لا تصريحات.. «حرب بروتوكول» في لقاء زيلينسكي ومبعوث ترامب

صيغة لقاء فولوديمير زيلينسكي ومبعوث دونالد ترامب لا تتضمن تصريحات أو أسئلة، بطلب من أمريكا، في تطور يكشف حجم التوتر السائد.
واليوم الخميس، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن الرئيس زيلينسكي ومبعوث الرئيس الأمريكي إلى روسيا وأوكرانيا كيث كيلوغ لن يتحدثا إلى الصحفيين عقب لقائهما في كييف.
وقال المتحدث باسم الرئاسة سيرغي نيكيفوروف: "بناء على طلب الجانب الأمريكي، صيغة اللقاء تسمح بأخذ لقطات بروتوكولية، ولا تتضمن تصريحات أو أسئلة".
ارتباك وانقسام.. هجوم ترامب على زيلينسكي يهز الجمهوريين
وفي وقت سابق الخميس، استقبل زيلينسكي كيلوغ في اجتماع يأتي بعدما تعرض لانتقادات شديدة من نظيره الأمريكي دونالد ترامب، في توتر يثير مخاوف من حدوث شرخ بين واشنطن وكييف التي تعتمد على المساعدة الأمريكية لصد الروس.
وبعد أن وصف زيلينسكي بأنه "ديكتاتور"، واصل ترامب خطابه المنحاز لموسكو، قائلا مساء الأربعاء إن الروس في هذا النزاع "سيطروا على الكثير من الأراضي" وبالتالي فإنهم "في موقع قوة".
من جهته، أعلن الكرملين الخميس أنه قرر مع واشنطن استئناف الحوار "في كل المجالات"، مؤكدا أنه "متفق تماما" مع الموقف الأمريكي بشأن أوكرانيا.
أما زيلينسكي الذي يبدو في موقع أضعف في ظل التقارب بين واشنطن وموسكو، فقد أعرب عن أمله في أن تكون الجهود "بناءة" مع كيلوغ.
وقال عشية الاجتماع مع المبعوث الأمريكي "مستقبلنا ليس مع بوتين، بل مع السلام. والخيار متاح للجميع، وللأقوى، أن يكونوا مع بوتين أو أن يكونوا مع السلام".
ولدى وصوله إلى كييف الأربعاء، أكد كيلوغ أنه يتفهم حاجة أوكرانيا إلى "ضمانات أمنية".
وقبل أيام من الذكرى الثالثة لبدء الحرب في 24 فبراير/ شباط 2022، أشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا أرادت نهاية هذه الحرب "منذ ثوانيها الأولى".
دعم
تبادل ترامب وزيلينسكي الهجمات الشخصية غير المسبوقة بعد محادثات روسية أمريكية في السعودية الثلاثاء، هي الأولى على مستوى وزراء الخارجية منذ بدء الحرب.
واستعمل ترامب، من بين أمور أخرى، أرقاما مغلوطة حول شعبية زيلينسكي ودعاه إلى إجراء انتخابات بينما لا تزال الحرب مستمرة، ومع تواجد ملايين الأوكرانيين في دول أخرى فروا إليها، وفيما 20% من أراضي البلاد تحت سيطرة الروس.
وقال ترامب على منصته تروث سوشال "ديكتاتور من دون انتخابات، يجب على زيلينسكي أن يسرع وإلا فلن يبقى لديه بلد".
في المقابل، اتهم زيلينسكي نظيره الأمريكي بأنه "يعيش في مساحة من التضليل"، وبمساعدة بوتين على "الخروج من سنوات العزلة".
وفي مواجهة اتهامات ترامب، حظي الزعيم الأوكراني بدعم عدد من القادة الأوروبيين، ولا سيما المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي ستيفان دي كيرسمايكر إن "أوكرانيا ديمقراطية، روسيا برئاسة (فلاديمير) بوتين ليست كذلك"، مضيفا أن زيلينسكي "انتخب بشكل شرعي في انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية".
كما أعلن رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز أنه سيزور كييف الاثنين، في ذكرى الحرب "للتأكيد على دعم إسبانيا للديمقراطية الأوكرانية".
"قليل من الأشياء الملموسة"
كان لتصريحات الرئيس الأمريكي وقع الصدمة في أوكرانيا، إلا أن الكرملين الذي تجنب التعليق عليها، رحب الخميس بالتقارب مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف خلال مؤتمر صحفي شاركت فيه وكالة فرانس برس "اتُخذ القرار بالمضي قدما في استئناف الحوار الروسي الأمريكي في كل المجالات".
وفي ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، قال بيسكوف إن الكرملين "يتفق تماما" مع موقف إدارة ترامب بشأن ضرورة وضع حد سريع للنزاع.
لكنه لفت إلى أنه في الوقت الحالي، هناك "قليل من الأشياء الملموسة" للتوصل إلى تسوية للصراع، معتبرا أن ذلك يعود بصورة أساسية إلى "خلافات بين واشنطن وكييف".
وأشار بيسكوف إلى أن الولايات المتحدة "كانت ولا تزال ... المحرك الرئيسي" الذي يقدم "أكبر مساهمة مالية في تأجيج" الصراع في أوكرانيا.
وكان بوتين رحب الخميس باستئناف الحوار الروسي الأمريكي. وقال إنه "سيكون سعيدا بلقاء دونالد"، مناديا الرئيس الأمريكي باسمه الأول.
وأكد ترامب مجددا أن بلاده "تتفاوض بنجاح على إنهاء الحرب مع روسيا"، مضيفا "هناك شيء واحد يعترف به الجميع، وهو أن ترامب وإدارة ترامب فقط قادران على فعله".
واعتبر أن أوروبا في المقابل "فشلت في تحقيق السلام".
وأمام احتمال وقف إطلاق النار، تعمل باريس ولندن على إنشاء قوة أوروبية تهدف إلى ضمان أمن أوكرانيا، من المقرر أن تضم "أقل من 30 ألف عسكري"، حسبما ذكرت وسائل إعلام بريطانية الخميس.