قيادتنا أوجدت معادلة علاقات دولية لم يسبقها إليها أحد وتتفوق على كل ما تدرسه الجامعات والمعاهد المتخصصة في الدبلوماسية.
أسبوع مر على عودتي من الزيارة الرسمية لجمهورية الصين الشعبية ضمن وفد المجلس الوطني الاتحادي تلبية لدعوة من لي تشاتشو، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، ولا أزل أتأمل حالة الترحيب والفهم المتبادل بين وفدنا وبين المسؤولين الصينيين الذين التقينا بهم، هو فهم أبعد مما تُحدثه الترجمة الرسمية خلال الاجتماعات والجولات المختلفة، فكيف أتقن الصينيون لغتنا وأتقنا لغتهم خلال الجولة دون أن يتحدث أحدنا لغة الآخر دون وسيط يترجم؟
زيارتنا هذه تاريخية على مختلف الصعد، خاصة أنها في «عام زايد» توجت جهود الدبلوماسية البرلمانية التي تعتبر علامة فارقة ضمن جملة إنجازات خلال الفصل التشريعي السادس عشر للمجلس الوطني الاتحادي، اللغة التي جعلت الصينيين يفتحون قلوبهم ومؤسساتهم والشراكات بيننا وبينهم هي لغة لا تحتاج لترجمة ولا تعليم، فهي لغة الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وإن أردنا معرفتها أكثر فسنحتاج لأن نجيب على سؤالين يتجسد فيهما إرث زايد، وهما ما الذي جعل الإمارات وطن التسامح ورمزاً في اليوم العالمي للتسامح؟ وما الذي جعل جواز سفرنا ينطلق بسرعة محبة الشعوب واحترام حكوماتهم لنا ليتربع على المرتبة الثانية عالمياً؟
نحن الآن في مرحلة العمل البرلماني بصبغة المستقبل، ولم يعُد دورنا يقبل أي قوالب تقليدية، وأرى أن هذا الإنجاز في الفصل التشريعي الحالي ليس إلا انطلاقاً لآفاق جديدة من مستويات العمل البرلماني الذي يمتد من تحت القبة ليصل إلى مختلف أنحاء العالم، وتلعب فيه الدبلوماسية البرلمانية دور البطولة
قيادتنا أوجدت معادلة علاقات دولية لم يسبقها إليها أحد وتتفوّق على كل ما تُدرسه الجامعات والمعاهد المتخصصة في الدبلوماسية، وهنا تحضرني كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال افتتاحه القمة العالمية للتسامح: «تربينا في مدرسة زايد على قيم نبيلة عديدة من أهمها التسامح، والإمارات ستظل النموذج والقدوة في الانفتاح الواعي على الآخر وتقبل أفكاره وتفهم متطلباته، فالجميع في بلدنا يعيشون ويعملون دون تفريق بين مواطن ومُقيم، الكل يعمل من أجل بناء المستقبل بروح الفريق الواحد».
نسخة على أرض الواقع من كلمات سموه كانت حاضرة في سلوك كل من التقينا به، وعلى مختلف المستويات الرسمية والشعبية، فكانت وجوههم وتصرفاتهم ترحب بنا وتعبر عن سعادتهم بوجودنا بينهم، وهو ما ترجمناه في خطوات تاريخية غير مسبوقة، ومنها أذكر توقيع مذكرة تفاهم وتعاون تعتبر الأولى من نوعها على المستوى العالمي مع رئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب الصيني «البرلمان»، والتي ستحدث نقلة نوعية في التعاون البرلماني المشترك، وتشكيل لجنة صداقة برلمانية إماراتية صينية، والتي ستثمر أجندة مستقبلية للعمل البرلماني.
نحن الآن في مرحلة العمل البرلماني بصبغة المستقبل، ولم يعد دورنا يقبل أي قوالب تقليدية، وأرى أن هذا الإنجاز في الفصل التشريعي الحالي ليس إلا انطلاقاً لآفاق جديدة من مستويات العمل البرلماني الذي يمتد من تحت القبة ليصل إلى مختلف أنحاء العالم، وتلعب فيه الدبلوماسية البرلمانية دور البطولة جنباً إلى جنب مع جهود الدبلوماسية الإماراتية التي أثمرت هذه النجاحات بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وتوجت لغة حب العالم لعيال زايد هي الوحيدة في العالم التي لا تحتاج إلى مترجم وتترجمها الأفعال والسلوكيات قبل الأقوال، فهنيئاً لنا هذه اللغة.
نقلا عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة