«الذخيرة».. صناعة تزدهر على وقع حربي أوكرانيا وغزة وأفق جيوسياسي قاتم
بكامل طاقته يعمل مصنع الأسلحة التابع لشركة الدفاع البريطانية العملاقة "بي إيه إي سيستمزـ، على إنتاج الذخيرة، مدفوعاً بالحرب في أوكرانيا وغزة وأفق جيوسياسي قاتم.
ستيف كارديو، رئيس التنمية التجارية في الشركة، أكد خلال زيارة لوسائل إعلام إلى مصنعه في مدينة واشنطن، بالقرب من نيوكاسل، إن "العالم أصبح أقل استقرارا، ما يشير إلى أن الطلب على الذخيرة سيزداد وسيكون ذلك بالنسبة لنا سيناريو مستداما".
- تضاعفت 10 مرات.. صادرات الأسلحة لإسرائيل أولوية لدى برلين
- المثلث الحدودي.. الحرب تنعش تجارة الأسلحة شرق السودان
وفي إشارة إلى تدفق الطلبات، أكدت شركة "بي إيه إي سيستمز" أنها تستثمر في "القدرات الإنتاجية لمصانع الذخيرة التابعة لها، مرحبة بزيادة الطلبيات العسكرية للحكومات، في سياق "تفاقم المخاطر الجيوسياسية".
وفي واشنطن، يتمثل ذلك بشكل خاص في إنتاج قذائف من عيار 155 ملم، والذي من المفترض أن يتضاعف 8 مرات في عام 2025 مقارنة مع مطلع عام 2022، أي قبل بدء الحرب في أوكرانيا، وفق ما كارديو.
لمحة من المصنع
وفي المصنع الذي تفوح منه رائحة الكبريت، تعمل 14 آلة و340 عاملاً ضمن مساحة 28 ألف متر مربع على صهر وتشكيل ومعالجة وطلاء الجزء المعدني من ذخائر المدفعية والدبابات وقذائف الهاون من العيار الكبير.
وعند مشاهدة الكتل المعدنية المتوهجة عند بلوغها 1100 درجة مئوية، والتي يتم التعامل معها بواسطة كماشة معدنية عملاقة، والعمال الذين يقومون بتلميع مئات القطع بعناية، فإننا نكاد ننسى الهدف الفتاك منها.
بعد ذلك يتم إرسال القذائف الفارغة إلى موقع غلاسكويد في ويلز، حيث يتم حشوها بالمواد المتفجرة.
طلبيات غير مسبوقة
وأعلن العملاق البريطاني في مطلع أغسطس/آب عن طلبيات قياسية بقيمة 66.2 مليار جنيه استرليني وارتفاع الإيرادات نصف السنوية بمعدل 57%.
وأوضح كارديو أن "ما شهدناه هذا العام لم يسبق له مثيل، مع طلبات إضافية تزيد عن 430 مليون جنيه استرليني لذخائر من وزارة الدفاع البريطانية".
اثنان من هذه العقود يتعلقان بشكل أساسي بذخائر من عيار 155 ملم، المستخدمة على نطاق واسع في أوكرانيا.
ويضافان إلى عقود بقيمة 2.4 مليار جنيه استرليني (2,7 مليار يورو) موزعة على 15 عامًا تنفيذاً لاتفاق أبرمته الشركة مع لندن لتزويدها بالذخائر، ودخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني.
وفي سبتمبر/أيلول، أعلنت المجموعة التي أشارت إلى أنها قامت بالفعل بتصنيع "جزء كبير من المعدات التي زودت بها الحكومات الداعمة لأوكرانيا، أنها ستؤسس فروعاً لها في البلد الذي تأمل في تزويده بالأسلحة الخفيفة"، كما أعلنت في الشهر نفسه، أنها سلمت بالفعل أكثر من 300 ألف قذيفة إلى أوكرانيا.
وقالت الشركة في بيان نتائجها، الإثنين، إن تسارع الطلبيات أدى إلى زيادة في اليد العاملة بنسبة 6% منذ بداية العام.
ومن المتوقع توظيف حوالي 200 شخص هذا العام في 3 مصانع بريطانية، بما في ذلك مصنع واشنطن، في منطقة غير صناعية تعاني من معدلات مرتفعة من البطالة، يأتي هذا فيما توظف الشركة ما مجموعه 93 ألف شخص على الأقل، بينهم 39600 في المملكة المتحدة.
ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، ارتفعت أسهم المجموعة بنسبة تزيد عن 10%ـ وتضاعفت تقريباً منذ بداية الهجوم الروسي في أوكرانيا.
وأعرب سام بيرلو فريمان، من منظمة "حملة ضد تجارة الأسلحة" غير الحكومية، عن أسفه لأنه "من المحتمل جدًا أن تستمر (المجموعة) في الاستفادة من تصاعد النزاعات في العالم، على حساب المدنيين"، على غرار مصنعي الأسلحة الآخرين.
وإذ كان دعم لندن لأوكرانيا في حربها مع روسيا لا يثير اعتراض الرأي العام البريطاني، إلا أن الأمر مختلف في النزاعات الأخرى.
والجمعة، قام عشرات النقابيين بإغلاق منشأة تابعة للمجموعة البريطانية في روتشستر، (جنوب شرق)، متهمين إياها بتصنيع مكونات لطائرات عسكرية تستخدمها إسرائيل لقصف غزة في الحرب ضد حماس.
aXA6IDE4LjExOS4yOC4yMTMg
جزيرة ام اند امز