بين الأمم المتحدة وأفريقيا.. مشاورات لـ«إسكات البنادق»

جلسة مشاورات بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لتعزيز الجهود الرامية إلى «إسكات البنادق» بالقارة السمراء المثقلة بالأزمات.
واليوم الخميس، عقد أعضاء مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي جلسة مشاورات مشتركة بمقر تكتل القارة السمراء بالعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا.
وتأتي هذه الاجتماعات، التي تمثل النسخة الـ19 من المشاورات السنوية بين المجلسين، لمناقشة القضايا الحاسمة التي تؤثر على السلام والأمن في القارة الأفريقية.
وتشمل القضايا تهديدات الإرهاب وجهود مكافحته، وعمليات دعم السلام، وأوضاع البلدان المتأثرة بالصراعات، واندماجها في عمليات السلام، إلى جانب تنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن.
تحديات معقدة
أجمع قادة مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي، خلال الاجتماع المشترك على أهمية تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين المجلسين لمواجهة التحديات الأمنية المعقدة والمتنامية في القارة الأفريقية.
وأكد سفير بتسوانا لدى إثيوبيا ورئيس الدورة الحالية لمجلس السلم والأمن الأفريقي، تيبيليلو بوانغ، خلال كلمة له، أهمية تعزيز التفاهم المتبادل بين المجلسين لمواجهة التحديات المعقدة التي تواجه القارة الأفريقية في مجالات السلام والأمن.
وأضاف أن الاجتماعات المشتركة تشكل فرصة لتعميق التعاون حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن التهديدات الأمنية في القارة متعددة ومتشعبة، بدءا من الإرهاب والتطرف والعنف، مرورا بالصراعات الداخلية والتحولات السياسية.
وأشار إلى أن انتشار الأسلحة الصغيرة والخفيفة، فضلا عن تدفق المقاتلين الأجانب وشركات الأمن الخاصة، يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى دعم السلام والاستقرار، لافتا الى أن هذه التحديات تضع ضغطا كبيرا على قدرات الاتحاد الأفريقي المؤسسية.
روح التعاون
من جانبه، وصف مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، بانكولي أدوي، الاجتماع المشترك، بأنه "يُظهر عمق وثبات التعاون بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة".
وقال إن "روح التعاون هذه أسهمت في تشكيل استجابات فاعلة لقضايا السلام والأمن في القارة، وتعزيز الثقة المتبادلة بين الاتحاد الأفريقي وأنظمة الأمم المتحدة".
وشدد المفوض الأفريقي على الحاجة لاستجابة أمنية جماعية قوية للتحديات الجديدة والناشئة والمتفشية، مؤكدا أن العمل الموحد هو السبيل الوحيد للتصدي بفعالية للتحديات العالمية المتغيرة.
وبحسب أدوي، فإن مجلس الأمن الدولي يبقى "المركز العالمي لحوكمة الأمن الدولي" وركيزة أساسية في منع النزاعات وحلها، داعيا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المجلسين لتحقيق أهداف السلام والتنمية المستدامة وفق رؤية أفريقيا 2063 وأهداف التنمية المستدامة العالمية.
وأكد أدوي على أهمية الدعم المستمر لعمليات حفظ السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي، وقال إن التكتل ملتزم بمبدأ عدم التسامح مع أي تغييرات غير دستورية للحكومات.
وتطرق إلى حالة مدغشقر كمثال على تمسك الاتحاد الأفريقي بقراره الرافض للانقلابات غير الدستورية بالقارة.
كما أكد ضرورة استمرار إصلاح مجلس الأمن الدولي ليعكس الإنصاف والتوازن الإقليمي والشمول العالمي.
«إسكات البنادق»
بدوره، قال سفير روسيا لدى مجلس الأمن الدولي، رئيس الدورة الحالية للمجلس، إنهم أجروا مناقشات مثمرة وصريحة مع رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي محمود على يوسف حول عدد من القضايا.
وأضاف، في كلمته، أن القارة الأفريقية تحظى بالعديد من الملفات المهمة على جدول أعمال مجلس الأمن، معربا عن تطلعه إلى إجراء اجتماعات مثمرة وفعالة.
وأشاد بالبيئة التفاعلية والاجتماعية التي تتيحها هذه اللقاءات لتعزيز التعاون الدولي في قضايا السلام والأمن.
وسيعقد مجلس الأمن الدولي والأفريقي غدا الجمعة جلسة رسمية يبحث خلالها عددا من الملفات الهامة في القارة فضلا عن استماعه لتقارير حول وضع حالة السلم والأمن.
وتأتي هذه الاجتماعات بين المجلسين ضمن الجهود الرامية إلى "إسكات البنادق" في أفريقيا، والالتزام بمبادئ التكامل، والمسؤولية المشتركة، وفق مجلس السلم والأمن الأفريقي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA==
جزيرة ام اند امز