أخطبوط عابر للحدود.. من أين تأتي ملايين "طالبان"؟
تقدم سريع تحققه "طالبان" عبر السيطرة على أقاليم أفغانية بالأسابيع الماضية، يثير الذهول ويطرح تساؤلات حول مصادر تمويل الحركة.
موقع "صوت أمريكا" ذكر أن الدافع وراء ذلك جزئيا يكمن في عمليات جمع الأموال واسعة النطاق التي مكنت الحركة من جني الملايين، وربما حتى المليارات، من الدولارات.
ونقل الموقع عن وكالات استخبارات قولها إنه في حين من الصعب إجراء تقدير دقيق لحجم الأموال التي تمكنت "طالبان" من جمعها، يبدو أن التركيز الجديد على الاستقلال المالي يؤتي ثماره، حيث تمكنت من جني ما يتراوح من 300 مليون دولار إلى 1.6 مليار دولار في العام.
وطبقًا لتقرير أممي صادر في يونيو/حزيران الماضي، بناء على معلومات استخباراتية للدول الأعضاء، تأتي معظم أموال "طالبان" من الأنشطة الإجرامية مثل: إنتاج الأفيون (مادة مخدرة)، وتهريب المخدرات، وعمليات الخطف مقابل الفدية.
وقالت وكالة استخبارات لم يسمها الموقع، إن تهريب المخدرات وحده ربما وفر للحركة 460 مليون دولار.
وأفاد تقرير الأمم المتحدة بأن قادة طالبان ضخوا أيضًا أموالًا إضافية من موارد طبيعية في مناطق تقع تحت سيطرتهم، بما في ذلك ما يصل لـ464 مليون دولار العام الماضي من عمليات التعدين.
واستفاد قادة الحركة أيضًا بشكل كبير من التبرعات، بما في ذلك ما تصفه الأمم المتحدة بـ"شبكة مؤسسات خيرية غير حكومية" والمانحين الأثرياء.
وبشكل منفصل، قال مسؤولون أمريكيون إنه على مدار سنوات، حصلت طالبان على المال والأسلحة والتدريب من إحدى الدول.
وفي رسالة بريد الكتروني وصلت "صوت أمريكا" في أغسطس/آب 2018، ذهب الجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأمريكية في أفغانستان آنذاك، حد اتهام إحدى الدول الكبرى باستخدام مثل هذا الدعم "لتقويض مكاسبنا العسكرية وسنوات التقدم العسكري في أفغانستان، وتشكيك الشركاء في استقرار أفغانستان."
وقال محللون آخرون إن طالبان أيضًا تواصل الحصول على المال من باكستان، وبدرجة أقل من إيران.
ومع ذلك، يبدو أن طالبان جمعت ما يكفي من الأموال للسيطرة على أفغانستان بالقوة، وهناك بعض الشكوك التي تفيد بأن لدى الحركة تمويل يكفيها لحكم أفغانستان لوحدها.
ووفق معظم البيانات الصادرة، مؤخرا، عن البنك الدولي، أنفقت الحكومة الأفغانية 11 مليار دولار عام 2018، 80% منها متأتية من مساعدات أجنبية.