سياسة
خبراء لـ"العين الإخبارية": الأمم المتحدة تعالج أزمة ليبيا بسطحية
الخبراء انتقدوا تركيز الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار، دون بحث مسألة حل المليشيات.
أكد خبراء ومحللون معنيون بالملف الليبى أن المجتمع الدولي عاجز عن إيجاد حلول جذرية للأزمات التي تعاني منها ليبيا منذ 7 سنوات، لأن كل الحلول التي طرحتها الأمم المتحدة سطحية ولا تعالج المشاكل بشكل جذري.
يأتي ذلك فيما قال مصدر ليبي مشارك في اجتماع بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا لـ"العين الإخبارية"، إن هناك تحركات أممية لحل المليشيات المسلحة في طرابلس، على خلفية الاشتباكات الدائرة بين المليشيات وبعضها ما تسبب في نزوح السكان.
وقال إبراهيم بلقاسم، المحلل السياسى المختص بالشأن الليبيي، لـ"العين الإخبارية" إن الأمم المتحدة متمثلة في بعثتها في ليبيا والمجتمع الدولي لن يتدخلوا لحل المليشيات والعصابات المسلحة، ولن يحدث تدخل أممي لفرض الأمن بالقوة والسيطرة على الوضع المتأزم لوقف هذه الصراعات في العاصمة طرابلس.
وأكد بلقاسم أن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لن تستخدم إلا أداة وحيدة فقط وهي "التفاوض" في محاولة منها لخلق توازنات بين المتصارعين، وهذا كل ما يمكن أن تقدمه الأمم المتحدة في هذه الأزمة.
وأشار إلى أن هذا يدل أن المجتمع الدولي لا يضع الملف الليبي بين أولوياته ويجعل الشعب يتصارع فيما بينهم حتى تنتهي بعض الدول الغربية من أولوياتها ثم ينظرون إلى ليبيا ومشاكلها.
واستبعد المحلل السياسي الليبي نجاح الأمم المتحدة في وضع حل جذري للأزمة إنما فقط وقف إطلاق النار ومحاولة التوصل إلى هدنة وفض النزاع، ومثل هذه الأمور السطحية البسيطة لا تعالج الجرح بشكل نهائي حتى يمكننا التوصل في نهاية المطاف إلى الانتخابات.
وقال بلقاسم إن الصراع الآن فى طرابلس هو نموذج مصغر لما سيحدث خلال الانتخابات المقبلة، إذا لم تعالج مشكلة المليشيات بشكل جذري ونهائي.
ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى اجتماع من أجل بحث ملف الاشتباكات بين المليشيات المسلحة التي تتبع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، وتنفيذ الترتيبات الأمنية التي تم الاتفاق عليها في اتفاق الصخيرات الموقع في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015.
وأوضح بلقاسم أن السبب في الأزمة المندلعة حالياً بطرابلس هو الطرف الذي عرقل مشروع توحيد المؤسسة العسكرية، وهو نفس الطرف الذي عطل المفاوضات التي رعتها القاهرة وباركتها الأمم المتحدة، والتي خرجت برؤية كاملة أصيلة لمعالجة أزمة المليشيات وحلها وتسريح بعض الأطراف منها وإلقاء سلاحها، وهو نفس الطرف الذي يدير الصراع الحالي في طرابلس.
المجلس الرئاسي سبب كل الأزمات
وأشار المحلل السياسي الليبي إلى أن هذا الطرف هو "المجلس الرئاسي الليبي" بحكومة الوفاق الوطنى والذى يتزعمه فايز السراج، مؤكداً أنه يتحمل المسؤولية كاملة إزاء ما يجري حالياً بالعاصمة طرابلس، مضيفاً أنه هو من يخلق هذه الأزمات الأمنية المتتالية، ويديرها من أجل البقاء في السلطة خصوصاً بعد الحراك السياسي والمبادرة التي طرحت بين المجلس الأعلى ومجلس النواب لتغيير المجلس الرئاسي واختزاله في مجلس جديد من رئيس ونائبين.
وتعاني العاصمة الليبية طرابلس من الفراغ الأمني وانتشار السرقة والفساد، بسبب المليشيات التي تبسط سيطرتها على العاصمة طرابلس، وتبتز المدنيين في ضواحي العاصمة، وتجبرهم على دفع الأموال لأمراء الحرب مقابل عدم المساس بهم، وهو أمر كشف عن فشل المجلس الرئاسي الليبي في إرساء الأمن والاستقرار.
ورأى بلقاسم أن المجلس الرئاسي هو من يدير هذا الصراع لخلق فوضى ليظل في الحكم، ناهيك عن التصرفات التي تدل على أن السراج يتبع "سياسة عمياء" في إدارة الأزمة.
ويضيف: "بدلاً من حل المليشيات يعاقب الضحايا، وبدلاً من لجم المليشيات يعمل بإنزال أشد العقاب على الضحايا بفرض قانون الطوارئ دون الرجوع إلى مجلس النواب، ودون أى سند قانوني، وبشكل عشوائي، ودون تحديد معالم القانون والمدة الزمنية"، مشدداً على أن السراج يحاول النيل من خصومه السياسيين عبر هذا القانون.
الجيش الليبي..مفتاح الحل
وأكد بلقاسم أن الحل الوحيد يتمثل في تنازل السراج والاتجاه إلى "الرجمة" حيث مقر القيادة العامة للجيش الليبي والمشير خليفة حفتر، ويطلب مساعدة الجيش في هذه الأزمة، لأن المؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي تملك الحل.
وأوضح بلقاسم أن مؤسسة الجيش بناها عدد كبير من الضباط، وهي المؤسسة الوحيدة التي تستطيع حل تلك المليشيات، لكن هناك أطرافاً داخل المجلس الرئاسي لا تريد هذا الحل، وترفض وجود الجيش، وترغب في فسيفسائية المليشيات واستمرارها، ونتائج هذا ستكون وخيمة بعرقلة التوجه إلى الانتخابات.
فشل الأمم المتحدة سيعرضها لاننتكاسة بليبيا
وفى السياق نفسه، قال الخبير والمحلل السياسى الليبي فوزي الحداد، لـ"العين الإخبارية"، إن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أمام اختبار صعب جداً، حيث تقع عليها مسؤولية وقف المعارك وإيجاد تسوية لا تمنح امتيازات للمليشيات وهذا أمر بالغ الصعوبة.
وأضاف الحداد أنه في حال نجحت بعثة الأمم المتحدة في جهود التوصل إلى تهدئة فهذا سيعطيها زخماً أكبر لمواصلة الطريق إلى السلام في البلاد، عن طريق العمل على المسار الانتخابي، مؤكداً أنه في حال فشلها فإن جهودها ووجودها سيتعرض لانتكاسة كبرى.
وتسببت سياسة الإخوان في تدمير طرابلس التي تعاني من أزمة سيولة نقدية وأزمة الوقود وتهريب السلع الأساسية، فضلاً عن المعاناة التي يعيشها السكان في سبيل الحصول على جزء بسيط من رواتبهم الذي يصرف من عائدات النفط.
لجم المليشيات لن يكون سهلاً
فيما قال المحلل السياسى الليبي عيسى رشوان، لـ"العين الإخبارية"، إن إمكانية نجاح الأمم المتحدة في وقف التصعيد في طرابلس وحل المليشيات المسلحة ضعيفة للغاية، مرجحاً إخفاق بعثة الأمم المتحدة في طرابلس في تقديم أي عمل نافع.
وأكد رشوان أن حل المليشيات لن يكون سهلاً بعد كل تلك السنوات وحصولها على دعم حكومة فايز السراج برواتب وحوافز وعتاد مسلح، مضيفاً أن الكثير منهم متورط في سجن وقتل واغتصاب.
وشدد المحلل الليبي أن مسؤولية الفوضى يتحملها رئيس حكومة الوفاق، وكذلك بعثة الأمم المتحدة التي دعمت حكومة عاجزة عن حماية نفسها .
وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ بحكومة الوفاق نزوح 1825 عائلة ليبية خلال أسبوع واحد، من الضواحي الجنوبية لطربلس، على خلفية الاشتباكات بين المليشيات المسلحة.
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA=
جزيرة ام اند امز