نحو طفرة الوقود النووي.. سباق عالمي يشعل أسعار اليورانيوم
دفعت زيادة أسعار الوقود النووي المنتجين إلى زيادة أنشطتهم في مناجم اليورانيوم بل وإعادة تشغيل المناجم المهجورة.
دفعت زيادة أسعار الوقود النووي المنتجين إلى زيادة أنشطتهم في مناجم اليورانيوم بل وإعادة تشغيل المناجم المهجورة. وكانت وكالة بلومبرغ للأنباء قد ذكرت في وقت سابق أن خمسة منتجين أمريكيين على الأقل يحيون مناجم في ولايات منها وايومنج وتكساس وأريزونا ويوتا، حيث كان الإنتاج مزدهرا حتى تحول موقف حكومات ضد اليورانيوم في أعقاب كارثة محطة فوكوشيما النووية عام 2011 في اليابان.
ووفقا للتقارير، فإنه في الوقت الراهن، ومع تحول حكومات إلى الطاقة النووية لتلبية أهداف الحد من الانبعاثات، وسعي كبار منتجي اليورانيوم لتلبية الطلب، فإن أسعار اليورانيوم بدأت في الارتفاع ، وهذا يمنح عمليات تعدين اليورانيوم التي لم تكن مربحة في السابق فرصة لسد فجوة في العرض.
أعلى مستويات الأسعار
ووصلت أسعار اليورانيوم قبل نحو شهر إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 16 عامًا بسبب موجة شراء ناجمة عن تسليط أكبر شركة تعدين للوقود النووي في العالم الضوء على مخاطر الإنتاج.
وقالت شركة كازاتومبروم الكازاخستانية في وقت سابق الشهر الماضي إنها قد تخفض خطة الإنتاج لعام 2024 بسبب الصعوبات المتعلقة بتوافر حمض الكبريتيك اللازم لإنتاج اليورانيوم.
واكتسبت أسعار أكسيد اليورانيوم، التي تعرضت لضغوط لسنوات بعد حادث فوكوشيما الذي أدى إلى تضرر الطلب، زخما في أغسطس/آب عام 2021 عندما أدت الاضطرابات الناجمة عن عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا إلى التأثير على الإمدادات.
وقد ارتفعت الأسعار منذ ذلك الحين بنسبة 250%، وارتفعت بنسبة 15% الشهر الماضي لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2007 عند 106 دولارات للرطل.
ارتفاع الطلب على اليورانيوم
وجاءت الزيادة في الأسعار في الوقت الذي تعهدت فيه 24 دولة، من بينها الولايات المتحدة واليابان وكندا وبريطانيا وفرنسا، الشهر الماضي في دبي، خلال المؤتمر الـ28 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، COP28، بمضاعفة الطاقة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050.
وارتفع الطلب علي اليورانيوم في السنوات الأخيرة، مدفوعة بتجدد الاهتمام الحكومي بالطاقة النووية المنخفضة الكربون حيث تعمل الدول الغربية على إطالة عمر محطاتها النووية، حيث أعلنت شركة آي دي إف في المملكة المتحدة عن خطط لتأجيل إغلاق أربع مفاعلات، بينما تقوم الصين ودول أخرى ببناء مفاعلات جديدة وفقا لتقرير صحيفة فايننشال تايمز .
وتهدف حكومة المملكة المتحدة أيضًا إلى توسيع القدرة النووية من خلال العمل على إنشاء محطات نووية جديدة.
ويشكل اليورانيوم نسبة صغيرة من التكلفة الإجمالية للطاقة النووية نظرا لارتفاع تكلفة بناء المفاعلات، وهذا يعني أن اهتمام المرافق أقل بشأن السعر وأكثر اهتماما بتوافر الوقود النووي.
وقال نيك لوسون، الرئيس التنفيذي لدار أوشن وول الاستثمارية آنه "لا يوجد حاليًا أي رطل من اليورانيوم للبيع حيث إن المنتجين هم المشترون، في إشارة إلى شركات التعدين التي تشتري إمدادات اليورانيوم للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالإمدادات.
وتعد كازاخستان القوة العالمية لإنتاج اليورانيوم، حيث تنتج 43 في المائة من الإمدادات بشكل رئيسي من خلال شركة كازاتومبروم - التي يملك صندوق الثروة السيادية الحكومي الأغلبية فيها - وشركائها في المشاريع المشتركة، لكن المرافق الغربية لديها مخاوف متزايدة من وقوع إمداداتها تحت مجال روسيا والصين.
اهتمام صيني
ولا تزال الصين تقود بناء محطات نووية عالمية مع خطط لمضاعفة قدرتها تقريبًا إلى 100 غيغاواط بحلول نهاية هذا العقد. ويوجد في الدولة الآسيوية 22 من أصل 58 مصنعًا يتم بناؤها في جميع أنحاء العالم وفقا لتقرير ماينج.
ومن الممكن أن يؤثر التشريع الأخير في الولايات المتحدة الخاص بخفض اعتمادها على روسيا، التي تزودها بأكثر من خمس احتياجاتها من اليورانيوم أيضاً على أسعار اليورانيوم، وأقر الكونغرس مشروع قانون في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي يلزم الولايات المتحدة بالحصول على جزء من وقودها النووي محلياً. ويدعو مشروع القانون إلى توفير 20 طنًا من وقود اليورانيوم عالي التخصيب اللازم لتشغيل معظم المفاعلات المتقدمة في البلاد ليأتي من مصادر محلية بحلول نهاية عام 2027.
وقال توم برايس، محلل شركة ليبروم إنه بعد عقد من السكون، عاد اليورانيوم إلى الحياة فجأة في منتصف عام 2021، مرتفعًا عن الحد الأقصى الطويل الأمد عند 30 دولارًا للرطل، والذي يصادف أيضًا أنه التكلفة الهامشية لإنتاج المناجم في الصناعة العالمية".
وقال بنك أوف أمريكا وبنك بيرنبرغ في مذكرات بحثية منفصلة إن استمرار نقص الإمدادات في سوق اليورانيوم قد يدفع الأسعار إلى ما يزيد عن 100 دولار في الأيام المقبلة.