هبوط جديد للخام الأمريكي وبرنت يتراجع عن 20 دولارا
تراجع أسعار النفط يأتي مدفوعا بهروب المستثمرين المتوترين من خام القياس الأمريكي بسبب نقص في قدرات التخزين المتاحة
تراجع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط بنحو 25% الإثنين، عند الإغلاق منخفضا بنحو 4.16 دولار على خلفية تخمة قدرات التخزين والفائض في العرض، لتسجل نحو 12.78 دولار للبرميل.
وتراجع سعر برميل برنت تسليم شهر يونيو/حزيران المقبل بنحو 6.8% إلى 19.99 دولار قبل دقائق من انتهاء جلسة التداول.
- سر الناقلات العملاقة على ساحل سنغافورة.. لا أحد يشتري النفط
- نيجيريا ترجئ خطط تصدير النفط تماشيا مع اتفاق أوبك+
ويأتي تراجع أسعار النفط مدفوعة بهروب المستثمرين المتوترين من خام القياس الأمريكي بسبب نقص في قدرات التخزين المتاحة للتعامل مع انهيار في الطلب ناتج عن جائحة فيروس كورونا.
وحتى مع اتخاذ حكومات حول العالم خطوات مبدئية نحو تخفيف القيود على الحركة لمساعدة الاقتصادات، فإن الطلب العالمي على الوقود ما زال ضعيفا.
والطلب على الوقود منخفض 30% والتخزين يصبح شيئا ثمينا مع امتلاء حوالي 85% من منشآت التخزين البرية حول العالم الأسبوع الماضي، وفقا لبيانات من كبلر.
وما زالت المخاوف الاقتصادية تضرب السوق. ومن المتوقع أن ينكمش الناتج الاقتصادي العالمي 2% هذا العام، أو أسوأ مما حدث أثناء الأزمة المالية العالمية.
وسجلت عقود النفط ثالث أسبوع لها على التوالي من الخسائر الأسبوع الماضي بهبوط بلغ 24% لبرنت و7% للخام الأمريكي. وهبطت الأسعار في 8 من الأسابيع التسعة الماضية.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول ودول أخرى منتجة للنفط، في إطار تحالف أوبك+، هذا الشهر على خفض الإنتاج بقدر غير مسبوق يبلغ 9.7 مليون برميل يوميا، أي حوالي 10% من المعروض العالمي، لدعم أسعار الخام، لكن الأسعار واصلت الانخفاض.
وقالت الكويت إنها بدأت خفض إمداداتها النفطية إلى السوق العالمية، وذلك قبل موعد أول مايو/أيار المقبل، المحدد لبدء سريان اتفاق تخفيضات الإنتاج.
وبدأت شركة تاتنفت الروسية المنتجة للنفط خفض إنتاجها بنحو الخُمس الشهر الجاري، قبل بدء سريان اتفاق خفض الإمدادات العالمي في أول مايو/أيار بسبب امتلاء طاقة التخزين وضعف الطلب الأوروبي.
وخفضت الشركة الروسية متوسطة الحجم الإنتاج بالفعل؛ لأنها على عكس المنتجين الآخرين في البلاد لا تصل إلى أسواق آسيا ومعظم إمداداتها لأوروبا حيث انهار الطلب.
وتعمل تاتنفت في تترستان بوسط روسيا، وأصبح الإقليم المنتج الرئيسي للنفط في البلاد في السبعينيات حين بلغ الإنتاج مليوني برميل يوميا.
وقال جون براون الرئيس التنفيذي السابق لشركة بي.بي، الثلاثاء، إن أسعار النفط ستظل منخفضة لبعض الوقت مع تجاوز المعروض الطلب قائلا: إن الوضع الحالي في أسواق النفط العالمية يعيد إلى الأذهان التخمة النفطية في الثمانينيات من القرن الماضي.
وقال براون، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي لبي.بي في الفترة من 1995 إلى 2007، إن الأسعار السلبية مسألة متعلقة بالولايات المتحدة بسبب الافتقار لطاقة تخزين، ولكنه أضاف أن الطلب العالمي منخفض بينما يظل الإنتاج مرتفعا.
وصرح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "الأسعار ستكون منخفضة جدا، وأعتقد أنها ستظل منخفضة وشديدة التقلب لوقت طويل".
وقال: "لا تزال هناك كميات كبيرة تنتج وتوجه للتخزين ولا تُستخدم".
وتابع: "هذا يذكرنا تماما بفترة في منتصف الثمانينيات حين حدث نفس الأمر، إمدادات كثيرة جدا وطلب قليل جدا، واستمر انخفاض أسعار النفط لمدة 17 عاما".
وأضاف براون أن الطلب على الهيدروكربونات (النفط والغاز) سيظل ضعيفا، ويرجع ذلك في جزء منه لوعي أكبر بتغيرات المناخ.