مسؤولة أمريكية لـ"العين الإخبارية": الإمارات شريك بأكبر حائط ضد الأعاصير بالعالم وCOP28 قمة استراتيجية
سارة فانغمان: المساعدات الإماراتية لحماية البيئة عابرة للقارات
كشفت سارة فانغمان، المشرفة على محمية فلوريدا كيز البحرية الوطنية، عن نتائج الجهود الإماراتية لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وأكدت المشرفة على محمية فلوريدا كيز البحرية الوطنية، الواقعة في جنوب ولاية فلوريدا الأمريكية، أن الجهود الإماراتية لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وصلت إلى أقصى جنوب الولايات المتحدة، عبر سلسلة من المساعدات والمنح، ساهمت في الحفاظ على الحياة البحرية في محمية فلوريدا كيز.
وقالت سارة فانغمان: " إن المساعدات الإماراتية لم تساهم في حماية الحاجز المرجاني الكبير قبالة سواحل فلوريدا المطلة على المحيط الأطلنطي، فحسب، بل ساعدت أيضا المجتمعات المحلية التي تعتمد على الحياة البحرية المزدهرة في جنوب فلوريدا على التعافي في أعقاب إعصار إيرما المدمر والذي ضرب المنطقة في 2017".
وأوضحت فانغمان، في حوار خاص لـ "العيـن الإخباريـة"، من ولاية فلوريدا الأمريكية، أن الحاجز المرجاني الكبير الممتد من المحيط الأطلنطي إلى خليج المكسيك، جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، يعد مهما للغاية للحفاظ على التوازن البيئي في المنطقة، بالإضافة إلى أهميته الشديدة للحياة البحرية، وللمحيط الأطلنطي بكامله.
وأكدت، فانغمان، على أن قضية التغيرات المناخية، لا تعتبر قضية محلية، إنما هي مشكلة عالمية، قائلة: "لا توجد دولة ولا منظمة تستطيع بمفردها مواجهة التداعيات السلبية للتغيرات المناخية، بما في ذلك الولايات المتحدة".
كما شددت على أن استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ هذا العام، يعد حلقة واحدة فقط في الجهود الإماراتية الكبيرة للحفاظ على البيئة ومعالجة الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وإلى نص الحوار ...
• محمية فلوريدا كيز، من أغنى المناطق بالحياة البحرية المزدهرة في العالم.. ومؤخرا تواجه المحمية العديد من الإشكاليات الخاصة بمواجهة التداعيات السلبية للتغيرات المناخية.. هل يمكنك تقديم لمحة عامة عن أهم المشاكل التي تواجهها المحمية بسبب التغيرات المناخية؟
لسوء الحظ، تمثل مواجهة التغيرات المناخية تحديًا كبيرًا للغاية لنا في فلوريدا كيز، أستطيع أن أقول إنه تحدٍّ مروع بالنسبة لنا، ولدينا قدرة محدودة على مواجهته، لا نستطيع إلا أن نحاول اتخاذ خطوات للحد من التأثيرات السلبية ومعالجة التهديدات الأكثر إلحاحا بحيث يمكن أن يكون نظامنا أقل إجهادا، وبالتالي يمكن لنظامنا أن يكون أكثر مرونة، بعبارة أخرى، للأسف لا نستطيع تغيير المناخ هنا في فلوريدا، درجات الحرارة المرتفعة تؤثر على كل شيء في الحياة البحرية، وأتمنى أحيانا إذا كان بإمكاني خفض درجات الحرارة قليلا، لأنها حارة جدا بالفعل.
مع الأسف لا يمكننا فعل ذلك، كل ما يمكننا القيام به هو رعاية الشعاب المرجانية بشكل أفضل. وأعشابنا البحرية مازالت قوية ومتينة بقدر يمكنها من مواجهة ضغوط المناخ وضغوطات درجات الحرارة، ونأمل أن يستمر هذا.
• هل يمكن أن تشرحي بشيء من التفصيل لماذا يعد حماية حاجز فلوريدا المرجاني مهماً جداً للتوازن البيئي في المنطقة وللمحيط الأطلنطي؟
أولا، هي كنز حقيقي، حيث يعد حاجز الشعاب المرجانية في فلوريدا كيز هو الوحيد الموجود في الولايات المتحدة، لدينا شعاب مرجانية في أماكن أخرى ولكن ليس لدينا نظام متنوع وغني مثل هذا في أي مكان آخر. لذلك فإنه يعتبر كنزًا وطنيًا حقيقيًا. وعلى هذا النحو، فهي تستحق الحماية فقط بسبب ذلك.
ثانيا، مصدر للدخل: ويعتبر النظام المرجاني في جنوب فلوريدا مصدرا أساسيا للدخل للمجتمعات المحلية في المنطقة، حيث تجتذب المنطقة العديد من السياحة المحلية والدولية بسبب الحياة البحرية المزدهرة، والشعاب المرجانية المتنوعة.
ثالثا، حماية السواحل، فالدور الأساسي الذي يلعبه الحاجز المرجاني في حماية السواحل، حيث تمتاز الحواجز المرجانية بالقدرة على الحد من التأثيرات السلبية للأمواج على السواحل، لاسيما مع العواصف الكبيرة، وتمثل الحواجز المرجانية حواجز طبيعية أمام الأمواج العملاقة القادمة من المحيط، وتعمل الحواجز المرجانية في كسر تلك الموجات وجعلها أصغر حجمًا وأقل نشاطًا عند وصولها إلى الشاطئ.
قامت دولة الإمارات بتقديم منحة للمنطقة، للحفاظ على الحياة البحرية، ما هي قصة هذه المنحة؟ وكيف ساعدت على مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية؟
لعلك تتذكر، أنه عندما ضرب إعصار إيرما المنطقة، في 2017 تسبب في الكثير من الدمار، في كافة أنحاء فلوريدا، لكن تأثير الإعصار على فلوريدا كيز كان مروعا، ووقتها طلب الحاكم ريك سكوت، مساعدة السفير الإماراتي في واشنطن، السفير يوسف العتيبة، حيث تعهد بدعم شعب فلوريدا بنحو 10 ملايين دولار، بينما تم تخصيص 3.5 مليون دولار منهم، لفلوريدا كيز، ودعم سكان مقاطعة مونرو، حيث توجد جزر فلوريدا كيز، وتم تخصيص جزء من هذا التبرع لمساعدة الشعاب المرجانية.
وبدءًا من عام 2017، بدأت المحادثات حول شراكة بين فلوريدا ودولة الإمارات عندما يتعلق الأمر بإعادة بناء هذه الشعاب المرجانية لجميع الأسباب التي سبق وذكرتها لك، ولذا فقد عملنا جنبًا إلى جنب مع التبرعات من دولة الإمارات العربية المتحدة، لتنفيذ استعادة الشعاب المرجانية، وليس هذا كل شيء، حيث قمنا بإشراك المجتمع المحلي أيضًا في هذا الجهد لأنه جهد هائل لإعادة بناء هذه الشعاب المرجانية وإعادة ترميمها، والآن أنظر إلى المنطقة لقد تغيرت كليا.
هل يمكنك إخبارنا بالمزيد عن كيف تغيرت المنطقة بسبب المساعدات الإماراتية لإعادة بناء الحاجز المرجاني؟
بالتعاون مع منظمات محلية أخرى، مثل United Way، شاركنا جميعا في جهود الترميم الطموحة للحاجز المرجاني في فلوريدا كيز، التي مولتها دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر زراعة الشعاب المرجانية، وهي عملية معقدة ومرهقة، لكن سأحاول تبسيطها.
نحن نستخدم مصطلح زراعة الشعب المرجانية لكنه في الحقيقة هو أقرب إلى البستنة حيث نقوم بزراعة بعض أطراف صغيرة من الشعاب المرجانية في الحضانة، وبعد ذلك عندما يحين الوقت المناسب، يتم إخراجها إلى الشعاب المرجانية الطبيعية وتثبيتها على الشعاب المرجانية الطبيعية، حيث يمكنها الاستمرار في النمو والتكاثر.
وبفضل المنحة الإماراتية السخية، قمنا بدعم قطاع زراعة وبستنة الشعاب المرجانية، وكان هذا التمويل أول تمويل لهذا المشروع الطموح الذي نسميه السباق الأيقوني للمهمة، حيث ساعدنا التمويل الإماراتي في جذب عدد آخر من المنح والتبرعات، وعلى الرغم من أهمية جميع التبرعات والمنح، إلا أن التبرع الإماراتي كان له مفعول السحر لأنه كان أول تمويل للمشروع، كما أنه شجع العديد من المانحين الآخرين على التبرع للمشروع.
دعني أكون صريحة معك، لقد كان المجتمع المحلي في فلوريدا كيز، على ركبته حقا، في أعقاب إعصار إيرما، لأن الإعصار سبب دمارا لا يمكن لك أن تتخيله للمنطقة، وجاء الدعم الإماراتي بعد الإعصار لكي يعطينا الأمل مرة أخرى في إعادة البناء والنهوض مجددا، وحقيقي أود أن أنقل لك امتناني الكبير للجهد الإماراتي في دعم فلوريدا كيز.
لقد كان إعصار إيرما مأساة قاسية لنا في فلوريدا، لكنه أتى شراكة مهمة حقًا مع أصدقائنا الإماراتيين.
وهل تم صرف التمويل بالكامل؟
مبتسمة لحسن الحظ مازلنا مشغولين جدا بصرف التمويل الإماراتي والتبرعات الأخرى، لكن مازال لدينا الكثير من العمل كذلك، دعني أكشف لك أيضا أن جزءاً من المنحة الإماراتية ذهب لخدمة البحث العلمي لحماية الحاجز المرجاني، وتمويل دراسة الطلاب من خلال منح لتعليمهم لمتابعة دعم هذا النوع من العمل، أنه جهد مستمر، لكننا نواصل البناء على الدعم الإماراتي، ولا يجب أن ننسى أننا قد نواجه إعصارا آخر، بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة المحيطات، لكننا كذلك أقوى بفضل الدعم الإماراتي.
• كما تعلمين الآثار السلبية للتغيرات المناخية، ليست مشكلة محلية، إنما هي مشكلة دولية تؤرق مضجع العالم، والتعاون بين فلوريدا ودولة الإمارات لإنقاذ الحاجز المرجاني العظيم في فلوريدا كيز، نموذج حقيقي للتعاون الدولي الناجح لمواجهة التغيرات المناخية، ومعالجة آثارها السلبية.. كيف تنظرين للجهد الدولي لمواجهة تحديات التغيرات المناخية؟
بالفعل إن حجم التحديات التي نواجهها في ضوء تغير المناخ هائل ولن تتمكن أي دولة بمفردها ولا كيان واحد من حل هذه المشكلات، حتى الولايات المتحدة بمفردها لن تستطيع القيام بهذا الجهد بمفردها، ولذا علينا أن نعمل معًا ونتعلم من بعضنا البعض، لا أريد أن أكون متشائمة لكن ليس لدينا وقت للعبث، يجب أن نتحلى بالكفاءة والفعالية في مواجهة تحديات التغيرات المناخية قدر الإمكان، مما يعني التعاون والتنسيق والعمل معًا لمحاولة إيجاد حلول ثم تكرارها في أماكن أخرى.
كما ذكرت التعاون بين فلوريدا كيز ودولة الإمارات لحماية الحاجز المرجاني العظيم، يمكن أن يكون نموذجا للتعاون، الآثار السلبية للتغيرات المناخية ستطال الجميع.
ذكرتِ أن التعاون الدولي يعد أمرا حاسما، لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية، وتستضيف دولة الإمارات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28، هذا العام.. كيف تنظرين للجهد الإماراتي لمعالجة التغيرات المناخية في العالم؟
ليس فقط مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، وليست فقط فلوريدا كيز، لقد كنت في دولة الإمارات خلال وقت سابق للمشاركة في مؤتمر دولي حول حماية البيئة البحرية، ورأيت بنفسي أن أبوظبي تدعم كل شيء تقريبا لمعالجة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، من دعم دعاة الحفاظ على البيئة، إلى دعم المنح الدراسية لدراسة المناخ، مرورا بدعم استعادة الشعاب المرجانية في فلوريدا، ودعم الممارسين والعلماء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحماية الممارسين والعلماء في الولايات المتحدة وأماكن أخرى للالتقاء والتعلم من بعضنا البعض، أن الجهد الإماراتي لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، يحتذى به حقا.