«توقيت حاسم قبيل COP30».. كيف تساهم اجتماعات الأمم المتحدة في دعم المناخ؟

انطلق الأسبوع رفيع المستوى من الدورة الثمانين للجمعية العمومية للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 23 سبتمبر/أيلول 2025 على أن يستمر حتى 29 من الشهر نفسه، ليوفر فرصة جيدة حتى يُناقش قادة العالم القضايا الرئيسية.
وتتيح الجمعية مساحة لطرح المشكلات المتعلقة بالتغيرات المناخية؛ خاصة وأنّ اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة ينعقد بالتوازي مع أسبوع المناخ بنيويورك، ويحدث كل هذا مع اقتراب انطلاق مؤتمر الأطراف المعني بالتغيرات المناخية في دورته الثلاثين (COP30)، والذي من المقرر انعقاده في بيليم بالبرازيل خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام.
ومن المقرر أن يُناقش COP30 العديد من الملفات الهامة لهذا العام؛ خاصة مع التغيرات والصراعات الجيوسياسية المنتشرة حول العالم خلال هذه الحقبة.
ومع إعلان ترمب خروج الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاق باريس، يوضح الدكتور "جواد الخراز"، منسق مبادرة تيراميد في حديث مع "العين الإخبارية" أنّ: "هذا التوقيت يعد حاسمًا لبناء الزخم العالمي نحو تعزيز الالتزامات المناخية.
تهيئة
ويحمل انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل COP30 دلالات إيجابية فيما يتعلق بالعمل المناخي؛ إذ يُتيح فرصة لتهيئة الأجندة الدولية؛ ويتيح فرصة لقادة العالم لطرح خططهم قبل انطلاق قمة المناخ في بيليم.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور هشام عيسى، المنسق المصري السابق لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، لـ"العين الإخبارية": "تُشكل الجمعية العمومية للأمم المتحدة منصة سياسية عالمية، حيث يشارك فيها قادة العالم بخطاباتهم ورسائلهم الأساسية كما أنّ الملفات الساخنة مثل المناخ تبرز عادةً في كلمات الزعماء، ما يمهد الأرضية للتوافقات أو الصدامات التي قد تظهر لاحقًا في COP30".
دفع العمل المناخي!
وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هذا الحدث الذي اجتمع فيه قادة الحكومات والشركات والمجتمع المدني قائلًا: "هذه فرصتنا"؛ إذ يمكن من خلال الأسبوع رفيع المستوى من الدورة الثمانين للجمعية العمومية للأمم المتحدة أن يطرح الجميع ما لديهم من معلومات بدقة في جميع المجالات والملفات الخاصة بالتغيرات المناخية، مثل: التخفيف والتمويل والتكيف وغيرهم من الملفات التي ما زالت موضع جدل في المفاوضات المناخية.
ويُضيف الخراز أنّ الاجتماع يوفر حدثًا رفيع من أجل "تقييم تقدم خطط المناخ الوطنية (NDCs) والتمويل، مع دعوة القادة لتقديم مساهمات وطنية جديدة طموحة تتوافق مع أهداف اتفاقية باريس".
ويتابع قائلًا إنّ هذا الحدث "يعزز التعاون الدولي ويضمن أن يكون COP30 نقطة تحول حقيقية نحو الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية".
تحالفات
من جانب آخر، يُوفر هذا الأسبوع رفيع المستوى للجمعية مساحة لقادة العالم من أجل "إرسال رسائل سياسية مبكرة ولاسيما من لدول النامية والمتأثرة بتغير المناخ"، بحسب الدكتور هشام عيسى.
ويُضيف: "غالبًا تستغل الجمعية العامة للضغط على الدول الصناعية الكبرى قبل المفاوضات الرسمية مما يعزز (الزخم السياسي) ويضع الدول أمام مسؤولياتها التاريخية والتمويلية".
ومن جانب آخر، توفر الاجتماعات مساحة لتشكيل تحالفات، ما يساعدها في توحيد المواقف في أثناء العملية التفاوضية في قمة المناخ، الأمر الذي يستدعي من تلك التحالفات على تحقيق مصالحها المشتركة. على سبيل المثال، إذا افترضنا أنّ المجموعة الأفريقية لديها مطالب محددة في COP30 تتعلق بدعم الطاقة المتجددة، وتُطالب مجموعة الدول العربية أيضًا؛ فهناك فرصة في أثناء انعقاد الجمعية، لتتناقش تلك المجموعات وتُشكل تحالفات أكبر بمطالب واضحة، وتصبح أكثر قدرة على التكاتف خلال قمة المناخ.
وفي هذا الصدد، يُعلق الدكتور هشام عيسى: "توفر الاجتماعات فرصة للدبلوماسية غير الرسمية على هامش الجمعية، تُعقد لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف بين الدول والكتل (مثل مجموعة الـ77 + الصين، الاتحاد الأوروبي، التحالفات المناخية). هذه اللقاءات تساعد على كسر الجمود، وبناء تفاهمات قبل الدخول في المفاوضات التقنية المعقدة في COP30".
قضايا أخرى
بالنظر إلى أجندة الأسبوع رفيع المستوى من الدورة الثمانين للجمعية العمومية للأمم المتحدة، نجد أنها تضم العديد من الموضوعات المتعلقة بالصحة والأمن الغذائي والهجرة القسرية، ما يفتح الباب أمام ربط تلك الموضوعات بالتغيرات المناخية.
ليست مجرد إجراء شكلي
يقول الدكتور "جواد الخراز" إنّ: "هذه الاجتماعات ليست مجرد إجراء شكلي، بل هي "اختبار السرعة الكاملة" للعمل المناخي، كما وصفها غوتيريش، حيث يمكن أن تؤدي إلى إعلانات ملموسة مثل آليات تمويل جديدة للحفاظ على الغابات الاستوائية أو تعزيز الشراكات الجنوب-جنوب، مما يقلل من مخاطر الفشل في COP30 ويسرع التحول نحو اقتصاد أخضر مستدام".
ويُضيف: "في النهاية، قد تكون فرصة الإقدام على خطوة حاسمة لتحويل الكلام إلى إجراءات، خاصة مع الضغط المتزايد على الدول لتقديم NDCs قوية قبل نهاية 2025، مما يعني الكثير للعمل المناخي العالمي".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzUg جزيرة ام اند امز