هدف الحرب والأفق السياسي.. خلافات أمريكية إسرائيلية حول غزة
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن خلافا بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الأهداف في قطاع غزة، يعوق الطريق لإنهاء الحرب.
ويأتي على رأس تلك الخلافات نظرة إسرائيل إلى حماس باعتبارها "تهديدا وجوديا" وترى في القضاء عليها هدفا أساسيا وأن عدم إنجاز هذه المهمة يعني الفشل.
في المقابل، ترى إدارة الرئيس جو بايدن، أن التهديد يتجاوز حماس، حيث تحاول إدارته الحفاظ على اتحاد حلفائها ضد إيران وروسيا والصين.
ويتفق كلا الجانبين على ضرورة تجنب حرب إقليمية أكبر، لكن إسرائيل أبدت استعدادها لاتخاذ خطوات تتسم بقدر أكبر من المخاطرة لتحقيق هدف هزيمة حماس.
المناقشات بشأن الهدنة:
أحد أبرز مواطن الخلاف الحالي، إعلان هدنة مؤقتة في غزة لدخول المساعدات، ففي أحد تجمعاته الانتخابية شدد الرئيس بايدن على ضرورة التوصل إلى هدنة، كما دعا وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إلى الأمر خلال وجوده في الأردن ولقائه مع مجموعة من وزراء الخارجية العرب، مشيرا إلى أنه ناقش القضية واللوجستيات المتعلقة بكيفية عمل الهدنة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية في اجتماع في تل أبيب يوم الجمعة.
لكن نتنياهو، في رد على تلك الضغوط، قال الجمعة، إنه يعارض أي وقف مؤقت لإطلاق النار لا يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن إسرائيل أوقفت القتال في السابق عندما تم إطلاق سراح رهينتين أمريكيتين. ووفقا لشخص مطلع على الخطة وافقت إسرائيل على وقف الغارات الجوية في الموقع الذي تم فيه إنزال الرهائن. لكن إسرائيل لم تعترف بأنها وافقت على التهدئة في ذلك الوقت.
وتحتجز حماس 241 رهينة منذ هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حينما شنت هجوما على إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص.
وتضغط إدارة بايدن أيضًا على إسرائيل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين واستخدام المزيد من الضربات الجراحية التي تستهدف قادة حماس. ولكن بالرغم من ارتفاع أعداد القتلى في غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية، واصلت إسرائيل ضرباتها واسعة النطاق، بما في ذلك الغارة التي استهدفت أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل النساء والأطفال.
حل الدولتين:
أحد أوجه الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل أيضا، يكمن في أن واشنطن تفضل مسار حل الدولتين لإنهاء الأزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على المدى الطويل.
وقد أجرى بلينكن مشاورات مع الحكومة الإسرائيلية حول مستقبل غزة بعد حملتها العسكرية ضد حماس.
وقال بلينكن يوم الجمعة: "أجرينا وسنواصل إجراء المناقشات مع الشركاء في جميع أنحاء المنطقة وخارجها حول مستقبل غزة بعد هزيمة حماس. ونرى أن أفضل الطرق، وربما الطريق الوحيد، كما قلت، هو من خلال دولتين لشعبين".
بينما في إسرائيل، لا توجد رؤية واضحة حول مصير قطاع غزة بعد الحرب. وصرح وزير الدفاع، يوآف غالانت، بأن الهدف من العملية العسكرية في غزة هو تدمير قدرات حماس العسكرية ومقدرتها على الحكم، مضيفا أن بلاده لا تهدف إلى إعادة احتلال غزة بشكل دائم.
الضغوط الداخلية:
يواجه بايدن ونتنياهو ضغوطا على الجبهة الداخلية، حيث شارك الآلاف في مظاهرات في تل أبيب تطالب بسرعة إعادة الرهائن لدى حماس وتحمل رئيس الحكومة مسؤولية الهجوم غير المسبوق.
أما بايدن، فعلى الرغم من الإشادات التي حصل عليها لقراره دعم إسرائيل بشكل واضح وقوي، إلا أن هناك أصوات متزايدة داخل الحزب الديمقراطي وخصوصا من الناخبين الصغار في السن والمسلمين والعرب الأمريكيين، تنتقد موقف واشنطن في ظل ارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين والأطفال في قطاع غزة.
حتى إن بعض أعضاء الكونغرس المؤيدين لإسرائيل ويدعمون إرسال المساعدات العسكرية لها، أشاروا إلى ضرورة إظهارها مزيدا من ضبط النفس خلال عملياتها ضد حماس في غزة.
وفي الوقت نفسه، يتخذ بعض الجمهوريين، بمن فيهم المرشحون الرئاسيون من الحزب الجمهوري، دعوة بايدن لوقف مؤقت في غزة دليلا على تراجع دعمه لإسرائيل.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز