في تاريخ الأمم والدول والشعوب أيام مجيدة يقف عندها الجميع مليًّا لاستعراض ملفات المجد التاريخي
في تاريخ الأمم والدول والشعوب أيام مجيدة يقف عندها الجميع مليًّا لاستعراض ملفات المجد التاريخي، والتعرف إلى سير الأبطال والقادة العظام، واستخلاص العبر والدروس والاستفادة منها في الحاضر والمستقبل. ومن هذه الأيام، يوم توحيد قواتنا المسلحة، الذي نحتفل اليوم بذكرى مرور 41 عاماً عليه.
في هذا اليوم المشهود من عام 1976، التقت إرادة الآباء المؤسسين على توحيد قواتنا المسلحة تحت راية وقيادة واحدة، إيماناً منهم بقيمة القوات المسلحة ومكانتها في حسابات التخطيط الاستراتيجي لدولة الاتحاد، وإدراكاً منهم للتحديات المحتملة التي ستواجه مسيرة التنمية والبناء بما يملي ضرورة وجود قوة قادرة على توفير الحماية والأمن للدولة، التي كانت تخطو خطواتها الأولى، وتحتاج إلى قوة ردع تصون مكتسباتها وتحول دون أي محاولة للنيل منها أو تهدد مسيرتها التنموية؛ فقد آمن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه، طيّب الله ثراهم، بأن امتلاك القوة ضمانة أساسية لازمة لحماية مسيرة البناء والتنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأدرك مبكراً بوعي استراتيجي فطري أن القوة لا بد وأن تكون ملازمة للبناء، فيد تبنى ويد تحمل السلاح؛ ولذا جاء قرار توحيد قواتنا المسلحة.
لقد تحقق بفضل هذه الرؤية الاستراتيجية الواعية، الكثير من الطفرات والإنجازات النوعية للقوات المسلحة طيلة سنوات مرحلة التأسيس، التي شاركت خلالها قواتنا في مهام إنسانية وإغاثية في مناطق ودول عدة حول العالم، وعكست صورة مشرفة لدولة الإمارات وقيمها ومبادئها الإنسانية والحضارية. ثم تعاظم الإنجاز من خلال خطط واستراتيجيات التطوير والتحديث في مرحلة التمكين بفضل دعم سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، حيث مضى سموه وفق خطط مدروسة لتطوير وتحديث قواتنا المسلحة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تقدم واحترافية، برعاية ومساندة قوية ومتواصلة من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
لقد أثبتت قواتنا المسلحة الباسلة منذ توحيدها أنها مدرسة في الوطنية ومصنعٌ للرجال، بما تغرس في الأجيال من قيم الولاء والانتماء والتضحية والدفاع عن وطننا الغالي، والذود عنه بكل غالٍ ونفيس، وهي منظومة القيم التي تترسخ يوماً بعد الآخر في المجتمع، لتعزز من وحدته ومنعته وقوته في التصدي لأية تحديات أو مخاطر.
من المؤكد أن احتفاءنا الوطني بذكرى توحيد القوات المسلحة، هو احتفاء بقيم وطنية خالصة، أبرزها قيمة الوحدة والتوحد والاتحاد، التي تجسدت في نهج "البيت متوحد"، الذي أسس له صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والذي بات يمثل قاعدة من قواعد وأسس العمل الوطني.
إننا في هذا اليوم الغالي على قلوبنا، نقف إجلالاً واحتراماً ونحني الجباه لشهدائنا الذين لاقوا وجه ربهم راضين مرضيين، مستبشرين بنعمته وفضله، وليس فوق مرتبة الشهادة من مرتبة، وليس أسمى من بذل الروح دفاعاً عن الحق وعن الوطن وأبنائه.
وأخيراً وبهذه المناسبة وبلسان كل مواطن ومقيم على أرض هذه الأرض الطيبة نوجه رسالة شكر وعرفان إلى قائد المسيرة، وفخر الوطن، سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإلى كل شيوخنا وقادتنا الذين جعلونا أسعد شعوب الدنيا، وأكثرها ثقة بقيادتهم وبحكمتهم وبصيرتهم التي تستشرف المستقبل، وتختار الأفضل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة