اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة.. بناء نظم قوية لكبح تغير المناخ
يحل اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة في 12 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، لرفع مستوى الوعي بالحاجة إلى أنظمة صحية قوية ومرنة.
ليس هذا فحسب، بل يؤكد على ضرورة أن حاجتنا إلى نظام رعاية صحية توفر رعاية صحية عادلة وجيدة إلى جانب الحماية المالية لكل من يحتاج إليها بالقرب من المكان الذي يعيشون فيه.
وموضوع هذا العام هو "الصحة للجميع: حان وقت العمل"، إذ يسلط الضوء على الحاجة إلى اتخاذ خطوات فورية وملموسة بعد الإعلان السياسي لعام 2023 بشأن التغطية الصحية الشاملة، ويحث القادة على سن سياسات تضمن الوصول العادل إلى الخدمات الصحية الأساسية.
كما يذكرنا هذا الموضوع أيضًا أنه في عالم لا يزال يعاني من عدد متزايد من التهديدات الصحية المرتبطة بالمناخ، فقد حان الوقت للاستثمار في أنظمة صحية مرنة من شأنها أن تضمن "الصحة للجميع".
اختيار هذا التاريخ ليس مصادفة، إذ أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قراراً يحث البلدان على تسريع التقدم نحو التغطية الصحية الشاملة كأولوية أساسية للتنمية الدولية في 12 ديسمبر/كانون الأول 2012.
آثار تغير المناخ على الإنسان والنظم الصحية
يرتبط تدشين أنظمة صحية قوية وشاملة ومرنة بقدرة الدول على مواجهة آثار تغير المناخ، التي باتت تعصف بالجميع وطوال أيام العام.
وبالتزامن مع استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، أصدر الفريق الاستشاري السياسي لحركة التغطية الصحية الشاملة تقريرا يوضح فيه الترابط بين أزمة تغير المناخ وهشاشة الأنظمة الصحية ويسلط الضوء على أهمية بناء أنظمة صحية قوية.
ووفقا للبيان الصادر يوم 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، فإن تغير المناخ يعد أكبر تهديد للصحة العالمية في القرن الحادي والعشرين، كونه يزيد من الأمراض غير المعدية، ويسهل ظهور الأمراض المعدية وانتشارها، كما يجلب الظواهر الجوية القاتلة ويؤدي إلى حالات الطوارئ الصحية.
ليس هذا فحسب، بل إن الصدمات المناخية والضغوط المتزايدة مثل الجفاف وارتفاع منسوب مياه البحر تقوض المحددات البيئية والاجتماعية للصحة البدنية والعقلية، مثل الهواء النظيف والمياه والنظم الغذائية المستدامة وسبل العيش.
كما يؤثر تغير المناخ على القوى العاملة في مجال الصحة والرعاية والبنية التحتية، ما يقلل من القدرة على تقديم الخدمات الصحية اللازمة لحماية الناس.
ورغم أنه لا يوجد أحد في مأمن من المخاطر الصحية المرتبطة بتغير المناخ، فإن سكان البلدان المنخفضة الدخل والمجتمعات الضعيفة، بما في ذلك النساء والأطفال، هم الأكثر تضررا من تغير المناخ، وفقا لفريق حركة "التغطية الصحية الشاملة".
وذكر البيان أن معدل الوفيات الناجمة عن الظواهر الجوية المتطرفة في العقد الماضي كان أعلى بمقدار 15 مرة في المناطق المعرضة بشدة لتغير المناخ مقارنة بمناطق أخرى.
وبجانب معاناة الأشخاص في المجتمعات ذات الدخل المنخفض والمحرومة من التأثيرات الصحية الأكبر، فإنهم يفتقرون في كثير من الأحيان إلى إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية عالية الجودة والميسورة التكلفة التي يحتاجون إليها، ليس فقط في حياتهم اليومية ولكن بشكل خاص في مواجهة تغير المناخ.
تدشين نظم صحية قوية لمواجهة آثار تغير المناخ
في ظل هذا الوضع المضطرب، تحتاج الحكومات إلى تعزيز النظم الصحية لمواجهة الضغوط المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ.
ومن أجل بناء أنظمة صحية قادرة على حماية صحة الناس ورفاههم، ينبغي للحكومات على جميع المستويات التركيز على 3 جوانب رئيسية:
1- القدرة على الصمود
ينبغي للحكومات بناء أنظمة صحية مرنة قادرة على توقع الصدمات والضغوط المرتبطة بالمناخ والاستجابة لها والتعامل معها والتعافي منها والتكيف معها، لتحقيق تحسينات مستدامة في صحة السكان، على الرغم من المناخ غير المستقر.
2- الإنصاف
ينبغي للحكومات أن تضمن تصميم الأنظمة الصحية بطريقة عادلة لمراعاة نقاط الضعف المتقاطعة التي تعاني منها المجموعات والمجتمعات المحلية ذات الدخل المنخفض والمحرومة والأكثر تضرراً من تغير المناخ.
وهذا يعني أيضًا إدخال سياسات وتخطيط يراعي الفوارق بين الجنسين لتقليل الاضطرابات الناجمة عن المناخ في صحة المرأة ورعايتها ومراعاة دورها كعوامل للعمل المناخي في التكيف والتخفيف.
3- تخضير القطاع الصحي
لمعالجة تغير المناخ يجب على القطاع الصحي أيضًا أن يقوم بدوره، إذ تساهم الرعاية الصحية بحوالي 4.5% من انبعاثات الكربون، وتصل إلى ما يقرب من 10% في بعض البلدان، مما يشكل انتهاكًا لمسؤوليتنا المتمثلة في "عدم الإضرار".
وتظهر المقارنات بين البلدان أن هذه المستويات من إنتاج الكربون ليست مطلوبة لتقديم خدمات عالية الجودة، مما يوفر فرصة كبيرة لتقليل الانبعاثات مع الحفاظ على جودة الرعاية.
لذلك، ينبغي للحكومات أن تعمل على إزالة الكربون من الأنظمة الصحية ذات الانبعاثات العالية وسلسلة التوريد العالمية للرعاية الصحية.
aXA6IDMuMTQ1LjE2My4xMzgg جزيرة ام اند امز