الإثنين.. الفصل في المنافسة المصرية الكونغولية على رئاسة «اليونسكو»

يتجه السباق نحو قيادة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى مرحلة الحسم، بين المرشح المصري خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، ونظيره الكونغولي فيرمان إدوار ماتوكو، الدبلوماسي المخضرم الذي قضى أكثر من 3 عقود داخل أروقة المنظمة.
من المنتظر أن تُجري اليونسكو انتخاب مديرها العام الجديد خلال الجمعية العامة المقررة في 6 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في أوزبكستان، بعد انتهاء ولايتين للمديرة الفرنسية أودري أزولاي.
وقبل ذلك، يُفترض أن يوصي المجلس التنفيذي للمنظمة، المؤلف من 58 دولة من أصل 194، باسم المرشح الذي سيحظى بدعمه، وذلك خلال اجتماعه يوم الإثنين المقبل، وهي خطوة عادة ما تمهد لاختيار الفائز في التصويت النهائي.
وكان السباق قد انحصر بين مرشحين اثنين فقط بعد انسحاب المتنافس المكسيكي في أغسطس/آب الماضي، وهما العناني البالغ من العمر 54 عامًا، وهو عالم مصريات ووزير سابق في حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بين عامي 2016 و2022، وماتوكو البالغ 69 عامًا، والذي شغل حتى مارس/آذار الماضي منصب ما يشبه «وزير خارجية اليونسكو».
خلال مقابلات أجراها المجلس التنفيذي مع المرشحين في أبريل/نيسان الماضي، وصف دبلوماسي أوروبي العناني بأنه «الأفضل بفارق كبير»، فيما أكد مصدر مطلع داخل المنظمة أن انتخابه بات «محسوماً» تقريباً.
مع ذلك، يتمسك ماتوكو بحظوظه، مؤكدًا أن خبرته الطويلة داخل اليونسكو تجعله الأجدر بالمنصب. وقال في تصريحاته: «عندما لا يوصي المجلس باسمك، يمكنك حينها إعادة التفكير في مسارك المهني»، مشددًا على أن السباق لم يُحسم بعد.
من جانبه، كثف العناني منذ إعلان ترشحه في 2023 نشاطه الدبلوماسي، إذ زار نحو 65 دولة والتقى أكثر من 400 شخصية على مدار 30 شهرًا ضمن حملته للتعريف ببرنامجه، فيما قلل منافسه من أهمية هذه الجولات، قائلاً: «لا تحتاج إلى زيارة 70 دولة لتُعرف نفسك، فقد زرت أكثر من 100 دولة خلال عملي في المنظمة منذ 1990».
أما الكونغو، فقد كثفت في الأسابيع الأخيرة تحركاتها لدعم مرشحها، حيث أوفدت ثلاثة وزراء، بينهم دينيس كريستل ساسو نغيسو نجل الرئيس ووزير التعاون الدولي، إلى عدة دول في آسيا وأمريكا الجنوبية ومنطقة الخليج لحشد التأييد. وقال نغيسو: «السباق لم ينته بعد، التصويت سيكون سريًا، ولدينا ثقة في دعم المجموعة الإفريقية وعدد من الدول الأخرى».
يُذكر أن السنغالي أمادو مختار مبو كان آخر إفريقي يتولى منصب المدير العام لليونسكو بين عامي 1974 و1987، ولم يسبق أن قاد المنظمة مرشح من دولة عربية.
ويراهن العناني على دعم الاتحاد الأفريقي – الذي تُعد مصر أحد أعضائه – والذي أعلن تأييده لترشيحه ثلاث مرات، إضافة إلى مساندة الجامعة العربية، فضلًا عن دعم دول مؤثرة مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا والبرازيل ونيجيريا والسعودية. وأكد أحد أفراد فريق حملته: «نعتقد أن الفارق سيكون واضحًا لصالحنا».
في المقابل، يواصل ماتوكو تنقله بين العواصم، وكان آخر ظهور له خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع الماضي، بينما اختار العناني البقاء في فرنسا لإجراء لقاءات مع ممثلي الدول الأعضاء في مقر المنظمة.