البطالة قنبلة رهن الانفجار.. الاقتصادات الخضراء والزرقاء الحل السحري
البطالة، واحدة من أبرز المشكلات التي تؤرق العديد من الدول حول العالم، حيث تفاقمت في الأعوام الأخيرة مع التداعيات السلبية لجائحة كورونا وحرب روسيا وأوكرانيا.
وتأتي فئة الشباب لتكون أكثر الفئات المتضررة من البطالة، مع ارتفاع نسب العاطلين عن العمل في هذا العمر.
وفي الوقت الذي تبحث فيه الدول عن حلول لهذه لمشكلة، يتحدث تقرير للأمم المتحدة عن الحل السحري الذي يكمن في الاقتصادات الخضراء والزرقاء والتي يمكنها أن تساعد في تقليل نسب البطالة عالميا.
توقعت الأمم المتحدة تراجع أعداد الشباب العاطلين عن العمل في العالم إلى 73 مليونا خلال العام الجاري، بانخفاض مليوني شخص عن العام السابق.
لا يزال عدد العاطلين عن العمل في أوساط الشباب مرتفعًا بنحو 6 ملايين شخص عن مستوى ما قبل الوباء في عام 2019، مع تأخر تراجع بطالة الشباب مقارنة بالبطالة لدى الفئات العمرية الأخرى، وفق منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة.
واجه أصحاب الفئة العمرية بين 15 و 24 عامًا أكبر خسارة في الوظائف من حيث النسبة المئوية بين عامي 2019 و2020 مقارنة بباقي سوق العمل، بحسب تقرير للمنظمة، الذي صدر في 300 صفحة بعنوان "اتجاهات التوظيف العالمية للشباب.
كشفت أزمة كوفيد-19 عن أوجه قصور متعددة في طريقة تلبية احتياجات الشباب، لا سيما الفئات الأكثر ضعفًا مثل الباحثين عن عمل لأول مرة والمتسربين من المدارس والخريجين الجدد ذوي الخبرة القليلة الذين يظلون غير نشطين رغمًا عنهم، بحسب نائب المدير العام لشؤون السياسات في منظمة العمل الدولية، مارثا نيوتن.
أضافت نيوتن أن أكثر ما يحتاج إليه الشباب هو أسواق عمل جيدة الأداء مع فرص عمل لائقة لأولئك المشاركين بالفعل في سوق العمل، إلى جانب فرص التعليم والتدريب الجيدة لأولئك الذين لم يدخلوها بعد.
توقع التقرير أن تعمل 27.4% من الشابات في عام 2022، مقارنة مع 40.3% من الشباب.
تراجعت الفجوة بين الجنسين في العمل بنسبة ضئيلة خلال العقدين الماضيين، ولا تزال متسعة في البلدان ذات الدخل المتوسط إلى الدخل الأدنى، عند 17.3%، بينما تسجل 2.3% في الدول ذات الدخل المرتفع، وفقًا للمنظمة.
زادت نسبة الشباب غير الملتحقين بالتوظيف أو التعليم أو التدريب في عام 2020، آخر سنة يتوافر لها تقدير عالمي، إلى 23.3%، بزيادة 1.5% عن عام 2019 إلى مستوى لم نشهده منذ 15 عامًا على الأقل.
على صعيد المناطق، توقع التقرير أن يكون معدل البطالة في أوروبا وآسيا الوسطى 16.4%، لكن من المرجح أن تؤثر الصدمات الفعلية والمحتملة في النتائج النهائية بنهاية العام.
أما في آسيا والمحيط الهادئ غمن المتوقع أن تضاهي النسبة المتوسط العالمي البالغ 14.9%، وفي أميركا اللاتينية من المرجح أن تصل النسبة إلى 20.5%، ومن المتوقع أن تصل النسبة في أميركا الشمالية إلى 8.3%.
أشار التقرير إلى أنه من المرجح أن تبلغ نسبة البطالة 12.7% في إفريقيا، لكن الدول العربية لديها أعلى وأسرع معدل بطالة بين الشباب في جميع أنحاء العالم بنسبة 24.8%، ويصل إلى 42.5% لدى شابات المنطقة.
اعتبر التقرير أن الشباب في وضع جيد للاستفادة من توسع ما يسمى بالاقتصادات الخضراء والزرقاء، والتي تتمحور حول البيئة وموارد المحيط المستدامة.
والاقتصاد الأخضر هو النشاط الاقتصادي منخفض الانبعاثات الضارة، أما الاقتصاد الأزرق فيعني استغلال البيئة البحرية والحفاظ عليها.
وأشار إلى أنه يمكن خلق 8.4 مليون وظيفة إضافية للشباب بحلول عام 2030 من خلال الاستثمارات الخضراء والزرقاء، لا سيما في الطاقات النظيفة والمتجددة والزراعة المستدامة وإعادة التدوير وإدارة النفايات.
تقدر المنظمة أن تحقيق تغطية تقنية النطاق العريض Broadband للاتصالات بحلول عام 2030، يمكن أن يؤدي إلى توفير 24 مليون وظيفة جديدة في جميع أنحاء العالم، منها 6.4 مليون سيشغلها الشباب، كما يمكن أن تخلق الاستثمارات في قطاعات الرعاية 17.9 مليون فرصة عمل إضافية للشباب بحلول العام نفسه.
aXA6IDE4LjExOS4xOS4yMDUg جزيرة ام اند امز