الفيدرالي الأمريكي في اختبار الفائدة.. مؤشرات متضاربة وتوقعات تتحقق
التقطت الأسواق العالمية أنفاسها عقب قرار الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة، وسط ضغوط مؤشرات اقتصادية قادت للقرار .
ومنذ لحظات، قرر الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة للمرة العاشرة، وسط مواجهة اتجاهين اقتصاديين متنافسين يمكن أن يجعل قراراتهم المستقبلية بشأن أسعار الفائدة أكثر صعوبة.
وقرر الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة 0.25% اليوم لتصل إلى 5.25%، وهو أعلى مستوى منذ 16 عاما.
وبحسب تقرير لوكالة رويترز، فقد فشل استحواذ جيه بي مورغان الطارئ على معظم أسهم بنك فيرست ريبابليك في تهدئة السوق بشأن حالة النظام المصرفي الأمريكي أمس. وهوت أسهم بنك باك ويست بنسبة 28% لتصل إلى مستوى قياسي، بينما هبط ويسترن أللاينس بنسبة 15%، مما أدى إلى انخفاض المؤشرات الأمريكية القياسية بأكثر من 1%.
من ناحية أخرى، اكتست معظم مؤشرات الأسهم الآسيوية باللون الأحمر في تعاملات اليوم، بسبب عمليات البيع.
- الأسواق مرتبكة بفعل قرار الفائدة.. الذهب يلمع وسط عتمة الدولار والنفط
- تجاهل المخاطر ورفع أسعار الفائدة.. خطوة أخيرة لـ "الفيدرالي الأمريكي"
ومستهل تعاملات الأربعاء، ارتفعت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت بعد موجة بيع في الجلسة الماضية مع تقييم المستثمرين أحدث البيانات الاقتصادية قبل إعلان نتيجة اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في وقت لاحق اليوم.
وبحلول الساعة 9:50 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 34.45 نقطة، أو 0.10 بالمئة، إلى 33718.98 نقطة.
كما صعد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 11.76 نقطة، أو 0.29 بالمئة، إلى 4131.34 نقطة. وزاد أيضا المؤشر ناسداك المجمع 48.15 نقطة، أو 0.40 بالمئة، إلى 12128.66 نقطة.
ارتفاع عدد الوظائف بأعلى وتيرة منذ يوليو الماضي
وأظهرت بيانات اقتصادية نشرت اليوم الأربعاء قبل قرار رفع الفائدة، ارتفاع معدل التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي خلال أبريل/ نيسان الماضي بأعلى وتيرة منذ يوليو/ تموز الماضي، مما يبرز مرونة سوق العمل رغم تباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شركة "إيه دي بي " لمعالجة الرواتب قولها: إن التوظيف في القطاع الخاص ارتفع بواقع 296 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي بعد قفزة بواقع 142 ألف وظيفة تقريبا في مارس/آذار الماضي وفقا للبيانات المعدلة.
وتجاوز عدد الوظائف الجديدة كل توقعات المحللين الذين استطلعت وكالة بلومبرغ للأنباء رأيهم وبلغ نحو ضعف متوسط هذه التوقعات.
بينما أظهرت البيانات تسارع وتيرة نمو عدد الوظائف الجديدة تراجع معدل نمو الأجور خلال الشهر الماضي، حيث زادت أجور العمال الذين انتقلوا إلى أماكن عمل جديدة بنسبة 13.2% سنويا في المتوسط مقابل 14.2% سنويا خلال الشهر السابق وهي أقل نسبة زيادة سنوية لأجور هذه الفئة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
كما كشفت بيانات وزارة العمل الأمريكية الصادرة اليوم تراجع عدد الوظائف الخالية في الولايات المتحدة في بداية العام الحالي لكنها ما زالت قريبة من أعلى مستوياتها التاريخية، وهو ما يؤكد استمرار خلل التوازن بين العرض والطلب في سوق العمل الأمريكية، وهو ما يدعم قرارات مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي لزيادة أسعار الفائدة.
وبحسب وكالة بلومبرغ، فقد ذكرت وزارة العمل الأمريكية أن عدد الوظائف الخالية تراجع خلال يناير/ كانون الثاني الماضي إلى 10.8 مليون وظيفة مقابل 11.2 مليون وظيفة خلال الشهر السابق وفقا للبيانات المعدلة.
كان متوسط توقعات المحللين الذين استطلعت بلومبرغ رأيهم 10.5 مليون وظيفة فقط.
كما أظهر التقرير نمو أجور الموظفين الذين ظلوا في وظائفهم بنسبة 6.7% خلال الشهر الماضي بحسب بيانات أيه.دي.بي التي تحلل بيانات أجور أكثر من 25 مليون عامل في الولايات المتحدة.
وكانت الزيادة في أجور العاملين في قطاعات الترفيه والفندقة أكثر من نصف إجمالي الزيادة في الأجور بالقطاع الخاص خلال الشهر الماضي. كما سجلت الأجور في قطاعي التعليم والصحة زيادة قوية.
تسارع بسيط لوتيرة نمو قطاع الخدمات
أظهرت بيانات اقتصادية نشرت اليوم الأربعاء تسارعا بسيطا في وتيرة نمو نشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة خلال الشهر الماضي.
وذكر معهد إدارة الإمدادات الأمريكي أن مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات ارتفع خلال الشهر الماضي إلى 9ر51 نقطة مقابل 51.2 نقطة خلال الشهر السابق. وتشير قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، في حين تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط. وكان المحللون يتوقعون ارتفاع المؤشر خلال أبريل/ نيسان الماضي إلى 51.8 نقطة.
وجاء ارتفاع المؤشر الرئيسي لمديري المشتريات بسبب تسارع وتيرة نمو الطلبيات الجديدة، حيث ارتفع المؤشر الفرعي إلى 56.1 نقطة خلال الشهر الماضي مقابل 2ر52 نقطة خلال الشهر السابق.
في الوقت نفسه، تراجع المؤشر الفرعي لنشاط الأعمال في قطاع الخدمات خلال أبريل/ نيسان الماضي إلى 52 نقطة مقابل 55.4 نقطة خلال مارس/ آذار الماضي، وهو ما يشير إلى تباطؤ وتيرة نمو هذا النشاط.
وتراجع مؤشر التوظيف في قطاع الخدمات إلى 50.8 نقطة خلال الشهر الماضي، مقابل 51.3 نقطة خلال الشهر السابق، وهو ما يشير إلى تباطؤ وتيرة نشاط التوظيف في القطاع.
ماذا يعني كل هذا للمركزي الأمريكي؟
التوقعات كانت تؤكد أن البنك المركزي الأمريكي سيعلن اليوم عن رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نهاية اجتماع السياسة النقدية الذي استمر ليومين، وهو ما حدث بالفعل، خاصة أن الاضطراب الأخير في النظام المصرفي سيكون بمثابة تذكير آخر بعدم الاستقرار المالي المتزايد والناجم عن ارتفاع أسعار الفائدة.
ومن المرجح أن يعزز من التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيعلن إنهاء دورة التشديد في اجتماعه المقبل في يونيو/ حزيران المقبل.
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjE1MiA=
جزيرة ام اند امز