونغرس على المزيد من المساعدات.
وقالت صحيفة "تليغراف" البريطانية في تقرير لها إن إزالة طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن للحصول على حزمة بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا من قانون الإنفاق الحكومي يهدد بتأخير الشريحة القادمة من تمويل كييف لأسابيع إضافية.
ويواجه تسليح أوكرانيا معارضة كبيرة من جانب الجمهوريين في مجلس النواب، الذين يزعمون أن واشنطن أنفقت الكثير من الأموال على الهجوم المضاد الأخير الذي شنته كييف دون تحقيق نتائج ملموسة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية قولهم إنه بدون حزمة أخرى لتمويل كييف، ستكون المدن الأوكرانية عرضة للضربات الروسية في الأشهر المقبلة، في ظل برودة الطقس خلال فصل الشتاء، التي تجعل من الصعب إجراء مناورات عسكرية كبيرة على الخطوط الأمامية.
وقال مسؤول أمريكي إن "أوكرانيا على وشك مواجهة شتاء صعب آخر، حيث من المرجح أن نشهد المزيد من الهجمات الجوية الروسية ضد البنية التحتية الحيوية الأوكرانية في محاولة لحرمان المواطنين من الحرارة والكهرباء".
وركزت المساعدات الأمريكية لأوكرانيا على بناء الدفاعات الجوية وذلك بهدف صد الهجمات الصاروخية الروسية.
وكانت أحدث دفعة من الأسلحة الأمريكية أصغر من سابقاتها وشملت ذخيرة لأنظمة الصواريخ أرض-جو الوطنية المتقدمة "ناسماس" التي سلمتها واشنطن لكييف في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.
كما شملت المساعدات أنظمة الدفاع الجوي "أفنغر" و"باتريوت"، بالإضافة إلى صواريخ "ستينغر" أرض جو المحمولة.
وقبل أيام، أعرب البيت الأبيض عن قلقه من أن الذخيرة البديلة المكلفة لأنظمة الدفاع الجوي يمكن أن تنفد إذا تأخرت الإمدادات التموينية إلى أوكرانيا أكثر من ذلك.
وقال أحد المسؤولين إن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" لديها خطط طوارئ لتلبية "الاحتياجات الأكثر أهمية" لأوكرانيا، لكن هذه الخطط ستتراجع في الأشهر المقبلة.
من جانبه، قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن قدرة واشنطن على حماية أوكرانيا تصبح "أصعب فأصعب" مع "كل أسبوع يمر".
والشهر الماضي، طلب بايدن أكثر من 100 مليار دولار لمجموعة من الأزمات الدولية، بما في ذلك دعم أوكرانيا وإسرائيل بهدف ضمان تمويل كييف حتى الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2024.
ورغم أن ميتش ماكونيل، الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ، أكد في وقت سابق تأييده لمساعدات أوكرانيا فإنه يبدو الآن أكثر ميلا إلى الوقوف خلف زملائه في مجلس النواب.
والشتاء الماضي، دمرت الغارات الروسية ما يقرب من نصف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مما أدى إلى انقطاع واسع للكهرباء في ظل درجات حرارة متجمدة.
ورغم تحسين أوكرانيا لدفاعاتها الجوية، إلا أن كييف فقط تتمتع بدرع شامل مضاد للصواريخ.