الأسهم الأمريكية تفقد هيمنتها.. أموال العم سام تبحث عن ملاذات دولية
تفقد الأسهم الأمريكية بشكل تدريجي هيمنتها المعهودة على أموال المستثمرين في البلاد نظرا للتراجع المتوقع في قيمتها والأداء المخيب مقارنة بالأسواق الأخرى سواء المتقدمة أو الناشئة.
وحسب تحليل لصحيفة "فاينانشيال تايمز" يعمل مديرو صناديق الاستثمار في الولايات المتحدة على زيادة حجم الاستثمارات في أسواق الأسهم الدولية خشية التأثير المتوقع لارتفاع أسعار الفائدة الامريكية على أداء الأسهم المحلية.
- الروبل المرهق يكشف معاناة روسيا.. عام الحرب ينهك الاقتصاد
- وظائف أكثر ودولار أقوى في أمريكا.. محفز جديد يشعل فائدة الفيدرالي
كما يخشى المستثمرون من حدوث تباطؤ اقتصادي من شأنه تقويض أداء الأسهم الأمريكية التي هيمنت على الاستثمارات المحلية لأكثر من عقد.
نهاية التفوق الأمريكي
ووفق "فاينانشيال تايمز" تفوقت الأسهم الأمريكية بشكل كبير على معظم الأسواق المتقدمة والناشئة الأخرى منذ الأزمة المالية، لكن هذا الاتجاه الصاعد بدأ ينعكس في العام الماضي.
وفي الواقع، سجل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي عائدات أقوى من مؤشر S&P 500 في وول ستريت لأربعة أرباع متتالية، في تفوق نادر لأطول فترة مسجلة منذ 2008.
وحتى عندما تراجعت الأسهم الأوروبية في منتصف العام الماضي كانت الخسائر أكثر اعتدالا مما كانت عليه في الولايات المتحدة.
ولذلك، أدرك مدراء صناديق الأصول في الولايات المتحدة الحاجة الملحة إلى تنويع مراكزهم الاستثمارية.
العين على الأسهم العالمية
وقال روب شاربس، الرئيس التنفيذي لمجموعة صناديق "تي باور برايس" التي تدير أصولا بقيمة 1.3 تريليون دولار، إن المجموعة تميل إلى الاستثمار في الأسهم النشطة بالولايات المتحدة، وهذا هو ما تشتهر به، لكنها تلحظ أن السوق يفقد جزءا من حصته.
وأكد أن المجموعة تعمل حاليا على تعزيز قدراتها في الدخل الثابت الدولي والأسهم العالمية.
وأضاف: "في حين أننا معروفون حقا بإمكانياتنا على مستوى الاستثمار في الأسهم الأمريكية النشطة، إلا أنني أحب اقتناص فرص النمو في فئات الأصول الأخرى".
عودة الأسواق الناشئة
من جهتها، تتوقع مؤسسة "بلاك روك" للاستثمار أن يكون أداء الأسهم الأمريكية دون أداء الأسهم في الأسواق الناشئة وأوروبا والصين على مدى العقود المقبلة.
وفي غضون ذلك، قالت مؤسسة "بين بريدج إنفستمنتس" التي تدير أصولاً بقيمة 143 مليار دولار، في مذكرتها الاستراتيجية الأخيرة إنها تبنت "موقفا أكثر حذرا بشأن الأسهم الأمريكية، لا سيما بالنظر إلى المبالغة في التقييم، جنبا إلى جنب مع التشديد القادم في الائتمان وتجنب البنوك للمخاطر".
وأوضحت أن سحب الاحتياطي الفيدرالي لدعم سوق السندات يدفعها لموقف أكثر إيجابية من الأسواق الناشئة بما في ذلك الصين والهند.
وسحب المستثمرون 34 مليار دولار من صناديق الأسهم الأمريكية حتى الآن هذا العام، وفقًا لبيانات EPFR.
في المقابل، شهدت أوروبا تدفقات بقيمة 10 مليارات دولار.