كواليس تأمين قادة العالم.. اجتماعات الأمم المتحدة بعين ثالثة
إذا كان تأمين رئيس دولة واحدة يتطلب كل ذلك الكم الهائل من الإجراءات، فما بالك بالعديد من زعماء العالم المجتمعين في نيويورك؟
وبينما كان قادة الدول يتجمعون لإلقاء الخطب وعقد المؤتمرات على هامش الجلسات، قامت شبكة «سي إن إن» ومجموعة مختارة من وسائل الإعلام بجولة في غرفتي الأمن المسؤولتين عن تأمين المشاركين بالاجتماعات.
وبحسب «سي إن إن»، تضم كلتا الغرفتين عددا هائلا من الشاشات في كل منهما.
كان من الواضح أن هناك كاميرات في كل مكان، بعضها مخفي جيدًا، ومتناثر في جميع أنحاء مبنى الأمم المتحدة موجهة نحو الأبواب، والمرائب، والممرات، وتبلغ 1400 كاميرا في المجموع، وفقا لمسؤولي الأمم المتحدة.
ويعترف مسؤولو الأمن في الأمم المتحدة أنه من المستحيل مراقبة جميع الكاميرات في نفس الوقت، ولكن هناك أفراد يتابعون المشهد
. فإذا حاول زائر -أو شخصية يضمر شراً- استخدام أوراق اعتماد مزورة لدخول المجمع، فسينطلق إنذار في غرف التحكم الأمني، مع تحذير صوتي آلي بأن الفرد قد تم منعه.
جهد جماعي
تأمين اجتماع الجمعية العامة هو جهد جماعي بين الأمم المتحدة، وشرطة نيويورك، والخدمة السرية والأمن الدبلوماسي، الذين لديهم الكثير من الأشخاص الذين يجب عليهم حمايتهم، إذ يوجد أكثر من 22000 مندوب يشاركون في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام.
وخارج مبنى الأمم المتحدة تتولى شرطة نيويورك والأمن الدبلوماسي تأمين المواكب الطويلة والقصيرة من الفنادق عبر مانهاتن إلى الأمم المتحدة والعودة. وهذا يعني ازدحاماً مرورياً.
فيما تقوم وكالة الخدمة السرية بالتعاون مع شرطة مدينة نيويورك وجهاز الأمن والسلامة التابع للأمم المتحدة بتأمين مواكب السيارات والتجهيزات الوقائية، بل وأيضاً طائرات الهليكوبتر التابعة لشرطة نيويورك وقوارب الدورية، وعشرات فرق الأمن التابعة للأمم المتحدة التي تبحث عن المتفجرات، وإغلاق الطرق وتحويل حركة المرور.
وتستعين الخدمة السرية بعناصر من مواقع مختلفة حول العالم لحضور الحدث، كما تعمل خفر السواحل على تقييد الوصول إلى نهر إيست بالقرب من الأمم المتحدة، وتغلق إدارة الطيران الفيدرالية المجال الجوي.
استثناء
على خلاف السابق، انتشر زعماء العالم هذا العام في مختلف أنحاء المدينة، حيث شاركوا في أنشطة مختلفة بدءا من قرع جرس سوق الأوراق المالية في نيويورك إلى لقاء ناخبيهم الذين يعيشون في الولايات المتحدة.
ورغم تحول الأمم المتحدة إلى هدف للنقد والجلسات إلى منتدى للتصريحات "السامة" المتبادلة بين السفراء، كان التعامل مع التهديدات الأمنية على الدوام جزءاً من عمل الموظفين هنا.
والعام الماضي، وتحديدا في يوم رأس السنة الجديدة، قادت امرأة تعاني من "نوبة نفسية" سيارتها إلى المدخل الرئيسي للسيارات للأمم المتحدة ورفضت المغادرة.
وفي عام 2002، قفز عامل بريد فوق السياج المحيط بالمبنى، وألقى منشورات في الهواء، وأطلق النار على مبنى الأمانة العامة الشاهق، فأصاب عدة طوابق.
ويقول مسؤولو الأمن في الأمم المتحدة إن أولويتهم هي توفير بيئة آمنة.
aXA6IDQ0LjIyMC4yNTEuMjM2IA== جزيرة ام اند امز