بالأغاني والزينة والكنافة.. رمضان بنكهة "مصرية أمريكية"
رمضان بين المناسبات التي تستمتع الأسرة المصرية الأمريكية بقضائها معا، وكانت أكثر اختلافًا بسبب فيروس كورونا
أسرة مصرية أمريكية من 5 أفراد يعيشون سويا تحت سقف واحد، يحتفلون بجميع المناسبات الإسلامية والمسيحية، يتفهمون طبيعة اختلافاتهم ويستخدمونها للترفيه ونشر البهجة بالمنزل.
شهر رمضان بين المناسبات التي تستمتع أسرة "محمود" بقضائها معا، وكان هذا العام أكثر اختلافًا؛ بسبب تدابير الحجر الصحي والإغلاق التي فرضتها جائحة فيروس كورونا على الحياة في الولايات المتحدة.
ومحمود (36 عاما) مصري يعمل مسؤول امتثال تجاري عالمي، يعيش حاليًا بولاية بنسلفانيا الأمريكية، متزوج من ستيفاني (34 عامًا)، أمريكية ربة منزل حاصلة على بكالوريوس العلاقات العامة، وهما يتعاونان لخلق حالة مختلفة لرمضان هذا العام، تساعدهما وأطفالهما الثلاثة: أوستن، أمارة، فهيمة، على الشعور وكأنهم يحتفلون به في القاهرة.
رمضان جانا
يقول محمود: "جميع أفراد الأسرة يلتزمون المنزل بالوقت الحالي، وهذا أتاح مزيدا من الوقت لتعليم الأبناء المزيد عن شعائر رمضان واحتفالاته، خصوصا أننا في الوقت نفسه لا نستطيع زيارة المسجد القريب منا بالمدينة".
ويضيف لـ"العين الإخبارية": "رمضان الحالي بدأت أحكي لهم عن مغزى رمضان، وكيف يعلمنا الصيام الصبر والإحساس بغير المقتدرين، وكيف أنه شهر للتقرب من الله بالعبادات والصدقات، كما أنه شهر للتقرب من الأهل والأصدقاء".
بالنسبة لمحمود، الاحتفال برمضان في مصر "حاجة تانية" خصوصاً أن "عزومات الشهر المبارك، وتجمع الأهل والأصدقاء، وأداء صلاة التراويح، هي ممارسات لا تعوض في أي مكان خارجها"، لكنه يحاول دائمًا نقل طقوس الشهر الكريم في مصر وطبيعة الاحتفالات لزوجته والأطفال.
يقول محمود: "أحاول دائما نقل صورة رمضان للأطفال وستيفاني عن طريق موقع يوتيوب، والصور المنشورة عبر الشبكات الاجتماعية".
وعن أبنائه، يحكي محمود عن الدور الذي قامت به ابنته أمارة (6 سنوات) في تعليق الزينة، موضحًا أنها وأخيها غير الشقيق أوستن (12 عامًا) يصومان هذا العام من الظهر للمغرب، وأنه وزوجته "فخوران بهما جدًا".
كما تحدث الأب مع أطفاله عن مدفع الإفطار الذي كنا نشاهده ونحن صغار قبيل موعد الإفطار: "طلبت أمارة أكثر من مرة أن أريها فيديو (مدفع الإفطاااار اضرب) على اليوتيوب عند وقت الإفطار".
أيضًا لا يغيب دور الأم في مهمة تعليم الأطفال عن رمضان، وتقول ستيفاني: "أحيانًا أقرأ قصص للأطفال عن الرسول محمد، أو نتحدث عن معاني الصور الموجودة بكتاب تلوين طفلتنا ذات الستة أعوام الخاص برمضان".
ورغم اعتياد الأسرة في الأعوام الماضية على الاحتفال بالشهر مع أصدقاء مصريين من ولاية مجاورة، أحالت تدابير الإغلاق دون ذلك بالعام الجاري.
أما أسرتهم الأكبر في مصر، فيتواصلوا معهم دائما وهنئوهم بالشهر من خلال الشبكات الاجتماعية واتصالات الفيديو، على أمل أن يتمكنوا في الأعوام المقبلة من معايشة الاحتفالات عن قرب.
نشاط في الحجر
الإغلاق لم يثن العائلة عن مواصلة الاستمتاع بأوقاتهم، بل حتى شجعهم على الذهاب للمشي واستكشاف بعض الغابات المحيطة بهم في نهار رمضان.
ويقول محمود "هذا يساعد الأطفال على اكتشاف الطبيعة أكثر بعيدًا عن زحمة المدن، كما يساعد في الإلهاء عن التفكير في الطعام والشراب".
في الوقت نفسه، تحاول العائلة جعل وجبة الإفطار وجبة خاصة وتقضي الوقت الإضافي قبل الغروب في التخطيط إلى وجبتهم.
وهنا، يؤدي الزوج مهمة كبيرة، إذ يستغل رمضان لتعريفهم بالعديد من وصفات الطبخ المصرية.
وعن زوجها، تقول ستيفاني لـ"العين الإخبارية": "محمود طباخ مغامر، يعلمنا الكثير من وصفات الطهي المصرية الجديدة خلال رمضان، خاصة هذا العام لأننا نبقى بالمنزل بسبب فيروس كورونا المستجد."
ويضيف محمود أنهم بحثوا عن بعض الوجبات المصرية لإعدادها في رمضان الحالي، وأعدوا البلح باللبن والكنافة وأم علي، مشيرًا إلى حب زوجته "للفتة والكوارع والفطير المشلتت، أما أوستن يحب لحم الضأن بالطريقة المصرية والحلويات الشرقية، وأمارة تحب الأرز باللبن".
التقاء ثقافات
تتفهم العائلة طبيعة الاختلافات الثقافية والدينية بينهم، مما ألقى بظلاله على الاحتفال بالعديد من المناسبات، مثل: رأس السنة، والكريسماس، وعيد الفطر، وعيد الأضحى.
يقول محمود: "نحن عائلة نتفهم اختلافاتنا. أمارة وفهيمة سيتم تربيتهما كمصريين مسلمين، وهذا بالتفاهم مع الأم. أما أوستن، يذهب إلى الكنيسة مع والده عند زيارته، وفي نفس الوقت يتعلم عن ثقافتنا المصرية والإسلامية من تعاملاتنا اليومية. جميع الأولاد لهم حرية الاختيار عندما يتجاوزن سن النضوج".
وتروي سيتفاني: "نشأت بين عائلتي في الولايات المتحدة، وكنا نحتفل بالمناسبات المسيحية، مثل: الكريسماس، ورأس السنة الجديدة، لكن ما إن تزوجت، أضاف محمود رمضان وغيره من المناسبات الإسلامية لحياتي، وكان هذا أمرًا رائعًا".
وتتابع: "كانت طريقة رائعة للتعلم بشأن الثقافة والعادات الأسرية لعائلتي المصرية الجديدة. كان الصوم شيئًا جديدًا جدًا عليّ، وجربته في أول عام لنا معًا. كان الأمر صعبًا، لكنني تعلمت الكثير عما يحتاجه جسمي".
وعن الصوم وطقوس رمضان، تقول: "كزوجة، أستمتع برمضان. أستمتع بالصوم مع أطفالي وزوجي. أحب تعليم نفسي أن جسمي لا يحتاج الطعام، واللحظة التي أشعر فيها بالجوع أشتت انتباهي عنه بأعمال البستنة أو غيرها من الأنشطة".
وتروي الأم: "رزقنا بابنتنا فهيمة، عمرها 7 أشهر، ولأني مرضعة لا يمكنني صيام اليوم بأكمله، لكن أصوم نصفه مع الطفلين هذا العام".
تجد ستيفاني أن للطعام والمياه مذاقًا خاصًا خلال رمضان، وتقول: "أحب حقًا مذاق الطعام الذي أطهيه بدون تذوقه، والمياه الباردة خلال يوم إفطار يتسم بحرارة الجو".
ويحكي محمود أن زوجته تستخدم الإنترنت "لتتعرف أكثر عن ثقافتنا العربية والمصرية، وفي كثير الأحيان توجه لي أسئلة صعبة بشأنها"، مشيرًا إلى أنها "تتمنى قضاء رمضان في مصر لتتعلم أكثر عن قرب".
وقرب انتهاء رمضان وقدوم العيد، تجهز الأسرة الكعك على الطريقة الأمريكية "الكوكيز" ويصطحب الأب أطفاله إلى المسجد صباح العيد لأداء الصلاة، ولا ينسى بالطبع ما ينتظره جميع الأطفال.. العيدية.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTkuNjcg جزيرة ام اند امز