"العين الإخبارية" ترصد محاور خطة المبعوث الأممي لإنعاش غزة
الخطة الأممية ترتكز على 3 عناصر، وهي الحفاظ على وقف إطلاق النار ودعم الجهود المصرية لتحقيق المصالحة، ومعالجة الاحتياجات الإنسانية.
يواصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف التحرك ما بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية، وسط اتصالات حثيثة مع الإدارة الأمريكية ومصر قبيل الإعلان عن خطة لتنفيذ مشروعات في قطاع غزة.
عناصر الخطة
مسؤول فلسطيني كبير اطلع على خطة ملادينوف قال لـ"العين الإخبارية" إنها تقوم على 3 عناصر، وهي أولا الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة، وثانيا دعم الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وثالثا معالجة الاحتياجات الإنسانية في القطاع.
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن ثمة صلة ما بين الخطة التي يعكف ملادينوف عليها، والاتصالات التي تجريها الإدارة الأمريكية مع أطراف عديدة لتمويل تنفيذ مشروعات في غزة في مجالات الكهرباء والمياه والبنى التحتية وتشغيل العمال.
وتابع المسؤول الفلسطيني: "كما هو معلوم فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعمل في قطاع غزة وهي ترى أن الأمم المتحدة هي الطرف الأنسب لتنفيذ المشروعات في غزة".
ويوم الأحد، التقى ملادينوف في مدينة رام الله في الضفة الغربية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر" بعد اللقاء: "أواصل مشاركتي الإيجابية مع الإسرائيليين، والفلسطينيين، ونظرائهم المصريين للحد من التوتر ، ودعم عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة ومعالجة كل التحديات الإنسانية".
قبل ذلك بيومين كان ملادينوف قد التقى في رام الله مع رئيس الوزراء الفلسطيني د.رامي الحمد الله وقبلها بيومين التقى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الانقسام الفلسطيني.. و"صفقة القرن"
في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في غزة بسبب نقص الكهرباء والمياه وارتفاع نسب الفقر والبطالة، فإن رفض حركة (حماس) تسليم المسؤولية في قطاع غزة كاملة إلى السلطة الفلسطينية يعزز الانقسام الفلسطيني.
ويقول مسؤولون فلسطينيون من جهة ثانية إن الإدارة الأمريكية باتت تستخدم الانقسام الفلسطيني كثغرة لـ"تمرير صفقة القرن" المرفوضة فلسطينيا.
وقال د.صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لـ"العين الإخبارية " إن "الأمريكيين يحاولون استخدام الانقسام الفلسطيني كثغرة لتمرير صفقة القرن، وبالتالي يجب إزالة الانقسام ليكون بإمكاننا أن نواجه التحديات الخطيرة التي أمامنا".
وتواجه السلطة الفلسطينية معضلة في غزة، فمن ناحية فإنها لا تريد أن تسهم في تعزيز قبضة (حماس) على قطاع غزة ولا تريد أن تساعد الإدارة الأمريكية في تمرير صفقة القرن ومن ناحية أخرى فإنها تريد المساهمة في التخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وقال المسؤول الفلسطيني الكبير لـ"العين الإخبارية": "إن كل ما من شأنه التخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية في غزة مرحب به من جانبنا، ولذلك فإننا ننخرط إيجابيا في الجهد الذي يقوم به ملادينوف".
وفي إحاطة أخيرة في مجلس الأمن الدولي، ألمح ملادينوف إلى عناصر خطته، وقال: "تنفيذ المشاريع التي تمت الموافقة عليها بالفعل، وإحياء الجهود لتمكين الحكومة الفلسطينية من تحمل مسؤولياتها في غزة، وإدامة تفاهمات وقف إطلاق النار لعام 2014 على الأرض ، ووقف تراكم البناء العسكري"، في إشارة إلى وقف تسلح حركة حماس.
وأضاف: "ستمضي الأمم المتحدة فورا في تعزيز قدرتها ووجودها لتسهيل تنفيذ المشاريع في غزة وتحسين التنسيق مع إسرائيل، مصر ، و السلطة الفلسطينية للتغلب على الانسدادات السياسية والإدارية واللوجستية".
وتابع ملادينوف: "نحن بحاجة إلى التأكد من أن الهدوء سيستمر، أن ينتهي التسلح و أن نحرم أولئك الذين يريدون تعطيل السلام أي فرصة من القيام بذلك. بدون هذه الشروط، سيكون من المستحيل المضي قدما لتحقيق أهدافنا السياسية والتنموية على المدى الطويل".
وفي هذا الصدد قال المسؤول الفلسطيني، الذي اطلع على خطة ملادينوف، إنها "تدعو إلى تعزيز قدرات الأمم المتحدة في غزة ليكون بإمكانها تنفيذ المشاريع، والتنسيق المكثف مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر لتجنب أي عوائق أثناء تنفيذ المشاريع، وأن تتفق الأطراف على إزالة العوائق التي يواجهها القطاع سيما ما يتعلق بالقيود على الحركة التي تفرضها إسرائيل، وأخيرا تجنيد المساعدات المالية من المانحين لتمويل تنفيذ المشاريع".
وذكر أن "المشاريع التي يتم الحديث عنها في خطة الأمم المتحدة هي زيادة إمدادات الكهرباء والمياه في قطاع غزة، ودعم خلق فرص العمل بما في ذلك برامج المال مقابل العمل".
وتابع: "هذا يشمل تطوير شبكة الكهرباء في غزة وإصلاحها ورفدها بالطاقة الشمسية، والعمل على التأكد من توفر الكهرباء بشكل متواصل للمرافق الصحية في غزة".
ومع ذلك فقد شدد المسؤول الفلسطيني على أن" مشكلة غزة سياسية وإذا ما أريد حل المشكلة فيجب فورا إنهاء الحصار الإسرائيلي لغزة وطرح مشروع سياسي بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 لتكون غزة جزءا من الدولة وليس الدولة ذاتها".