أقوى 5 أساطيل بحرية على مر التاريخ

في تاريخ الحروب، لم تلعب أي قوة دورًا حاسمًا كما فعلت القوات البحرية؛ فمن أسطول اليونانيين في سلاميس، إلى حاملات الطائرات الأمريكية
التي تجوب البحار اليوم، ظلّت البحار ساحة للهيمنة، والتأثير الاستراتيجي، ومد النفوذ عبر القارات.
وبينما تتغير أدوات الحرب، تبقى البحار مرآةً للقوة الحقيقية، حيث يُقاس النفوذ بمدى اتساع الظل الذي تلقيه السفن على الأمواج.
خمسة أساطيل بحرية صعدت عبر العصور إلى موقع الريادة، كلٌّ منها فرض قوته بطرق مختلفة: عبر التكتيك أو الابتكار أو التفوق الصناعي، وأسهم في إعادة رسم خريطة النظام العالمي وفق موازين القوة في زمانه.
وبحسب موقع ذا ناشيونال إنترست، فإنه عند تصنيف أقوى القوات البحرية على مر العصور، لا يكفي الحجم وحده لوصفها، مشيرًا إلى أن الأساطيل الخمسة برزت للأسباب التالية:
- حجم الأسطول وأعداد السفن
- التفوق التكنولوجي والابتكار
- النطاق الجغرافي والتواجد العالمي
- القدرة على العمل عبر المحيطات ودعم المهام العالمية.
- التأثير الاستراتيجي والتأثير التاريخي على الحروب والإمبراطوريات والاستقرار الدولي
- الفعالية القتالية وسجلات المعارك
- القدرة الاقتصادية واللوجستية
- مدة الهيمنة البحرية: المدة التي احتفظت فيها كل قوة بحرية بمكانتها العالمية الرائدة
فما هي أفضل القوات البحرية على مر العصور؟
البحرية اليونانية، معركة سلاميس (480 قبل الميلاد)
في محاولتهم النضال من أجل بقاء وطنهم، قام اليونانيون بتجميع أسطولا أصغر حجماً لكنه أسرع، تمكن من من تغيير مجرى التاريخ في سلاميس .
ونشرت البحرية اليونانية -آنذاك- سفنا ثلاثية متقدمة، وهي سفن حربية خفيفة وسريعة ذات ثلاثة صفوف من المجاديف، ومُحسّنة للسرعة وتكتيكات الدفع في المضائق الضيقة، ما أمكنها من تحقيق فوز حاسم ضد أسطول فارسي متفوق عدديًا، بشكل منع غزو البر الرئيسي لليونان والحفاظ على الحضارة الغربية.
وحافظت البحرية اليونانية على الهيمنة في بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط، وحماية الممرات البحرية الحيوية والتأثير الإقليمي.
البحرية الصينية، 1433 م
في ذروة عهد أسرة مينغ، كانت الصين تمتلك أكبر أسطول بحري وأكثرها تقدماً من الناحية التكنولوجية على الإطلاق.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإنه تم بناء "سفن الكنز" الضخمة تحت قيادة الأدميرال تشنغ خه، بعضها يزيد طوله عن 400 قدم، مع تصميم هيكل متطور وقدرات ملاحية. مؤكدة القوة الناعمة عبر المحيط الهندي.
وامتد النفوذ البحري الصيني إلى شرق أفريقيا، مما أدى إلى تعزيز العلاقات التجارية والجزية في جميع أنحاء آسيا وخارجها.
البحرية البريطانية: 1815-1918 م
بعد الحروب النابليونية، صمدت البحرية الملكية البريطانية دون أي منافس، وحافظت على السلام من خلال الهيمنة العالمية لأكثر من قرن من الزمان.
وقادت البحرية البريطانية التحول من الشراع إلى البخار ومن الخشب إلى الفولاذ، وأطلقت سفنًا ثورية مثل HMS Dreadnought .، مما أمكنها من الحفاظ على التفوق البحري مع الحد الأدنى من الصراع، وفرضت مبدأ السلام البريطاني عبر الممتلكات الاستعمارية الشاسعة.
وسيطرت البحرية البريطانية، على نقاط الاختناق الرئيسية وممرات الشحن في جميع أنحاء العالم، مع محطات بحرية تمتد في جميع أنحاء العالم من برمودا إلى هونغ كونغ.
البحرية اليابانية: 1941
في الأيام الأولى من الحرب العالمية الثانية، أذهلت البحرية اليابانية العالم بقوتها الضاربة وتنسيقها وتفوقها التكنولوجي، فنشرت حاملات الطائرات المتطورة، والطوربيدات بعيدة المدى، والطائرة المقاتلة الشهيرة ميتسوبيشي A6M Zero.
وحققت نجاحاً سريعاً بالهجمات على بيرل هاربور والفلبين وجنوب شرق آسيا، حتى أدى التوسع الاستراتيجي المفرط إلى تآكل هيمنتها.
كما سيطرت لفترة وجيزة على مساحة واسعة من المحيط الهادئ، مما هدد سلاسل الإمداد للحلفاء من المحيط الهندي إلى هاواي.
البحرية الأمريكية: 1945
بعد خروجها من الحرب العالمية الثانية بقوة صناعية لا مثيل لها، أصبحت البحرية الأمريكية القوة البحرية المهيمنة، وظلت كذلك منذ ذلك الحين.
وتمكنت البحرية البريطانية من تطوير أكبر أسطول من حاملات الطائرات، وإدخال الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، ودفع قدرات الحرب الرقمية إلى الأمام.
الانتصارات البحرية الاستراتيجية وسجلات القتال : لعبت دورًا حاسمًا في هزيمة اليابان، وتأمين النصر في المحيط الهادئ، وتشكيل الردع في الحرب الباردة .
وحافظت على وجود بحري عالمي حقيقي، مع قوات منتشرة في كل محيط رئيسي وقدرة لا مثيل لها على اللوجستيات والضرب.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن كلا من القوى البحرية الخمس المذكورة هنا سيطرت على عصرها، ليس فقط من خلال حجم أسطولها أو قوتها النارية، بل أيضًا بفضل إتقانها للمتطلبات الاستراتيجية لعصرها.
وفيما أظهرت البحرية الصينية بقيادة تشنغ خه نفوذًا عالميًا ونفوذًا دبلوماسيًا مبكرًا، فرضت البحرية البريطانية قرنًا من السلام النسبي من خلال هيمنتها المطلقة.
وبذلت البحرية اليابانية جهدًا جريئًا، وإن كان غير مستدام في نهاية المطاف، للسيطرة خلال الحرب العالمية الثانية، فيما تواصل البحرية الأمريكية تشكيل النظام العالمي من خلال تفوقها التكنولوجي غير المسبوق وانتشارها المتقدم.
مبادئ أساسية:
- وبينما تتطور التكتيكات والتكنولوجيا والتحالفات، تبقى المبادئ الأساسية للقوة البحرية ثابتة:
- السيطرة على طرق التجارة
- القدرة على نشر القوة
- أسطول مرن ومدرب تدريبًا جيدًا قادرًا على التكيف مع الوقائع الجيوسياسية.
فأية قوة بحرية سيطرت على البحار لأطول فترة زمنية؟
تمتعت البحرية البريطانية بالسيادة البحرية العالمية من عام 1815 إلى عام 1918 تقريبًا، وطبقت "معيار القوتين" وحافظت على السلام البحري في جميع أنحاء إمبراطوريتها لأكثر من قرن من الزمان.
ما الدور الذي لعبته التكنولوجيا في التفوق البحري عبر التاريخ؟
كانت التكنولوجيا عاملًا رئيسيًا في التميّز. من السفن الحربية اليونانية الثلاثية المجاديف وسفن الكنز الصينية إلى البوارج الحربية البريطانية وحاملات الطائرات الأمريكية التي تعمل بالطاقة النووية، استفادت كل بحرية مهيمنة من أحدث الابتكارات لتتفوق على منافسيها.
كم عدد السفن التي كانت تمتلكها أكبر القوات البحرية التاريخية؟
تفاوتت أحجام الأساطيل، لكنّ البحرية البريطانية في ذروتها ضمت أكثر من 500 سفينة حربية رئيسية. تجاوز إجمالي أسطول البحرية الأمريكية 6000 سفينة خلال الحرب العالمية الثانية، وهو أكبر أسطول مسجل في التاريخ.
أية قوات بحرية كانت تسيطر على أهم طرق التجارة عالميا؟
سيطرت البحرية الملكية البريطانية على الممرات البحرية الرئيسية خلال القرن التاسع عشر، في حين تضمن البحرية الأمريكية الحديثة حرية الملاحة عبر نقاط الاختناق الرئيسية مثل مضيق هرمز، وبحر الصين الجنوبي.
أية دولة تمتلك أقوى بحرية اليوم؟
تعد البحرية الأمريكية حاليًا الأقوى في العالم، حيث تتمتع بحضور عالمي لا مثيل له، وأكبر عدد من حاملات الطائرات، وأنظمة الغواصات والصواريخ المتقدمة.