في عام 2019 يستعد الحزب الديمقراطي لخوض ملحمة صراع داخلي من أجل اختيار مرشح ينافس الرئيس ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2020
يستعد الحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة في عام 2019 لخوض ملحمة "صراع داخلي" من أجل اختيار مرشح ينافس الرئيس الحالي دونالد ترامب في الاستحقاق الرئاسي عام 2020.
وفي افتتاحية بعنوان "الديمقراطيون يبحثون عن مرشح مناهض لترامب"، قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إنه مع إيلاء الاحترام الواجب للانتخابات في كندا والبرلمان الأوروبي، سيكون أهم حدث ديمقراطي في الغرب لعام 2019 ملحمة من الصراع داخل الحزب دون إجراء انتخابات فعلية حتى العام المقبل؛ حيث يستعد الديمقراطيون لاختيار مرشح للرئاسة.
ورجحت الصحيفة أن ما سيميز هذه المنافسة ليس فقط الرهانات الكبيرة، ولكن عدم القدرة على التنبؤ؛ فمن المتوقع أن يتقدم نحو 20 ديمقراطيا أو أكثر للمنافسة على حق الترشح لتحدي ترامب في انتخابات عام 2020، لا سيما مع شغل مجموعة جديدة من الديمقراطيين لمقاعدهم في الكونجرس.
واعتبرت أن الأمور حتى الآن ليست فوضوية تماما؛ حيث نظم الحزب حملة منضبطة في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، تمحورت حول الرعاية الصحية بدلا من بدء إجراءات العزل الرئاسي.
وأشارت إلى أنه بعد عقود من الاعتدال، يتنوع الإطار الأيديولوجي للمرشحين المحتملين ليشمل الاشتراكيين الملتزمين (ليس السيناتور بيرني ساندرز فقط)، وممارسي السياسة المرتبطة بالهوية.
وذكرت أنه بعد تقلبات عام 2016، أصبح الجمهوريون يستقرون الآن على هوية واضحة وإن كانت غير مهذبة كحزب شعبوي يميني.
وفضلا عن الاختيار بين اليسار والوسط، وبين جذب الناخبين البيض من الطبقة العاملة أو بناء تحالف من الأقليات والليبراليين البيض، يجب على الديمقراطيين -وفقا للصحيفة- أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون مرشحا سياسيا على الإطلاق، بالنظر إلى أن فوز ترامب عام 2016 فتح عقولهم على اختيار مرشح غير تقليدي.
وارتأت أن المرشحين المحتملين أمثال الإعلامية أوبرا وينفري، والمدير التنفيذي السابق لـ"ستاربكس" هوارد شولتز، مجرد أسماء مبدئية، ومن المرجح أن تراود آخرين فكرة الترشح؛ غير أنه إذا كان ترامب قد حوّل السياسة إلى ما يشبه "تلفزيون الواقع"، فربما يكون الحل هو تقديم شخصية أكثر حيوية.
وفي غضون ذلك على العالم أن يراقب كيف سيجد الديمقراطيون سبيلا لتسوية هذه المحاور المتداخلة فيما يتعلق بالأيديولوجيا والهوية والتجربة السياسية.
ولفتت "فايننشال تايمز" إلى أن توافق الآراء القديم في السياسة الخارجية الأمريكية يحدّ أحيانا من أهمية الانتخابات الرئاسية للدول الأخرى، والرهانات تمتد الآن إلى الصين، حيث تغير موقف الولايات المتحدة في عامين أكثر مما كان عليه الحال في العقدين الماضيين، وإلى سوريا وما يتجاوزها، حيث يقوم ترامب بسحب قواته.
ووفقا للصحيفة، لا ينبغي أن يعتمد العالم على فضيحة شخصية أو مشكلات اقتصادية تقضي على ترامب، بغض النظر عن خصمه، لأن ترامب بارع في تعزيز عقلية الحصار.
وتوقعت أن عاما كاملا من الحملات الانتخابية وجمع الأموال والتمحيص الإعلامي ستغري أولئك الذين يتصورون في أنفسهم "القاتل المحتمل" لترامب.
واختتمت بالقول: أيا كان الشخص الذي سيتقدم الجمع هذه المرة في مثل هذا الوقت من العام المقبل؛ سيثبت قدرته على التحمل، إذا لم يكن هناك شيء آخر.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA=
جزيرة ام اند امز