مجلة أمريكية: تنامي دور إيراني داخل كردستان العراق
مجلة "ذا نايشون" الأمريكية تسلط الضوء على دور إيراني كبير في تأجيج الأزمة بين بغداد وأربيل من خلال "تدخل غير مباشر" في أزمة الإقليم.
"نحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور" جملة قالها حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، من العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الخميس، في نبرة انتصار واضحة بعد رفض المقترح الكردستاني بتجميد نتائج الاستفتاء الكردي حول استقلال إقليم كردستان العراق، مشددا على تأكيده إلغاء التصويت كشرط لبداية أي مفاوضات.
- "كردستان" تتهم القوات العراقية بقصف مواقع البشمركة شمال نينوى
- البيشمركة تعلن صدها هجوما لبغداد على أنابيب نفط كردية
إلا أن أن هذا الأمر يعكس توغلا إيرانيا في الشؤون العراقية، حيث اندلع القتال بين القوات العراقية مدعومة بمليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران، وقوات البشمركة الكردية في شمال محافظة نينوى، بالإضافة الى أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في مليشيا الحرس الثوري الإيراني صرح بأن انضمام الحشد الشعبي لقوات الجيش العراقي جعل الأخير بمثابة جيش "حزب الله".
دور إيراني كبير يُمارَس عن طريق مليشيا الحشد الشعبي في مستقبل العراق، حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء، عن زيادة موازنة الحشد الشعبي، واعدا بإبقاء الحشد لسنوات، وتؤخذ ميزانية الحشد الشعبي من استقطاعات رواتب الموظفين العراقيين.
غير أن تدخل قاسم سليماني في أزمة الأكراد، وتحديداً كركوك، يمثل محاولة لخلق "عراق جديد" عما كان عليه قبل الاستفتاء الكردي، خصوصا مع محاولته التفاوض بشأن أزمة الأكراد مع بغداد، وسط تحذيرات السفير الأمريكي السابق في العراق زلماي خليل زاده من أن قاسم سليماني يوجد في العراق لإشعال حرب بين بغداد وإقليم كردستان حول كركوك.
وهذا ما حدث بالفعل، الاقتتال الدائر بين قوات بغداد والبشمركة حاليا مثّل الخطوة الأولى لاستراتيجية إيرانية تقتضي القضاء على الأكراد لتأمين حدود إيران من أي تهديدات قد يمثلها الأكراد، وذلك بحسب تحليل لجاي سولومون خبير الشؤون الخارجية السابق بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية وخبير الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.
إلا أن مجلة "ذا نايشون" الأمريكية ترى ما هو أبعد من ذلك، فمحاولات إيران "لإخراس" الجبهة الكردية ليس فقط لتأمين الحدود مع العراق، أو منع أي ربط ثقافي أو أيديولوجي مع الأكراد داخل إيران لمنع اندلاع أي ثورات من الداخل الإيراني، بل محاولة شرسة للسيطرة على أحد أهم مصادر تلك المنطقة... النفط الكردي.
وتشير المجلة الى أن قاسم سليماني هو المهندس لعملية دخول كركوك، أحد مدن العراق الغنية بالنفط، مما يمهد عملية استحواذ بعيدة المدى على النفط الكردي، حيث إن الأكراد لديهم موقف معاد من إيران بعد دخول كركوك، مما قد يمهد لاقتتال طويل الأجل مع العراقيين، مدعومين من إيران، خصوصا بعد دحر تنظيم داعش الإرهابي من تلك المنطقة، بالإضافة الى كميات الأسلحة الهائلة التي يمتلكها الجانبان منذ بدء العمليات ضد التنظيم.
محاولات إيران لاستخدام العراقيين لكسر الأكراد في إقليم كردستان، بالإضافة الى الموقف المتقارب حاليا بين بغداد وطهران تعد مؤشرا خطيرا لتأجيج الوضع في إقليم كردستان، مما قد يعني تدخل قوى دولية لها مصالح مهمة في الإقليم، مثل روسيا والولايات المتحدة، وبالتالي توتر متجدد في إقليم لم يعرف السلم منذ انهيار دولة الأكراد عام 1946.
aXA6IDMuMTQ0LjI1NS4xMTYg جزيرة ام اند امز