بعد ضجة ماسك وتسلا.. حيلة الأثرياء للحصول على السيولة دون بيع الأسهم
مع قيام إيلون ماسك ببيع 10% من حصته في شركة تيسلا مؤخرا، فإن ذلك الأمر منح ماسك احتياطيات كبيرة من السيولة النقدية.
أثار الملياردير الأمريكي إيلون ماسك ضجة كبيرة بعد أن قام ببيع ملايين الأسهم من حصته في تسلا للحصول على سيولة قيمتها 5 مليارات دولار.
ولم يفهم الكثيرون مغزى كلمات قالها ماسك لدى بيع أسهمه، عندما أوضح أنه "حقق أرباحا كبيرة" لكنها ظلت بعيدة عن سلطات الضرائب في بلاده.
وكان ماسك قد استفتى جمهوره عبر تويتر، فيما إذا كان عليه بيع جزء من حصته في "تسلا" للحصول على المال وإخضاع بعض أرباحه للضرائب.
الملياردير النبيل
وبالفعل قام ماسك ببيع 10% من حصته في تسلا، وحصد سيولة ضخمة من المال، لكن الخطوة أظهرت بعض النبل في الملياردير الأمريكي.
ويعود ذلك، إلى وجود وسيلة متعارف عليها بين الأثرياء للحصول على السيولة دون بيع الأسهم وبالتالي عدم التعرض لمقص الضرائب.
وبحسب مجلة "فوربس" الأمريكية، فإنه عندما يرغب الأغنياء في الحصول على السيولة، فإنهم ببساطة يلجأون لاقتراض الأموال عن طريق تقديم بعض الأسهم كضمان لخطوط الائتمان.
وبذلك يحصلون على المال بدون بيع الأسهم ودفع ضرائب أرباح رأس المال.
حيلة الأثرياء
وحسب "فوربس"، تعمل هذه الأسهم المرهونة بمثابة تسهيل ائتماني يمنح الأثرياء إمكانية الوصول إلى النقد دون الحاجة لبيع الأسهم.
وقد قام إيلون ماسك بالفعل برهن حوالي 88.3 مليون من أسهمه في تسلا، أي حوالي 36.2% من حصته الإجمالية (باستثناء الخيارات)، مؤخرا بقيمة تزيد عن 94 مليار دولار.
لكن ماسك لم يكن الملياردير الوحيد الذي قام بهذا الأمر، فأغني أغنياء العالم يعد واحدًا من 32 مليارديرًا تم ذكرهم في قائمة فوربس 400 لأغنى الأمريكيين الذين قاموا برهن أسهمهم في الشركات المدرجة في بورصة نيويورك أو ناسداك كضمان لخطوط الائتمان الحالية أو المحتملة.
ومن بين المليارديرات الراهنين الآخرين رئيس أوراكل، لاري إليسون، ووريث وول مارت، جيم والتون، وأغنى شخص في قطاع الأسهم الخاصة، ستيفن شوارزمان.
وعلى مستوى جميع الشركات المدرجة في بورصة نيويورك أو ناسداك، هناك 560 مسؤولا ومديرا تنفيذيا إلى جانب أكثر من 5% من المساهمين يرهنون الأسهم حاليًا؛ ويبلغ متوسط حجم الرهن الواحد 427 مليون دولار، وتبلغ القيمة الإجمالية لهذه الأسهم المرهونة 239 مليار دولار، وفقًا لتقرير صادر عن شركة التدقيق المستقلة Audit Analytics.
ويقوم أثرياء قائمة فوربس 400 بأغلب هذه الرهانات حيث ساهم إيلون ماسك وحده بحوالي 47% من إجمالي الأسهم المرهونة من قبل قائمة فوربس، فيما يمثل الأعضاء الـ31 المتبقون في قائمة فوربس 400 حوالي 56% من هذا الرقم.
التهرب الضريبي
وفي ظل احتفاظ حاملي الأسهم بأسهمهم والحصول على أموال دون الحاجة لبيعها لفت التقرير إلى أسباب اللجوء لرهن الأسهم بدل بيعها والمخاطر التي يمكن ان تواجه تلك الوسيلة لتوفير النقد.
ويفيد أن تقرير ProPublica عن بيانات مصلحة الضرائب المسربة أن العديد من أغنى الأشخاص لم يدفعوا شيئًا من ضرائب الدخل الفيدرالية في سنوات معينة.
وأوضح: "ربما يكون الدافع الأكثر بروزًا، وإن لم يكن معلنا، هو أنه وفقًا لمعدلات الفائدة والضرائب الحالية، يكون الاقتراض مقابل قيمة أسهم الفرد أرخص بكثير من بيعها ودفع الضرائب على المكاسب".
وفشلت ضريبة الثروة المقترحة من عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي رون وايدن في كسب التأييد السياسي. حيث كان من شأن هذا الإجراء أن يفرض ضرائب على المكاسب الرأسمالية غير (المثبتة فعليا) لأغنى الأفراد في أمريكا.
وأوضح التقرير أن معظم التفاصيل حول اقتراض المليارديرات بموجب رهن أسهمهم قليلة وخاصة أن الأفراد الذين يمتلكون أقل من 5% من الأسهم في الشركة، أو الذين لا يعملون في تلك الشركة، لا يقدمون تقارير عن ملكية الأسهم أو رهن الأسهم إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات.
كوارث محتملة
ولكن رهن الأسهم ليس كله خير وفي هذا يحذر الخبراء بأنه: "عندما يرهن المسؤولون أو المديرون التنفيذيون نسبة كبيرة من أسهمهم، فإن ذلك يثير قلق المستثمرين المحتملين".
ويقلق المستثمرون من حدوث ما يعرف "بنداءات الهامش" وهي تعنى انخفاض رأس المال المتاح في حساب تداول الشخص الذي قام برهن الأسهم إلى ما دون مستوى متطلبات المؤسسة الراهنة.
ونتيجة لذلك تحدث عمليات بيع القسري للأسهم المرهونة الامر الذي قد ينتج عنه انخفاض سعر سهم الشركة، ويؤدي بطبيعة الحال إلى عمليات بيع أوسع نطاقا بسبب الذعر.
وقد حدث هذا الأمر وقع من قبل حينما قام مؤسس Green Mountain Coffee Roaster، روبرت ستيلر، باقترض مقابل أسهم شركته لتمويل أسلوب حياة باهظ جدًا، بدلاً من بيع الأسهم.
وسارت الأمور على ما يرام عندما كان سعر السهم يرتفع، لكنه سرعان ما انهار.
واضطر الملياردير السابق إلى بيع 5 ملايين سهم، بقيمة 126 مليون دولار، في يوم واحد لتغطية طلبات الهامش على أسهم Green Mountain المرهونة، وتم فصله من منصب رئيس مجلس الإدارة لهذا السبب.
الوضع الأكثر خطورة
الامر قد لا يقتصر عند هذا الحد بل قد يكون أسوأ في بعض الحالات، فمن بين 400 ملياردير أمريكي في قائمة فوربس، يمتلك قطب النفط جورج كايزر (صافي ثروته 10.7 مليار دولار) أعلى نسبة من الأسهم المرهونة مقابل إجمالي الأسهم القائمة للشركة، حيث يرهن 21 مليون سهم في شركة BOK Financial Corporation القابضة (بقيمة 2.3 مليار دولار تقريبًا) بما يساوي حوالي 31% من إجمالي الأسهم القائمة.
لكن كايزر يقول إنه يقترض أحيانًا فقط مقابل تلك الأسهم المرهونة.
وصرح لمجلة فوربس: "إنها مجرد خطوط احتياطية منخفضة التكلفة، نلجأ إليها منذ فترة طويلة ولكن لا نستخدمها بشكل متكرر".
إلا أن هذا لا يمنع حدوث كارثة في حالة هبوط الأسهم أو زيادة إنفاق هذا الملياردير .
ورغم أن الاقتراض مقابل الأسهم له مخاطر، إلا أنه بالنسبة لهؤلاء المليارديرات، يبدو أن المكاسب أكثر بكثير.