شارك قداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر في ترسيخ قيمة "الأخوة الإنسانية" وتقديمها من دولة الإمارات إلى العالم بأكمله
إن دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعباً، ترسل اليوم رسالة عاجلة إلى الوطن العربي والعالم، إنها رسالة على قدر كبير من الأهمية والمسؤولية في عام 2019، والذي أطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عليه اسم عام التسامح، وفق نهج التسامح الذي غرزه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إنها رسالة "الأخوة الإنسانية" ورسالة عام التسامح بامتياز.
إن رسالة "الأخوة الإنسانية" ليست غريبة أو جديدة على الإمارات فهي دولة أنموذجية للتعايش والتسامح بين 200 جنسية من العالم، تقيم على أرضها بحرية وأمان ورضا ورخاء وسعادة.
وقد كتبت كلمات وسطور رسالة "الأخوة الإنسانية" هذه، بأحرف من عقل وحكمة وإيمان ونور، وذلك بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في العالم إلى دولة الإمارات، بدعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث التقى البابا فرنسيس أخاه وصديقه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وشاركا معاً كأهم مرجعين دينيين في الإسلام والمسيحية، في "المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية" الذي عُقد في العاصمة الحبيبة أبوظبي، برعاية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبتنظيم من مجلس حكماء المسلمين، وبحضور 700 شخصية دينية وفكرية وثقافية من دولة الإمارات والعديد من الدول العربية والإسلامية ودول العالم.
وقد شارك قداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر في ترسيخ قيمة "الأخوة الإنسانية" وتقديمها من دولة الإمارات إلى العالم بأكمله، كرسالة إنسانية عظيمة تركز على القواسم المشتركة التي تجمع بين البشر من مختلف الأجناس والأديان والثقافات، وتؤكد حق الجميع في العيش بحرية وتآخٍ وأمنٍ وسلام.
وقد نجحت الإمارات وبامتياز، من خلال الزيارة المشتركة لقداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر، ومن خلال المؤتمر العالمي هذا، في ترسيخ قيمة "الأخوة الإنسانية" بعد مناقشة مضمونها ومرتكزاتها بعمق، وتحديد التحديات والصعوبات المحتملة، وكيفية تعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام بين مختلف الشعوب والأمم والمعتقدات والأديان، ومواجهة حالات التعصب والكراهية والانعزال والعنف والإرهاب التي تعمل على نشرها الجماعات الإرهابية، وإحلال ثقافة قبول الآخر و الحوار والتعاون المشترك بديلاً عن هذه الحالات الخطيرة والمدمرة للإنسانية.
إن رسالة "الأخوة الإنسانية" ليست غريبة أو جديدة على الإمارات فهي دولة أنموذجية للتعايش والتسامح بين 200 جنسية من العالم، تقيم على أرضها بحرية وأمان ورضا ورخاء وسعادة.
ومن المؤكد أن رسالة الإمارات ستسهم في تعزيز الحوار الثقافي والحضاري والديني في العالم، ونشر مبدأ الإيمان بالمصير المشترك للبشر بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية أو الجنسية أو الطائفة أو الدين، ومواجهة الفئات المتعصبة والانعزالية والمتطرفة والإرهابية التي تستثمر في الصراعات الدينية والعقائدية والعرقية، ومواصلة جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق الأمن والسلم العالميين.
وأشير إلى نقطة مهمة جداً وضرورية لإيصال رسالة "الأخوة الإنسانية" من الإمارات إلى العالم، وهي التي تناولها فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب، عندما شدد خلال لقائه عدداً من أبرز المشاركين في "المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية"، على الدور المحوري والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق القيادات الدينية كي يصنعوا فيما بينهم أنموذجاً وقدرةً للسلام والمحبة التي ينبغي أن تسود بين أتباعهم، وأن يعملوا بجدٍّ من أجل تشييد جسور الحوار والتعاون مع الآخرين، وهو ما يتطلب مواجهة شجاعة مع أصحاب الأفكار المتشددة والانعزالية، سواء من يتطرفون في فهم تعاليم الأديان أو من يسعون لتنحية الدين كلياً عن حياة البشر وتعاملاتهم.
وعليه ، فإنه من واجبنا كوننا "عيال زايد" أن نسهم بشكل فعال في إيصال هذه الرسالة إلى كل دول العالم جنباً إلى جنب مع القيادات الوطنية والدينية والثقافية.
والله سبحانه وتعالى الموفق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة