سر الطاقة المظلمة.. لماذا يمزق الكون نفسه؟
ظل العلماء يدرسون ما يشكل الكون لفترة طويلة، ووجدوا أن 5% فقط يتكون من أشياء عادية مثل الذرات، وحوالي 25% منها عبارة عن مادة مظلمة، وهي مادة غامضة لا يمكننا رؤيتها، ولكن يمكن اكتشافها من خلال الجاذبية، أما الـ70% المتبقية فهي طاقة مظلمة.
والطاقة المظلمة هي شكل غامض من أشكال الطاقة يعتقد أنها مسؤولة عن التوسع المتسارع للكون، وعلى عكس المادة الطبيعية، لا تتفاعل مع الضوء وتبقى غير مرئية، ما يجعل من الصعب مراقبتها بشكل مباشر.
وقد تم اقتراح وجودها لتفسير الملاحظة غير المتوقعة بأن توسع الكون لا يتباطأ، كما قد يتوقع المرء بسبب الجاذبية، بل يتسارع بدلا من ذلك، ولا تزال طبيعة الطاقة المظلمة غير مفهومة بشكل كامل، ولا تزال موضوعا للبحث والاستكشاف المكثف في مجال الفيزياء الفلكية.
وفي دراسة جديدة نشرتها دورية "أسترونوميكال جورنال" ، قام فريق دولي من العلماء بقياس تلك الطاقة بشكل أكثر دقة من قبل، وبينما كان يُعتقد أنها طاقة ثابتة في الفضاء الفارغ، تشير النتائج الجديدة إلى أنها قد تكون أكثر تعقيدا.
ويقول براد إي تاكر، عالم الفيزياء الفلكية بالجامعة الوطنية الأسترالية، والباحث المشارك بالدراسة، في مقال نشره بموقع "ذا كونفرسيشن" عن الدراسة، إن العلماء استخدموا النجوم المتفجرة التي تسمى المستعرات الأعظم من النوع (Ia) كأدوات قياس كونية، ومن خلال مسح للطاقة المظلمة، شارك فيه 400 عالم، وشمل أكثر من 1500 من هذه النجوم، تم التوصل لنتائج أن الطاقة المظلمة قد لا تكون ثابتة كما كان يعتقد سابقا، ما يشير إلى تفسير أكثر تعقيدا لسلوكها في الكون.