زيلينسكي "يغازل" المسلمين.. إفطار بالقرم ورسالة لـ"تتار" وسهم لبوتين
رسائل سياسية تنضح من حدث ديني يبعث بها الرئيس الأوكراني من مائدة إفطار جمعته بجنوده المسلمين في حركة اتصالية موجهة لتتار القرم وروسيا.
وظهر فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده خلال مأدبة إفطار رمضانية في مركز القرم التتار الثقافي، وحرص على تكريمهم ومنحهم ميداليات وأوسمة.
وشارك بالمأدبة أيضا قادة "المجلس"، وهو أعلى هيئة تمثيلية لتتار القرم، وكذلك شارك علماء مسلمون.
وقال زيلينسكي، في خطابه أمام المشاركين بحفل الإفطار، إنه "اعتبارا من عام 2023، ستتم إقامة مأدبة الإفطار سنويا"، ووصف ذلك بأنه "تقليد جديد من الاحترام".
وأضاف أن "شهر رمضان يُحترم في كل مكان بأوكرانيا، وحتى في جبهات القتال".
واعتبر أن "محاولة روسيا استعباد أوكرانيا وشعوب أخرى في أوروبا بدأت على وجه التحديد من احتلال شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وبالتحديد من القمع في شبه جزيرة القرم ضد حرية الأوكرانيين وتتار القرم، ضد مسلمي القرم".
وأضاف أن "تحرير شبه جزيرة القرم ليس له بدائل ليس فقط لأوكرانيا، ولكن أيضا للعالم كله"، في إشارة لشبه الجزيرة التي ضمتها روسيا بشكل أحادي في 2014.
رسائل
لم يكن المكان ولا الزمان عبثيان في رسائل زيلينسكي من خلال مشاركته بمأدبة الإفطار، فهذا الممثل الكوميدي السابق يدرك جيدا نواميس اللعب على العقيدة واستثمار مواقف الأقليات خصوصا حين يتعلق الأمر بملف مثل القرم.
ففي شبه الجزيرة، يغازل الرئيس الأوكراني تتار القرم ذوي الأغلبية المسلمة، الأقلية التي ترفض انضمام الإقليم لروسيا، ما يجعلها ورقة رابحة بجيبه.
ويمثل تتار القرم نحو 12 في المئة من سكان شبه جزيرة القرم، ويبلغ عددهم نحو 243 ألف نسمة من عدد السكان البالغ مليوني نسمة في الإقليم.
فيما يعد السكان من ذوي الأصول الروسية الذين تبلغ نسبتهم نحو 58 في المئة هم أكبر عرقية تسكن الإقليم، وهو ما يفسر نتيجة التصويت لصالح الانضمام لروسيا.
بينما يمثل السكان من الأوكرانيين في الإقليم نحو 24 في المئة، وذلك وفقا لآخر إحصاء سكاني أجرته أوكرانيا.
تركيبة متباينة تمنح التتار -رغم أنهم أقلية- أهمية محورية يحاول زيلينسكي استثمار غضبها لرشق سهامه بقلب نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
"قوة الصلاة"
لا تعتبر هذه المرة الأولى التي يلعب فيها زيلينسكي على وتر الأقليات، وتحديدا المسلمين، ففي أواخر مارس/ أذار الماضي، نشر تغريدة بمناسبة حلول شهر رمضان أعرب فيها عن أمله بأن تساعد "قوة الصلاة" على تطهير أوكرانيا من "شر الملحد الروسي"، على حد تعبيره.
وحينها قال: "نرجو أن تساعدنا قوة الصلاة في شهر رمضان المبارك هذا على تطهير أوكرانيا من شر الملحد الروسي، ومن أولئك الذين لا يؤمنون حقًا بأي شيء، ولهذا السبب هم قادرون على مثل هذا الإرهاب".
وتابع قائلا: "ليبدأ شهر رمضان بسلام وعلى الأرض الأوكرانية بأكملها الخالية من روسيا".
وقبلها، وتحديدا في أبريل/ نيسان 2021. حرص زيليسكي أيضا على تهنئة المسلمين في بلاده بحلول شهر رمضان المبارك، مشددا على أن "الأوكرانيين ينتمون إلى ديانات مختلفة لكنهم متحدون في رغبتهم بأن يصبحوا أفضل".
وأكد أن "أوكرانيا هي وطن للمجتمع المسلم بما في ذلك أتراك تتار القرم"، ومن بعدهم مسلمي العالم، الجزئية التي لم يقلها لكن كان من الواضح أنه يقصدها في وقت يدرك فيه أهمية الحصول على تأييد المجتمعات المسلمة في حربه مع روسيا.