مواجهة عنف العصابات في هايتي.. مهمة متعثرة للبعثة الدولية
قبل شهرين انتشرت قوة الشرطة الدولية التي تدعمها الولايات المتحدة وتقودها كينيا في هايتي لكنها تكافح لهزيمة تحالف العصابات المسلحة.
وحتى الآن فشلت القوة المؤلفة من 400 جندي في التقدم عبر العاصمة "بورت أو برنس" للقضاء على العصابات المسلحة، كما أسفر اشتباكان كبيران وحيدان عن انتكاسات وذلك وفقا لما ذكره موقع "ّذا هيل" الأمريكي.
وقال الموقع إن مهمة قوة الدعم الأمني متعددة الجنسيات تعاني نقصا في التمويل، كما أنها تفتقر إلى الموارد والقوات اللازمة لإعادة الحياة الطبيعية إلى هايتي وهو ما يفرض ضغوطا على كل من المجتمع الدولي والولايات المتحدة التي تعد الراعي الرئيسي للمهمة من أجل زيادة الدعم المالي.
وقال جورج فوريول، أحد كبار مستشاري برنامج أمريكا اللاتينية في المعهد الأمريكي للسلام "إن المهمة لا تتحرك بالسرعة التي توقعها الجميع" واعتبر أن المهمة "مركبة ذات 3 عجلات ويحاول الجميع معرفة ما إذا كان سيتم إعادة بناء المركبة بأكملها، أو إضافة عجلة أخرى".
وأوضح فوريول أن واشنطن تركز على صراعين عالميين رئيسيين هما الحرب في غزة والحرب في أوكرانيا كما أن الجمهوريين في الكونغرس يرفضون إرسال المزيد من الأموال لدعم المهمة في هايتي وهو ما يعقد جهود الحصول على تمويل خاصة في عام الانتخابات.
وأضاف "الجميع ينتظر المزيد من الولايات المتحدة" مشيرا إلى وجود تصور بأن واشنطن "لا ترغب في الانخراط أكثر من اللازم" وهو ما اعتبره "أمرا مضللا" لأنها "في الواقع منخرطة إلى حد كبير".
من جانبها، قالت القيادة الجنوبية الأمريكية (ساوثكوم)، المقر العسكري الذي يشرف على أمريكا الجنوبية والمنطقة المحيطة بها، إنها سلمت مركبات مدرعة وغير مدرعة ومعدات حماية ومعدات مكافحة الشغب وإمدادات أخرى لمهمة الدعم في هايتي.
وأضافت أنها ستسلم المهمة قريبًا مركبات محمية من الكمائن ومقاومة للألغام وشدد على أن المهمة هي "حملة طويلة الأمد" تتطلب دعمًا دوليًا مستمرا.
وقال المتحدث باسم القيادة الجنوبية "سيستغرق الأمر بعض الوقت لتحقيق مستوى من النجاح العملياتي" مشيرًا إلى أن وجود علامات على تحقيق تقدم مع استئناف الرحلات الجوية التجارية.
وتتمثل مهمة كينيا في المقام الأول في تدريب وقيادة الشرطة الوطنية لهايتي من أجل هزيمة العصابات المسلحة.
لكن قوة تحالف العصابات ازدادت بعد السيطرة على جزء كبير من العاصمة في وقت سابق من العام الجاري.
ولتحقيق نجاح في حربها ضد العصابات،التي يتراوح عدد أعضائها بين 5 آلاف و10 آلاف فرد، ستحتاج قوات الأمن الخاصة المدعومة من الأمم المتحدة إلى طائرات هليكوبتر ومركبات قتالية والمزيد من البنية التحتية وغيرها من المعدات.
وتريد المهمة التي وصلت أولى قواتها إلى هايتي في نهاية يونيو/حزيران، نشر نحو 2500 جندي لكنها ستحتاج إلى المزيد من التمويل لتعزيز صفوفها الحالية التي يبلغ قوامها 400 جندي.
وتخطط دول أخرى لإرسال قوات إلى هايتي مثل جزر البهاما وبنغلاديش وبربادوس وبنين وتشاد وجامايكا، لكن من غير المرجح أن تنضم هذه الدول إلى كينيا إذا لم تكن هناك موارد كافية.
وحتى الآن، كان القتال محدوداً، حيث لم تتعرض العصابات البالغ عددها نحو 200 عصابة إلى تهديد كبير من قوات الأمن التي تقوم بدوريات في المدينة لكنها لم تشتبك مع أي من أفرادها.
وبعدما نجحت القوات الكينية في السيطرة على بلدة غانتييه على مشارف العاصمة في يوليو/تموز الماضي، استعادت العصابات البلدة مجددا كما اضطر القائم بأعمال رئيس وزراء هايتي جاري كونيل إلى الفرار بعدما تعرض لكمين نصبته العصابات عند سفره إلى مستشفى بورت أو برنس الشهر الماضي.
وقالت ريناتا سيجورا، مديرة برنامج أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في مجموعة الأزمات الدولية، إن التحديات الأمنية مرتفعة للغاية، وحتى المهمة الممولة بالكامل والمجهزة بشكل جيد ستواجه صعوبات كبيرة لهزيمة العصابات أما في حال عدم توافر الأموال والعدد المطلوب من الموظفين فلن تكون هناك أي فرصة.
وأضافت أن الولايات المتحدة قدمت دعما كبيرا وأشارت إلى ضرورة أن تكثف الدول الأخرى خاصة في أورويا جهودها إذا لم تستطع واشنطن تقديم المزيد.
ومنذ اغتيال رئيسها في 2021، تعاني هايتي من تفشي عنف العصابات التي تزايد خطرها منذ اتحادها في فبراير/شباط الماضي حيث نجحت في تحرير حلفائها من السجون وأجبرت رئيس الوزراء السابق على الاستقالة.
وتكافح هايتي من أجل الحكم بعد انهيار حكومتها وخلال الربيع الماضي جرى تشكيل مجلس انتقالي كما جرى تعيين جاري كونيل قائما بأعمال رئيس الوزراء إلا أن التوجه نحو إجراء الانتخابات خرج عن مساره.
وفي تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الشهر الجاري، قال كونيل "من الصعب للغاية إجراء انتخابات العام المقبل لانتخاب رئيس جديد لأن الوضع لم يتطور كثيرا" مضيفا "ما زلنا رهائن لهؤلاء البلطجية".
وقدمت الولايات المتحدة أكثر من 300 مليون دولار لهذه المهمة، سواء للتمويل أو لتوفير المعدات، وتعمل القوات الكينية من قاعدة بناها مقاولين أمريكيين في هايتي في حين أن المساهم الرئيسي الآخر الوحيد هو كندا، التي تعهدت بنحو 86.2 مليون دولار في شكل دعم مباشر لخدمات الدعم الإداري.
aXA6IDMuMTcuMTgxLjEyMiA= جزيرة ام اند امز