رقصة "لاخون خول" الكمبودية على قائمة التراث العالمي لليونسكو
هذه الرقصة تكافح في كمبوديا ليتعافى مما ألم به في عهد الخمير الحمر، إذ لقي ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص حتفهم بين عامي 1975 و1979
أنقذ عدد من الفنانين في كمبوديا رقصة الأقنعة التقليدية (لاخون خول) من الاندثار، ويعملون الآن على نقل هذا التراث إلى جيل جديد.
وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) رقصة "لاخون خول" على قائمة التراث الثقافي غير المادي التابعة لها في الآونة الأخيرة، إلى جانب الطراز التايلاندي من الرقصة والذي يعرف باسم "خون".
- غدامس الليبية على لائحة يونيسكو للمواقع المعرضة للخطر.. تعرف إليها
- "يونسكو" ترفع الحاجز المرجاني العظيم من "المواقع المعرضة للخطر"
وكادت رقصة الأقنعة التقليدية التي يعود تاريخها إلى قرون مضت في كمبوديا أن تندثر، بسبب نظام الخمير الحمر.
كان والد سون ريثي وجده يؤديان رقصة "لاخون خول"، لكن نظام الخمير الحمر الشيوعي، الذي كان يعتبر معظم الفنون انحلالا، حظر دراستها عندما كان سون ريثي طفلا في سبعينيات القرن الماضي.
والآن يقود سون ريثي، 48 عاما، أحد آخر فرق رقصة "لاخون خول" الباقية في كمبوديا، وتضم نحو 20 راقصا ودارسا تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عاما.
ويعتبر سون ريثي أن توصيل الرقصة إلى جيل جديد هو ما يحدد إن كانت ستندثر أم ستبقى، وقال: "لا أريد لرقصة (لاخون خول) أن تندثر".
وهناك أشكال متعددة من الرقصة في جنوب شرق آسيا، لكنها تتفق في أن الراقصين يضعون أقنعة ملونة، ويقدمون قصيدة ملحمية مكتوبة باللغة السنسكريتية، وتعرف باسم "رامايانا"، وتحكي عن أمير ينقذ زوجته من عفريت بمساعدة جيش من القرود.
لكن هذا الفن ما زال يكافح في كمبوديا ليتعافى مما ألم به في عهد الخمير الحمر، إذ لقي ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص حتفهم بين عامي 1975 و1979، من بينهم فنانون وراقصون وكتاب لأسباب أهمها: الجوع أو الإنهاك في العمل أو المرض أو الإعدام أو التعذيب.
وقال سون ريثي، الذي بدأ تعلم الرقصة عندما كان يبلغ من العمر 14 عاما، بعد الإطاحة بالخمير الحمر: "كنت صغيرا في زمن الخمير الحمر، ولم يكونوا يعلمون الناس الرقص. دُمرت لاخون خول".
ومؤخرا وقبل جلسة تدريب على الرقصة مد الدارسون أرجلهم وأذرعهم في مسرح الفرقة المبني حديثا في معبد وات سفاي أنديت البوذي، خارج العاصمة فنومبينه.
وقال بوم بورك، 49 عاما، إن ابنه بوم ميتا البالغ من العمر 11 عاما يحضر درس الرقص.
وأضاف: "أريد أن يتدرب ابني على الرقص حتى لا نخسر الفن التراثي في المستقبل".
وقالت وزيرة الثقافة والفنون الجميلة في كمبوديا فويورنج ساكونا إن "الرقصة بحاجة للحماية الفورية وحثت الجميع على المشاركة في ذلك".
وأضافت: "يحاول الراقصون الكبار في السن الحفاظ على الرقصة في معبد وات سفاي أنديت، لكن الأمر يتوقف على الشبان لتقبل المعرفة من الكبار".
وحقق الطراز التايلاندي من الرقصة رواجا أكبر بكثير لكن الراقصين ما زالوا يعتمدون على تعليم الجيل الجديد.
وتدرس حاليا رقصة خون التايلاندية في العديد من المدارس والجامعات.
وسار موم لوانج بونجساواد سوخاسفاستي، 67 عاما، على خطى والده في صنع أقنعة خون منذ كان يبلغ 10 سنوات، ولا يزال يصمم الأقنعة بيديه في استوديو خاص إلى الشمال من العاصمة التايلاندية بانكوك.
وقال بونجساواد إن "صنع القناع الواحد يستغرق شهرا، وإن إدراج الرقصة على قائمة اليونسكو قد يزيد الوعي".
وتابع: "ينبغي على المعلمين الآن فعل ما هو أكثر من تدريس الرقصة، إنهم بحاجة لمساعدة الدارسين على فهم جذورها والحفاظ عليها".