«انتهاء الشرعية».. مأزق جديد لزيلينسكي
قطعا، لم يتخيل فولوديمير زيلينسكي وهو يقرر الترشح للرئاسة في بلاده في 2019، أنه سيخوض حربا ضد روسيا لأكثر من عامين.
زيلينسكي وهو ممثل سابق، انتخب في 2019، لفترة رئاسية مدتها 5 أعوام، انتهت اليوم الإثنين، فماذا سيكون مصيره خلال الفترة المقبلة؟
هل يستمر في منصبه؟
أوكرانيا لم تشهد انتخابات رئاسية بسبب الحرب التي دخلت عامها الثالث في فبراير/شباط الماضي، وبذلك سيستمر زيلينسكي في موقعه.
وكان من المقرر تنظيم الانتخابات البرلمانية الأوكرانية نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والرئاسية في 31 مارس/آذار الماضي، لكن تم تأجيل الاستحقاقين بسبب الحرب.
وبحسب محللين، فإن الانتخابات تحتاج إلى وقف العمل بحالة التعبئة والحرب مدة لا تقل عن 3 أشهر، حتى يستطيع المرشحون تقديم برامجهم ضمن الحملة الانتخابية، ومراعاة الدستور الذي ينص على أن الفترة بين إعلان الانتخابات ويوم الاقتراع يجب ألا تقل عن شهرين.
ولا ينص الدستور الأوكراني بشكل صريح على حظر إجراء انتخابات رئاسية في ظل الأحكام العرفية، لكنه ينص في المادة 108 منه على أن الرئيس يجب أن يستمر في منصبه حتى انتخاب خلف له، علما بأن مدة الولاية الرئاسية 5 سنوات.
وكانت اللجنة الانتخابية المركزية في أوكرانيا قد قررت في فبراير/شباط الماضي، أن زيلينسكي سيحظى بالشرعية بعد 20 مايو/أيار الجاري نظرا لظروف الحرب.
وقالت اللجنة إنه "وفقاً للدستور، يواصل الرئيس واجباته حتى أداء رئيس جديد القسم، ولا يمكنه أن ينقل صلاحياته إلى شخص آخر في هذه الفترة، باستثناء حالات محددة وهي: الاستقالة، أو الوفاة، أو الوضع الصحي، أو العزل".
يأتي ذلك رغم أن معارضي زيلينسكي طالبوا بنقل السلطة لرئيس البرلمان بعد انتهاء ولاية الرئيس.
ما رأي المعارضة؟
رئيس حركة "أوكرانيا أخرى" والزعيم السابق لحزب "منصة المعارضة - من أجل الحياة"، فيكتور مدفيدتشوك، قال في مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية إن زيلينسكي، وفقا للدستور، لن يكون رئيساً شرعياً لأوكرانيا اعتبارا من 21 مايو/أيار الجاري.
وقال مدفيدتشوك "بحسب الدستور الأوكراني، من 21 مايو/أيار الجاري لن يستطيع زيلينسكي أداء مهامه كرئيس، لكن، منذ متى وهو ينفذ القانون؟".
وأضاف مدفيدتشوك: "لقد أصبح مئات الآلاف من الأوكرانيين ضحايا، وفقد الملايين مساكنهم ووظائفهم وراحتهم في بيوتهم، المشكلة لا تكمن فقط في أن زيلينسكي سيصبح رئيساً غير شرعي اعتباراً من 21 مايو، ولكن في أن أوكرانيا فقدت كينونتها كدولة".
من جانبه، نشر جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية تقريرا مفصلا عن موقف الغرب من إدارة زيلينسكي عشية انتهاء فترة ولايته.
وبحسب التقرير فإن مستوى شعبية زيلينسكي انخفض إلى 17% ويستمر في الانخفاض، أكثر من 70% من السكان لا يثقون في جميع وسائل الإعلام الأوكرانية، وحوالي 90% يرغبون في مغادرة البلاد.
وأضاف التقرير أن "الأمور في الجيش ليست أفضل، فحتى بين جنود القوات المسلحة الأوكرانية فإن شعبية زيلينسكي لا تتجاوز 20%".
وأكد التقرير أن زيلينسكي يشعر بضعف مواقفه بين الأوكرانيين، لذلك يجري عمليات "تطهير" لكبار المسؤولين الأوكرانيين.
ووفقا للتقرير فإن زيلينسكي ينفذ عمليات تطهير واسعة النطاق في الجيش وفي الحكومة وقيادة إدارة أمن الدولة ومجلس الأمن القومي، بالتزامن مع حملة إعلامية واسعة النطاق.
وأشار إلى أن الغرب قلق للغاية بشأن انخفاض شعبية القادة الأوكرانيين، خاصة بعد اعتماد قانون التجنيد الأخير.
وقال التقرير: "يشعر الغرب بقلق بالغ إزاء الانخفاض الكارثي في شعبية القادة الأوكرانيين، خاصة بعد اعتماد سلطات الميدان لقانون غير إنساني جديد بشأن التجنيد".
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS42NiA= جزيرة ام اند امز