"الأزمة الأوكرانية".. انقسام المعسكر الغربي بين "أمل" بوتين و"أماني" بايدن
على وقع الحرب الأوكرانية التي دقت أجراسها قبل أربعة أشهر، باتت روسيا والدول الغربية تعول على سياسة "النفس الطويل" لحسمها.
ففيما سلطت الدول الغربية سيف العقوبات على روسيا وزودت أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، أعلنت موسكو في الجهة المقابلة عن نيتها تزويد بيلاروسيا بمنظومات صواريخ تكتيكية طراز إسكندر-إم تستطيع استخدام صواريخ باليستية أو عابرة للقارات بنسختيها التقليدية والنووية.
تصعيد من الجهتين، كانت روسيا تعول من خلاله على انقسام معسكر الغرب، سبيلا لأي اختراق في المواقف ضدها، إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد اليوم الأحد على "الوحدة"، مشددا على أن الغرب يجب أن يبقى موحّدًا في مواجهة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
"انقسام" الغرب
وقال بايدن للمستشار الألماني أولاف شولتز، الأحد، قبيل بدء قمة مجموعة السبع، في جبال الألب البافاريّة في ألمانيا: "علينا أن نبقى معا"، معتبرا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يأمل في أن "ينقسم حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع بطريقة ما". وأضاف "لكنّنا لم نفعل ولن نفعل ذلك".
ودخلت الأزمة الأوكرانية، مساء السبت، مرحلة جديدة في تاريخها، بعد سقوط بلدية سيفيرودونيتسك، الواقعة على خط المواجهة بشرق أوكرانيا، في قبضة القوات الروسية، إثر أسابيع من القتال والقصف.
سقوط المدينة في قبضة القوات الروسية أعلنه أولكسندر ستريوك رئيس بلدية سيفيرودونيتسك السبت في التلفزيون الوطني، قائلا: "المدينة الآن تحت السيطرة الروسية بالكامل. إنهم قاموا بتعيين قادة بشكل ما".
ويجعل التقدم الروسي الأخير موسكو على مقربة من السيطرة الكاملة على لوهانسك، وذلك أحد أهداف بوتين، ويمهد الطريق لجعل ليسيتشانسك محور الاهتمام الرئيسي التالي.
بدروه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السبت إنه يخشى أن تواجه أوكرانيا ضغوطا لقبول اتفاق سلام مع روسيا، مضيفًا أن عواقب نجاح بوتين في فعل ما يريده في أوكرانيا ستكون خطيرة على الأمن الدولي، وستكون "كارثة اقتصادية طويلة الأمد".
وضغطت أوكرانيا مرة أخرى، الجمعة، من أجل الحصول على مزيد من الأسلحة، بعد أن أبلغ رئيس الأركان فاليري زالوجني نظيره الأمريكي في مكالمة هاتفية أن كييف بحاجة إلى تكافؤ في القوة النارية مع موسكو من أجل استقرار الوضع في لوهانسك.
وكان للحرب تأثير هائل على الاقتصاد العالمي والترتيبات الأمنية الأوروبية، إذ أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز والنفط والغذاء، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى تقليل اعتماده الشديد على الطاقة الروسية، كما دفع فنلندا والسويد إلى السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وفي علامة كبيرة على الدعم، وافق قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على ترشيح أوكرانيا رسميا للانضمام إلى التكتل، وهو قرار قالت روسيا إنه يرقى إلى مستوى "استعباد" الاتحاد الأوروبي للدول المجاورة.
aXA6IDMuMTQ1LjExMi4yMyA= جزيرة ام اند امز