شيء من الخوف يحيط باقتصاد أمريكا.. تقرير صادم للإيكونوميست عن عودة ترامب
تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الثلاثاء، مع حظوظ متوافقة لكل من المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس.
ووفقا لتقرير نشرته مجلة الإيكونوميست، فإن حظوظ ترامب لا تزال عالية رغم المخاطر التي قد تترتب على رئاسة ثانية له، لاسيما تلك الخاصة بالاقتصاد وسيادة القانون والسلام الدولي.
ورغم أن بعض الإنجازات تحققت بالفعل خلال الولاية الأولى لترامب، وفي مقدمتها خفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية على الاقتصاد، مما ساعد في نموه بشكل أسرع من أي من نظرائه في دول العالم الغنية، فإن المخاطر اليوم أكبر. كما تعد سياسات ترامب أسوأ، والعالم أكثر خطورة وفقا للصحيفة.
- لو عاد ترامب للبيت الأبيض.. مخاوف من نمو جرائم غسل الأموال في أمريكا
- ورقة المهاجرين.. ترامب يتعهد بـ«كارثة اقتصادية» لأمريكا
سياسة التعريفات
ويفضل ترامب فرض تعريفات جمركية بنسبة 20% على جميع الواردات، وتحدث عن فرض رسوم تزيد عن 200% أو حتى 500% على السيارات القادمة من المكسيك. كما يقترح ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، وكثير منهم لديهم وظائف وأطفال أمريكيون.
ويعتزم ترامب أيضاً تمديد التخفيضات الضريبية حتى برغم أن العجز في الميزانية عند مستوى لم يحدث عادة إلا أثناء الحرب أو الركود، وهو ما يشير إلى اللامبالاة بالإدارة المالية السليمة.
وهذه السياسات من شأنها أن تؤدي إلى التضخم، مما قد يؤدي إلى صراع مع بنك الاحتياطي الفيدرالي.
كما أنها قد تخاطر بإشعال حرب تجارية من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى إفقار أمريكا. فالجمع بين التضخم والعجز الخارج عن السيطرة والتدهور المؤسسي من شأنه أن يقلق الأجانب بشأن إقراض الخزانة الأمريكية أموالاً غير محدودة.
وحقيقة أن اقتصاد أمريكا محل "حسد" من العالم، فذلك بسبب كونه سوقاً مفتوحة تحتضن الابتكار والمنافسة.
ويبدو الأمر أحياناً وكأن ترامب يريد العودة إلى القرن التاسع عشر، باستخدام التعريفات الجمركية والإعفاءات الضريبية لمكافأة أصدقائه ومعاقبة أعدائه، فضلاً عن تمويل الدولة وتقليص العجز التجاري. ولكن من الممكن أن تؤدي السياسة إلى تقويض أسس ازدهار أمريكا.
سبب آخر للخوف
وهناك سبب آخر للخوف من ولاية ثانية لترامب وهو أن العالم قد تغير. ففي الفترة 2017-2021 كان العالم في سلام إلى حد كبير. ويعزو أنصار ترامب ذلك إلى عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته واستعداده لاتخاذ إجراءات قوية لكن الرئيس القادم يواجه حربين في أوكرانيا والشرق الأوسط.
والمخاطر التي تهدد السياسة الداخلية والخارجية تتضاعف بسبب الفارق الكبير الأخير بين ولاية ترامب الأولى وولاية ثانية محتملة: فهو سيكون أقل تقييدا. فقد كان الرئيس الذي فكر في إطلاق الصواريخ على مختبرات المخدرات في المكسيك مقيداً من قبل الناس والمؤسسات المحيطة به. ربما هذه المرة لن يكون.
وتتنافس هاريس أمام ترامب، حيث تقف إلى جانب الاستقرار. ورغم أنها سياسية مخيبة للآمال، إذ كافحت لإخبار الناخبين بما تريد أن تفعله بالسلطة، وتبدو مترددة وغير متأكدة، لكنها مع ذلك، تخلت عن أفكار الديمقراطيين الأكثر يسارية وتخوض حملة بالقرب من الوسط، محاطة بـ"ليز تشيني" وغيرها من المنفيين الجمهوريين.
ومن الصعب تخيل هاريس رئيسة رائعة، ورغم ذلك لا يمكنك تخيل أنها ستجلب كارثة.