الصين تستثمر 200 مليار دولار في أمريكا خلال 25 عاما.. نفوذ مالي واسع
أقرضت المؤسسات المالية الصينية أكثر من 200 مليار دولار للولايات المتحدة على مدار السنوات الـ25 الماضية، ضمن حملة إنفاق عالمية واسعة للسيطرة على الشركات الغربية العاملة في المجالات التقنية الحساسة، وفقًا لدراسة جديدة.
وكشف البحث أن الصين تكشف القليل جدًا عن عمليات بنوكها وشركات إدارة الأصول المملوكة للدولة، ما يجعل تتبع حجم النفوذ المالي الصيني أمرًا صعبًا، إلا أن البيانات المجمعة أفصحت عن نتائج غير متوقعة وغير بديهية.
وأكد مختبر "إيد داتا" التابع لجامعة ويليام وماري في ولاية فرجينيا أن بين عامي 2000 و2023، دعمت المؤسسات المالية الصينية نحو 2500 مشروع في كل ولاية أمريكية تقريبًا، شملت خطوط أنابيب الغاز ومحطات المطارات، مع ملاحظة أن أكثر من نصف القروض، أي نحو 103 مليارات دولار، تم تقديمها منذ عام 2018.
وقال برادلي باركس، المدير التنفيذي لشركة إيد داتا، لصحيفة واشنطن بوست: "المفارقة كبيرة، إذ حذرت واشنطن دول العالم من الديون الصينية، بينما تتلقى الولايات المتحدة قروضًا ضخمة من جهات مملوكة للدولة الصينية".
وأظهرت الدراسة، استنادًا إلى التدقيق في 246 ألف مصدر بيانات في مئات الدول، أن الصين تُقرض عالميًا على نطاق أوسع مما كان يُعتقد سابقًا، حيث قدمت منذ عام 2000 نحو 2.2 تريليون دولار من القروض والمنح حول العالم، متجاوزة الولايات المتحدة بنسبة ضعفين إلى واحد، منها 140 مليار دولار في 2023 وحده، وهو آخر عام متاح فيه بيانات شاملة.
وتركز جزء كبير من هذه القروض على البنية التحتية الحيوية والأصول التكنولوجية المتقدمة في الدول المتقدمة، بما في ذلك الولايات المتحدة، ما يطرح تحديات على الجهود الغربية لمواجهة النفوذ الصيني، إذ اتهمت بكين باستخدام القروض لتفاقم أعباء الديون أو التأثير على السيادة الوطنية في الدول النامية بأفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
ومع ذلك، يبدو أن الحكومات الغربية قد أغفلت برنامجًا أكبر للإقراض من قبل البنوك الصينية، الذي ساعد في الاستثمار داخل الصين وفي الاستحواذ على شركات أجنبية. فقد مولت هذه البنوك مئات مشاريع البنية التحتية، منها خط نقل عالي الجهد يمتد من كندا إلى نيويورك، وأحد أكبر مراكز البيانات في العالم في شمال فرجينيا، والعديد من محطات مطار جون إف كينيدي الدولي في نيويورك.
كما وفرت البنوك الصينية خطوط ائتمان دورية لشركات "فورتشن 500" مثل أمازون وهاليبرتون وتسلا وبوينغ وكوالكوم وديزني، وموّلت عشرات المليارات من الدولارات للشركات الصينية للاستحواذ على شركات أمريكية متقدمة في مجال رقائق الكمبيوتر وتحليل الحمض النووي وغيرها من التقنيات الحيوية للهيمنة التكنولوجية.
وعلى الرغم من أن هذه الأنشطة المكثفة لم تحظَ باهتمام كبير مقارنة بإقراض البنوك ذات السياسات، مثل بنك التنمية الصيني وبنك التصدير والاستيراد الصيني، فإن الأبحاث تشير إلى أن البنوك الصينية تساهم بشكل مباشر في دعم جهود بكين في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الطاقة النظيفة والروبوتات المتقدمة، مُرسِخة بذلك نفوذها الاقتصادي والتقني عالميًا.
وختم باركس بالقول: "عندما تسعى الشركات الصينية لشراء شركات باهظة الثمن في أوروبا أو الولايات المتحدة، الرسالة واضحة من بكين: نحن ندعمكم، انطلقوا في جولة الإنفاق".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز