أوروبا تعلق على أحداث كوبا: يجب سماع صوت الشعب
علق الاتحاد الأوروبي الإثنين، على أحداث كوبا إثر تظاهر آلاف الكوبيين ضد الحكومة، في شوارع جنوب غرب هافانا، في حدث غير مسبوق.
وطالب الاتحاد السلطات الكوبية بالسماح بالتظاهر و"الإصغاء" إلى استياء الشعب، غداة تظاهرات تاريخية شهدتها كوبا.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عقب اجتماع في بروكسل لوزراء خارجية دول التكتل، إن : "نحن ندعم حق الشعوب في التعبير بطريقة سلمية ونطالب السلطات بالسماح بالتظاهر وبالإصغاء إلى استياء المتظاهرين".
يأتي ذلك فيما اتهمت كوبا، الإثنين، واشنطن باتّباع "سياسة خنق اقتصادي لإثارة اضطرابات اجتماعية" في الجزيرة وتغيير النظام فيها.
وخرج المتظاهرون ومعظمهم شباب في سان أنطونيو دي لوس بانيوس التي تضم نحو خمسين ألف نسمة وتبعد نحو ثلاثين كيلومترا عن العاصمة، هاتفين "الوطن والحياة!" و"لتسقط الديكتاتورية!" و"لسنا خائفين!".
وقال الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل إن واشنطن تقوم باتّباع "سياسة خنق اقتصادي لإثارة اضطرابات اجتماعية" في الجزيرة و"تغيير النظام" فيها، وذلك غداة تظاهرات تاريخية ضد الحكومة الكوبية.
وأضاف الرئيس الكوبي، في كلمة بثّت تلفزيونيا وإذاعيا، وبجانبه عدد كبير من الوزراء، أن حكومته تحاول "التصدي" للصعوبات "والانتصار عليها" في مواجهة العقوبات الأمريكية التي تم تشديدها في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وفي رد فعل سريع على تصريحات الرئيس الكوبي، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن النظام الكوبي للاستماع لشعبه وتلبية احتياجاته.
ومنذ بداية جائحة كوفيد-19، يضطر الكوبيون إلى الانتظار في طوابير طويلة للحصول على الطعام وباتوا يواجهون نقصا في الأدوية وهو ما يتسبب في اضطرابات اجتماعية شديدة.
أمّا في هافانا فخرج مئات المتظاهرين في مسيرات متفرّقة، هاتفين "حرّية!"، وحصلت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع.
واعتُقل ما لا يقلّ عن عشرة أشخاص، واستخدم عدد من عناصر الشرطة أنابيب بلاستيكيّة لضرب المتظاهرين، في حين كان هناك انتشار كبير للجيش والشرطة في المدينة، وفق "فرانس برس".
كما تم بثّ تظاهرات أخرى شهدتها مدن عدة، على الهواء مباشرة عبر فيسبوك وتويتر.
وانقطع الإنترنت عبر الهاتف المحمول في معظم أنحاء البلاد بعد ظهر الأحد.
وانتقل رئيس البلاد، ميغيل دياز كانيل عصرا إلى سان أنتونيو دي لوس بانيوس برفقة نشطاء الحزب الذين ساروا وهم يهتفون "تعيش كوبا!" و"يعيش فيدل!".
وخلال مروره واصل عدد من سكان المنطقة الاحتجاج بصوت عالٍ على الأزمة الاقتصادية.
من جانبه، حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الأحد، كوبا من أي استهداف للأشخاص الذين انضموا إلى احتجاجات نادرة اندلعت ضد الحكومة الشيوعية في الجزيرة.
وقال على تويتر: "الولايات المتحدة تدعم حرية التعبير والتجمع في جميع أنحاء كوبا وستدين بشدة أي عنف أو استهداف للمتظاهرين السلميين الذين يمارسون حقوقهم".
وخرجت المظاهرة، الذي سجلت فيه كوبا رقما قياسيا جديدا يوميا من الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، إذ أحصت 6923 حالة ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 238,491، فضلا عن 47 وفاة ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 1537 حالة.