أول أيام اجتماعات الأمم المتحدة.. كورونا والمناخ والإرهاب يسيطرون
بعد غياب عامين بسبب جائحة فيروس كورونا، انطلقت الثلاثاء، اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تستمر عدة أيام، في مقرها الرئيسي بمدينة نيويورك.
وسيطرت 3 قضايا رئيسية وهي "كورونا والمناخ والإرهاب"، على كلمات المتحدثين، في أول أيام اجتماعات الدورة السادسة والسبعين، لاجتماعات الأمم المتحدة، بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، حيث سعى الحضور لتعزيز الجهود العالمية لمكافحة الجائحة والتغير المناخي.
وستحفل الأيام المقبلة من اجتماعات الأمم المتحدة على العديد من القضايا الهامة، ومن بينها احتفال المنظمة بالذكرى السنوية لاعتماد برنامج عمل "ديربان"، الذي يهدف لجبر الأضرار وتحقيق العدالة العرقية والمساواة للسكان المنحدرين من أصل أفريقي، بحسب موقع الأمم المتحدة الإلكتروني.
إضافة إلى الأجندة الرسمية المعلنة في جدول اجتماعات الأمم المتحدة، ستفرض ملفات دولية كثيرة نفسها على كلمات القادة ورؤساء الوفود المشاركين، وستكون التطورات في أفغانستان، وسباق التسلح في شبه الجزيرة الكورية، وملف إيران النووي، على طاولة النقاشات الثنائية، في الخطابات الرسمية.
فيروس كورونا
وفي كلمته الافتتاحية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "نحن على بعد سنوات ضوئية من وصولنا لأهدافنا بشأن تغير المناخ، وفيروس كورونا والأزمات المناخية أظهرا هشاشة مجتمعاتنا"، معربا عن الحاجة لـ"تضافر الجهود في إدارة الموارد العالمية".
ودعا غوتيريش الصين والولايات المتحدة الأمريكية إلى الحوار والتفاهم.
وتناول الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة العديد من القضايا، لكنه بدأ تصريحاته بالحديث عن ضرورة العمل الجماعي باعتباره خيارا طارئا لمواجهة التحديات العالمية.
وعدد بايدن المخاطر التي يواجهها المجتمع الدولي، مشيرا إلى الإرهاب والتغير المناخي وفيروس كورونا، لافتا إلى أن أولوية إدارته إعادة بناء التحالفات والشراكات.
وأشار بايدن إلى أن الولايات المتحدة أنفقت مليارات الدولارات لمواجهة جائحة كورونا عالميًا، وقدمت 500 مليون جرعة من اللقاحات لأكثر من 100 دولة، مشددا على أنه يجب التركيز على الجهود الدولية لمواجهة التحديات المشتركة كفيروس كورونا.
وفي ملف التهديدات الإرهابية، قال: "سنواصل حماية أنفسنا وحلفائنا ضد التهديدات الإرهابية، وسنستخدم القوة عند الضرورة، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستواجه التهديدات الإرهابية التي ستظهر في المستقبل بمجموعة من الإجراءات.
وأشار إلى أن بلاده طوت صفحة الحرب في أفغانستان بعد 20 عاما لنفتح صفحات سياسية أخرى.
وعن التهديدات الإيرانية، عبر بايدن عن التزامه بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، وحول ملف المناخ، قال إنه يجب تكثيف جميع الجهود لمواجهة التحديات المناخية حتى في الدول النامية، لافتا إلى أن إدارته ستقدم مقترحات بناءة في مؤتمر باريس للمناخ المقبل.
التغيّر المناخي
وبدوره، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ في خطاب بثّ أمام الجمعية العامة للأمم المتّحدة، أن بلاده لن تبني في الخارج محطات حرارية تعمل بالفحم الحجري، وذلك في مسعى منها لمحاربة التغيّر المناخي.
وقال شي في خطاب عبر الفيديو سُجّل مسبقاً وبثّ خلال اجتماعات الجمعية العامّة إنّ "الصين ستعزّز دعمها للدول النامية الأخرى في سبيل تعزيز مصادر الطاقة الخضراء والمنخفضة الكربون، ولن تبني في الخارج محطّات طاقة جديدة تعمل بالفحم الحجري".
وتلبّي الصين بذلك مطلباً لطالما نادى به العديد من المنظمات العاملة في مجال الدفاع عن البيئة.
وكانت منظّمات غير حكومية عديدة ناشدت بكين التوقّف عن تمويل مثل هذه المشاريع في الخارج.
وفي خطابه أعاد الرئيس الصيني التأكيد على التزامات بلاده البيئية وهي تحقيق الحياد الكربوني "قبل عام 2060" وبلوغ الذروة في انبعاثات غازات الدفيئة "قبل عام 2030".
وحول فيروس كورونا، قال الرئيس الصيني، إن بلاده ترفض أي مناورات سياسية بشأن التحقيقات حول منشأ فيروس كورونا، مطالبا بـ"النهوض بالشراكات التنموية العامية بشكل أكثر إنصافًا".
وأشار إلى أن الديمقراطية حق لكل الشعوب وليست حكرًا على بلد بعينه، مشددا على أن الصين لن تجتاح أي دولة أخرى أو تعتدي عليها..
ومن جانبه، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن بلاده ستصادق الشهر المقبل على اتفاق باريس للمناخ.
وكانت تركيا وقّعت في العام 2016 الاتفاق الرامي إلى حصر احترار المناخ في العالم بدرجتين مئويتين، أو بدرجة مئوية ونصف درجة مقارنة مع معدلات ما قبل الثورة الصناعية.
لكنّها لم تصادق رسميا عليه من خلال تصويت في البرلمان حيث يحظى أردوغان الأغلبية.
وقال الرئيس التركي "سنعرض اتفاق باريس للمناخ على البرلمان للمصادقة عليه الشهر المقبل"، أي قبيل موعد انعقاد المؤتمر الدولي حول المناخ في غلاسكو.
وتابع "أود أن أعلن من هنا من الجمعية العامة للأمم المتحدة للعالم بأسره القرار الذي اتّخذناه إثر التقدّم الذي تحقق في إطار الاتفاق".
مواجهة الإرهاب
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن الإرهاب من أكبر التحديات التي تواجه الأسرة الإنسانية في عصرنا الحالي.
وأضاف، في كلمته خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه "لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا بمواجهة الفكر التكفيري والمتطرف".
وشدد على "أهمية محاسبة الدول التي ترعى الإرهاب وتحتضن عناصره"، لافتا إلى أن "الاستراتيجية المصرية الوطنية لحقوق الإنسان دليل على المقاربة الشاملة التي تنتهجها بلادنا تجاه حقوق الإنسان".
وبشأن جائحة كورونا، قال الرئيس المصري إنها "أثبتت أن البشرية جمعاء شريكة في التحديات العالمية، مشيرا إلى "أهمية توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بشكل عادل لكل شعوب العالم".
وحول المناخ، قال السيسي: "نعي جيدًا الخطر الذي يمثله التدهور البيئي خاصة تغير المناخ على كل مناحي الحياة".
وحول أزمة سد النهضة، قال إن "أزمة سد النهضة والتمسك بالتحركات الأحادية فيها تنذر بتهديد استقرار المنطقة، مضيفا "نستند إلى أرضية صلبة من القانون الدولي في موقفنا من قضية سد النهضة".
اجتماعات الأمم المتحدة في هذه الدورة جاءت مختلفة عن سابقتها، التي عُقدت عن بعد، لكن تقليص عدد الوفود بسبب كورونا يلقي بظلاله على الأجندة، وأثر في قائمة الحضور، وسيؤثر في زخم المستمعين للكلمات حضوريا.