برعاية وتشجيع تركي.. تسرب "دواعش" إلى الغرب الليبي
كشف مصدر أمني ليبي عن تسرب عناصر متطرفة من تنظيم داعش الإرهابي إلى مدينة لعجيلات غربي العاصمة طرابلس، بعد سيطرة تركيا على المنطقة.
وأوضح المصدر، في تصريح، لـ"العين الإخبارية"، أن العناصر المتطرفة كانت خلايا نائمة في مدينة صبراتة وشاركت في الهجوم الذي شنته مليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية على مناطق الساحل الغربي مارس/ آذار الماضي.
وأضاف المصدر الأمني أن الخلية الإرهابية موجودة في مزرعة الجليدي، أكبر عرابي المليشيات في مدينة العجيلات، ولهم سجل حافل بجرائم القتل والتجارة بالمخدرات والأسلحة.
وأكد المصدر أن مخططهم يهدف لتصفية السلفيين وأنصار القوات المسلحة العربية الليبية في كامل الساحل الغربي.
وقال محللان عسكريان ليبيان إن التنظيمات الإرهابية تتمدد بحرية في الساحل الغربي نتيجة لاحتلال تركيا لقاعدة "الوطية"، التي تعتبر خط إمداد لعناصرهم الإرهابية الموجودة في كامل مناطق الساحل الغربي.
وأكد المحللان، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن إبعاد قطر وتركيا عن الملف الليبي سيعطي سريعًا نتائج إيجابية، فهما المسؤولان عن نقل وتحويل كل هؤلاء المرتزقة والإرهابيين الموجودين في ليبيا.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، سيطر مرتزقة حكومة الوفاق غير الشرعية على كامل الساحل الغربي بدعم ناري بحري وجوي من قبل البارجات التركية والطائرات المسيرة.
ويرى المحلل العسكري الرائد محمد حسن أن التنظيمات الإرهابية أخذت تتمدد بحرية في الساحل الغربي نتيجة لاحتلال تركيا قاعدة "الوطية" التي تعتبر خط إمداد لعناصرهم الإرهابية الموجودة في كامل مناطق الساحل الغربي.
وأكد حسن لـ"العين الإخبارية" أن تواجد القوات التركية في الوطية يبعث في نفوس الإرهابيين الطمأنينة بأن مشروع قيام دولتهم المتطرفة في شمال أفريقيا ماض في اتجاهه الصحيح.
وأوضح حسن أن الاتفاق العسكري القاضي بإخراج قوات تركيا ومرتزقتها سيضع هؤلاء الإرهابيين في موقف ضعف، لأن اعتمادهم كلي على ما تقدمه لهم تركيا من دعم لوجستي وإمداد عسكري.
واختتم المحلل العسكري الليبي أن إخلاء قاعدة الوطية الجوية من المرتزقة والإرهابيين يعني أن الإرهابيين في كامل شمال أفريقيا ودول المغرب العربي خسروا أحد أهم مواقعهم الاستراتيجية التي تضمن لهم المضي قدمًا.
من جانبه، يرى المحلل العسكري الليبي عبدالرحمن البوسيفي أن تمدد الإرهابيين على كامل خط الساحل الغربي يؤكد أن خطة إسقاط المغرب العربي في نفق الفوضى الخلاقة أصبح واقعًا على الأرض ما لم تنفد عدة خطوات سريعة لإيقافه.
وأضاف البوسيفي، لـ"العين الإخبارية": أول هذه الخطوات مطالبة دول الجوار خصوصًا التي على حدودها الغربية مجلس الأمن بإصدار قرار يلزم أردوغان بسحب مرتزقته وعناصره الإرهابية من كامل ليبيا وتشكيل هذه الدول لجنة رفقة البعثة الأممية تراقب هذه الخطوة.
وتابع المحلل العسكري الليبي ثاني هذه الخطوات إصدار مذكرة قبض لكل العناصر التي تبث تبعيتها للإرهابيين وإحالتها إلى ذوي الاختصاص في المؤسستين العسكرية والأمنية لضبطهم وتقديمهم للعدالة.
وأكد البوسيفي أن آخر هذه الإجراءات إبعاد كل من قطر وتركيا عن الملف الليبي لأنهما هما المسببتان في كل هذا القتل والإرهاب والتمادي لفول أبوبكر البغدادي في ليبيا ودول الجوار.
وفور دخول مرتزقة الوفاق مدينة صبراتة، أطلقوا الدواعش من السجون وأقدموا على تدمير المدينة وحرق مؤسساتها وتنفيذ إعدامات ميدانية بحق رجال الأمن.
كما انتشرت جرائم الخطف والسرقة وتخريب معالم المدينة الأثرية والتعدي على المال الخاص والعام، وإعدامات ميدانية ضد عناصر الأمن، ما يعد وفقا للقوانين الدولية جرائم حرب.
فضلا عن ظهور عدد من الإرهابيين التابعين لتنظيم داعش الإرهابي، المطلوبين دوليا، بالمدينة خلال هجوم المرتزقة السوريين عليها، وفق حسابات رسمية وموالية للمليشيات.
وعقب فتح السجون، خرجت عناصر تنظيم داعش والعديد من المتطرفين للمشاركة في القتال أبرزهم الإرهابي "فرج شكو" القيادي بمليشيا "أنصار الشريعة".
وتواصل تركيا دعم حكومة الوفاق المنتهية ولايتها في طرابلس والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة لها بالمال والسلاح والمرتزقة السوريين، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.