"جرس السلام".. نغمة تذكّر العالم بجدوى "غصن الزيتون"
في ظل توتر عالمي يتنامى سنويا، تقرع الأمم المتحدة في 21 سبتمبر/أيلول من كل عام، جرس السلام في مقرها بنيويورك، كنغمة تذكيرية وتحذيرية.
هذه النغمة تأتي في إطار احتفالات ما بات يعرف بـ"اليوم العالمي للسلام" والذي يصادف 21 سبتمبر/أيلول من كل عام، وتحتفل الأمم المتحدة به في مقرها الرئيسي بنيويورك.
وتأتي الذكرى هذا العام في ظل واقع دولي صعب، بل أن صباحه شهد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التعبئة الجزئية للجيش الروسي لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
واقع صعب رسمه بالأساس القتال الجاري في أوكرانيا منذ أواخر فبراير/شباط الماضي، والتوتر الذي تراكمت خطوطه العريضة حول هذه الحرب، حتى بات العالم منقسما بين جبهتين.
وفي مراسم مهيبة في نفس اليوم كل عام، يقرع الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، جرس السلام في مقر المنظمة بنيويورك، حيث يصدر الجرس الذهبي نعمة قوية تحدث أثرا كبيرا في القلب وكأنه رسالة تحذير.
وفي مراسم هذا العام، ألقى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كلمة مقتضبة قبل أن يصعد منصة الجرس، ويقرعه بقوة لمرة واحدة، ويدوي الصوت المعهود، ليذكر العالم بجدوى التمسك بغصن الزيتون في ظل التوترات الحالية.
وبعدها، جاء دور رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة، تشابا كوروشي، الذي ألقى كلمة مقتضبة، ويقرع الجرس ليرسل نفس الرسالة التحذيرية للعالم، مرة ثانية.
تاريخ الجرس
تأسست فكرة جرس السلام من رؤية رجل واحد، عندما اقترح المستشار السابق لجمعية الأمم المتحدة في اليابان، تشيوجي ناكاجاوا، بناء جرس السلام كرمز للأمل والسلام.
ونجحت تبرعات من ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وبابا الفاتيكان والعديد من الجهات الأخرى ممن آمنوا بفكرة ناكاجاوا، في بناء هذا الجرس وخروج الفكرة إلى الواقع العملي.
ويشهد يوم 21 سبتمبر/أيلول من كل عام الاحتفال باليوم العالمي للسلام في جميع أنحاء العالم، بعد أن أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم، يومًا مخصصًا لتعزيز مُثُل السلام، عبر الالتزام لمدة 24 ساعة باللاعنف ووقف إطلاق النار.
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي للسلام في عام 1981 من أجل ’’الاحتفال بمثل السلام وتعزيزها بين جميع الأمم والشعوب‘‘.
وبعد مرور عقدين من الزمن، حددت الجمعية العامة 21 سبتمبر/أيلول تاريخ الاحتفال بالمناسبة سنويا، ’’كيوم لوقف إطلاق النار عالميا واللاعنف من خلال التعليم والتوعية الجماهيرية وللتعاون على التوصل إلى وقف إطلاق النار في العالم كله‘‘.
واقع صعب
لكن اليوم العالمي للسلام يحل هذا العام في ظل واقع صعب. ووفق الأمم المتحدة، يشهد العالم الآن أكبر عدد من النزاعات العنيفة منذ أكثر من 75 عامًا.
اعتبارًا من مايو/أيار 2022، تقدر الأمم المتحدة أن 100 مليون شخص نزحوا قسرًا في جميع أنحاء العالم، هربًا من الصراع والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان والاضطهاد.
ووفق التقديرات، سيزداد هذا العدد مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وهو صراع له آثار بعيدة المدى على أكثر الفئات ضعفاً في العالم، بما في ذلك نقص الغذاء، وارتفاع تكلفة الاحتياجات الأساسية والوقود، وفق مراقبين.
كما أن القتال الجاري في أوكرانيا يزداد حدة وقسوة وتستخدم فيه المزيد من الأسلحة الفتاكة، وسط توقعات بأن يستمر طويلا في ظل اتجاه طرفيه إلى التصعيد.
وفيما تشن أوكرانيا هجوما مضادا ضد القوات الروسية في شرق البلاد، أعلن الرئيس الروسي، في كلمة اليوم الأربعاء، توقيع مرسوم التعبئة الجزئية للجيش، لافتا إلى أنه ينص على إجراءات إضافية لدفاع الدولة.
وقال بوتين: "التعبئة الجزئية للجيش تبدأ اليوم، الجميع سيخضع لاختبارات وتدريبات تستند إلى الخبرة المكتسبة خلال العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا، التعبئة الجزئية ستكون من قوات الاحتياط وممن يمتلكون الخبرة في القتال".
هذه التطورات التي يرافقها عنف منتشر في أماكن متفرقة من العالم، تجعل نغمة التحذير الصادرة من جرس السلام في يومه العالمي، اليوم، بمثابة رسالة استفاقة قوية لرفع الأصابع من زناد البنادق وبناء عالم أكثر أمنا وسلاما.