COP30.. البرازيل تراهن على الزراعة المستدامة لتجميل صورتها البيئية

في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية بشأن التغير المناخي وإزالة الغابات، يستعد قطاع الزراعة البرازيلي لعرض نفسه في صورة جديدة خلال قمة المناخ العالمية COP30 المقبلة.
رغم كونه أكبر مصدر للانبعاثات الكربونية في البلاد ومحركا رئيسيا لإزالة الغابات، تسعى البرازيل لتقديم نموذج لـ"الزراعة المبتكرة والمستدامة"، في محاولة لإعادة رسم صورتها أمام العالم وإثبات قدرتها على تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
ويعزز لوبي المزارعين وداعموهم في الحكومة هذه الرسالة في مواجهة الضغوط الدولية المتزايدة التي تهدد الصادرات الزراعية الرئيسية للبلاد، بحسب ما أفادت وكالة بلومبرغ.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أقر قانونا يلزم المستوردين بإثبات أن المحاصيل البرازيلية لم تزرع في أراض أزيلت منها الغابات، رغم أن القانون لم يدخل حيز التنفيذ بعد. وفي الوقت ذاته، أطلقت الولايات المتحدة تحقيقا في الممارسات التجارية للبرازيل، مشيرة إلى أن إزالة الغابات تمثل مصدر قلق بيئي متزايد.
وتعد البرازيل واحدة من أكبر موردي السلع الزراعية في العالم، إذ تصدر لحوم البقر وفول الصويا والسكر والقهوة إلى أسواق تمتد من الصين إلى أوروبا. وتمثل سلسلة التوريد الزراعية نحو ربع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ما يجعلها القطاع الأكثر تأثيرا في النقاشات السياسية الداخلية، متقدمة حتى على قطاعي النفط والغاز.
ويظهر النفوذ الكبير لهذا القطاع في السياسة أن حوالي 60% من المشرعين في البرلمان البرازيلي ينتمون إلى ما يُعرف بـ"الكتلة الزراعية"، وهي قوة تشريعية ضخمة تدافع بشدة عن مصالح الزراعة والأعمال المرتبطة بها.
وفي الشهر المقبل، تستضيف مدينة بيليم الأمازونية آلاف الزوار والمشاركين في قمة المناخ العالمية COP30، في حدث يتوقع أن يسلط الضوء أكثر على الممارسات الزراعية في البلاد، ويُخضعها لتدقيق دولي غير مسبوق.
وقال بيدرو لوبيون، رئيس الكتلة الزراعية في مجلس النواب، إن "الأمر قد يكون سلبيًا للغاية بالنسبة لنا"، مشيرًا إلى خشية القطاع من أن تتحول القمة إلى ساحة انتقاد عالمية.
بدوره، حذر وزير السياسة الزراعية البرازيلي غيليرمي كامبوس في سبتمبر/أيلول الماضي من أن القمة قد تصبح "فخا" للأعمال الزراعية إذا لم تبرز "الأمثلة والممارسات الجيدة" التي يمكن للبرازيل تقديمها في مجال الزراعة المستدامة.
ولتفادي هذا السيناريو، تعمل الهيئات الحكومية البرازيلية الداعمة للقطاع الزراعي على إعداد استراتيجية متكاملة لتلميع صورته، إذ تخطط وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بالتعاون مع مؤسسة إمبرابا (وهي مؤسسة بحثية زراعية مدعومة حكوميًا) لإقامة جناح ضخم يحمل اسم "أغريزون" (AgriZone).
وسيركز الجناح على عرض التقنيات الزراعية الحديثة التي تُستخدم في إنتاج مختلف المحاصيل من فاكهة الأساي الشهيرة إلى لحوم البقر، كما سيستضيف مئات الفعاليات والنقاشات خلال أسبوعين كاملين من انعقاد القمة، وفقًا لما أعلنته الوزارة.
وقالت الوزارة في بيان رسمي: "سيتيح مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) فرصة فريدة للبرازيل لعرض ممارساتها المستدامة في القطاع الزراعي أمام العالم، من خلال الجمع بين إنتاج الغذاء والألياف والطاقة والمسؤولية البيئية".
ويأمل المسؤولون في أن تسهم هذه الجهود في إعادة بناء الثقة الدولية في الزراعة البرازيلية، وتأكيد أن البلاد قادرة على أن تكون نموذجا لـ"القوة الزراعية المستدامة"، بدلا من كونها محور انتقادات بيئية متكررة.