واشنطن ترحب بالزيارة العمانية لصنعاء وتتمسك بوقف إطلاق النار
جددت واشنطن تمسكها بوقف فوري لإطلاق النار في اليمن، مطالبة المليشيا الحوثية بضرورة الانخراط الجدي في العمل على إنهاء الحرب.
جاء ذلك على لسان متحدث باسم الخارجية الأمريكية في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، مشيرا إلى أن على الحوثيّين الانخراط الفوري في جهود السلام "إذا كانوا فعلا يريدون إنهاء الصراع".
وردا على سؤال للصحيفة حول زيارة الوفد العماني إلى صنعاء التي انطلقت يوم السبت الماضي، قال المسؤول الأمريكي: "يسعدنا وجود وفد عماني في صنعاء للقاء الحوثيين (...)، تظل الولايات المتحدة ملتزمة بالمبدأ القائل بضرورة وقف إطلاق النار الشامل على مستوى البلاد على الفور، لتقديم الإغاثة الإنسانية العاجلة إلى الشعب (اليمني)".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن "العمانيين في صنعاء لأنهم يعرفون أن استمرار الصراع في اليمن يشكل تهديدا للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة".
مضيفا في هذا الصدد: "لقد عملنا وسنواصل العمل بالتنسيق الوثيق مع المجتمع الدولي وشركائنا الإقليميين، ونحن نسعى جاهدين لإنهاء الصراع في اليمن".
وعلقت "الشرق الأوسط" على تلكؤ المليشيا الحوثية في الموافقة على المبادرة السعودية بالقول: "لم يستثمر الحوثيون المبادرة السعودية التي يرى مراقبون أنها وضعت الحوثيين أمام فوهة السلام، وحققت نسبيا المطالب التي كانوا يرددونها، مما جعلهم في حرج دفعهم إلى الخوض في تفاصيل و"فسيفساء تسميات" مطالبين بما يزعمون بأنه "رفع للحصار" وعدم خلط السياسة بالأمور الإنسانية، وهو ما يفسر الاتهامات للجماعة بأنها تراوغ لأنها تمتثل إلى قرار طهران".
ووقف إطلاق النار سيكون بمثابة الخطوة الأبرز التي تسبق أي مفاوضات أو مشاورات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، ولا يعتقد مراقبون -حسب الصحيفة- أن تبدأ أي مفاوضات من دون وقف لإطلاق النار.
وطرحت السعودية أواخر مارس/آذار الماضي، مبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية، والتوصل لحل سياسي شامل يتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة.
وتشمل المبادرة السعودية "فتح مطار صنعاء أمام الرحلات المباشرة، الإقليمية والدولية، والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية ثم بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة، بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني".
ووصل وفد عماني من الديوان السلطاني إلى صنعاء السبت الماضي للقاء الحوثي، ضمن مساعي مسقط للتوسط في الأزمة، وفق تقديرات المراقبين؛ في الوقت الذي زار فيه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث طهران للمرة الثانية، في مسعى للضغط على المليشيا الحوثية عبر بوابة إيران.
وفي وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء؛ قال وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محمد المقدشي إن نجاح السلام مرهون بإنهاء مشروع الحوثي ومكافحة التنظيمات الإرهابية والانتصار لليمنيين.
وأعرب في هذا الصدد عن عرفانه وشكره لدول تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، وقيادة القوات المشتركة ووقوفها بجانب الشعب اليمني وقواته في معركة المصير المشترك.
واعتبر الوزير اليمني أن المعركة هي معركة الأمّة ضد المشروع الإيراني الطائفي الذي يسعى لتمزيق أمتنا العربية والإسلامية.
وتمسك بالسير في طريق الإجهاز على مشروع طهران وتحقيق أمن واستقرار اليمن وإعادته إلى محيطه العربي والإقليمي كدولة فاعلة إيجابياً وليس كما تريده لها إيران وأدواتها بالمنطقة.
ولفت إلى أن مليشيا الحوثي تقاتل اليمنيين بمليشيا استقطبتهم من الشوارع ومنحتهم رتباً وزعمت أنهم ضباط وغررت بالكثير من أبناء الشعب اليمني وتدفع بمجاميع منهم إلى المحارق في سبيل أوهام عنصرية.