هناك من يحاول عبثاً ووهماً أن يدق إسفيناً في العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية،
هناك من يحاول عبثاً ووهماً أن يدق إسفيناً في العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مختلقاً أشياء من عند نفسه، يسوِّقها عبر الإعلام، يريد من خلالها أن يصيب العلاقة بين البلدين في أي جانب، لكن تدبيره يذهب سدى، ويروح بلا جدوى، لأن قيادتي الدولتين الشقيقتين حريصتان كل الحرص على التعاون والتنسيق والترتيب بما يقوي روابطهما، ويعزز أواصرهما، ويصنع حائط صد أمام أي عدو أو طامع أو راغب في أن يرى كلاً منهما في طريق.
ما جرى في عدن مؤخراً يقدم دليلاً دامغاً على قوة التنسيق والتفاهم بين البلدين، حيث عملا معاً وفق رؤية مشتركة على ضمان أمن واستقرار اليمن، وتجنب كافة أشكال الخلاف التي تقوّض مكونات الدولة اليمنية، كما عملا معاً على وأد فتنة مُفتعلة، أراد تنظيم الإخوان بالتنسيق مع النظام القطري أن يستفيد منها.
إن الذين يعتقدون في إمكانية إحداث شرخ بين الإمارات والسعودية إنما يفكرون بالتمني، وأمنياتهم، من دون شك، شريرة وموغلة في الفجور، لأنها لا تريد خيراً لشعبي البلدين، ولا لشعوب الخليج التي تدرك، باستثناء النظام القطري أو "تنظيم الحمدين" أن الإمارات والسعودية هما عمودا الخيمة في البناء الخليجي برمته، وأن ترابطهما وتفاهمهما واتفاقهما حول ملفات وقضايا إقليمية ودولية، يعطي مجلس التعاون الخليجي منعة وقوة وديمومة.
لقد وصل من حاولوا إيجاد فرقة بين أبوظبي والرياض حداً لا يُطاق، في حديث مهترئ ومفضوح يسعى أصحابه إلى بث بذور الشقاق بينهما، والحقيقة أن قيادتي الدولتين تدرسان كل شيء معاً، وتتوصلان إلى النتائج معاً، وتتخذان القرارات التي من شأنها أن تحقق رفعة البلدين، ومصلحة شعبيهما، وتواجه التحديات الجسيمة التي تتعرضان لها، وهو شكل معروف من العلاقات الثنائية المتينة بين دولتين، وتقليد مألوف لكل من يروم الصالح العام، ويعلي من مصلحة الناس، ويفهم كيف تُدار الدول.
إن الإمارات والسعودية متفقتان على المخاطر والتحديات، وتعرفان جيداً طبيعة الملفات الحساسة التي على قيادتي البلدين أن تعملا فيها بجد وعزم وحزم، بدءاً من مواجهة الخطر الإيراني الطائفي، سواء ذهب إلى اليمن، عبر وكيله الحوثي، أو محاولة تهديد أمن دولة خليجية بطريقة مباشرة مثل مملكة البحرين، أو حتى استغل الأزمة القطرية الحالية كي يتغلغل في صفوف الشعب القطري المغلوب على أمره، ويسعى إلى تغيير هويته، وانتهاءً بالاستعداد لعصر ما بعد النفط، والذي أعدت له قيادتا البلدين خططاً وبرامج مشتركة، بل واستراتيجيات ومشاريع كبرى، تقلِّص الاعتماد على النفط في الدخل القومي، وتعزِّز المصادر الأخرى، وليس في هذا إلا رؤية حصيفة للمستقبل، وحرص جلي على مصلحة شعبي البلدين.
ولعل ما جرى في عدن مؤخراً يقدم دليلاً دامغاً على قوة التنسيق والتفاهم بين البلدين، حيث عملا معاً وفق رؤية مشتركة على ضمان أمن واستقرار اليمن، وتجنب كافة أشكال الخلاف التي تقوِّض مكونات الدولة اليمنية، كما عملا معاً على وأد فتنة مُفتعلة، أراد تنظيم الإخوان بالتنسيق مع النظام القطري أن يستفيد منها، وأعادا إلى ربوع جنوب اليمن الأمن والهدوء والاستقرار، من خلال دعوة كافة الأطراف والقوى اليمنية إلى التعامل بحكمة ورويِّة، والتركيز على دعم الشرعية وإنهاء المشروع الإيراني الحوثي الطائفي في اليمن، فمستقبل اليمن وبناؤه هدف البلدين من خلال العمل على تغليب المصلحة الوطنية وجعلها فوق كل اعتبار.
كما تتفق الإمارات والسعودية على ضرورة أن يستمر مجلس التعاون لدول الخليج العربية، قوياً متيناً، وهو ما لا يمكن أن يتم إلا إذا تمت مواجهة أولئك الذين يسعون إلى هدمه، بارتباطهم بدول غير عربية تدافع عنهم، أو تعاونهم مع تنظيمات إرهابية لا تريد خيراً له. وهناك من لا يريد أن يرى هذه الحقيقة ويردد كلاماً مغلوطاً عن أن العلاقات المتنية بين الإمارات والسعودية هي على حساب مجلس التعاون، والحقيقة أنها لصالح هذا المجلس الذي وُلِد قوياً، وسيبقى قوياً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة