تراجع الأسهم 33% بشهر.. شركة وساطة أمريكية عملاقة ضحية الأزمة المصرفية
أثار أسوأ شهر لشركة "تشارلز شواب" منذ أكثر من 35 عاما جدلا حول ما إذا كانت شركة الوساطة العملاقة قد عوقبت ظلما وسط الأزمة المصرفية.
وقد تراجعت أسهم الشركة بنسبة 33% في مارس/آذار الماضي، وهو أكبر انخفاض لها منذ أكتوبر/تشرين الأول 1987، وهو الشهر الذي حدث فيه أكبر انهيار لسوق الأسهم في يوم واحد، أطلق عليه اسم "الإثنين الأسود". ومحا هذا التراجع الحاد في أسهم الشركة 47 مليار دولار من قيمتها السوقية، أي ما يعادل تقريباً حجم شركة "ترويست فايننشال".
ومن جانبه، قال آدم سرحان، مؤسس "50 بارك إنفستمنتس" -بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء- إن هناك أوقاتا في الأسواق يُنحَى فيها المنطق جانباً وتسيطر العاطفة، وأضاف "أشعر أن هذه واحدة من تلك اللحظات بالنسبة لشواب".
وأشار إلى أن انهيار قيمة الأسهم "فرصة شراء تاريخية" للقطاع المالي ككل وشيء لم يحدث منذ 2008. وتراجعت أسهم شركات الوساطة الأخرى أيضاً، لكن ليس بقدر انخفاض "شواب"، إذ انخفض سهم "إنترأكتيف بروكرز غروب على سبيل المثال بنحو 4.5% هذا الشهر.
وتواجه "شواب" رياحا معاكسة على مسارين. فذراعها المصرفية، وهي واحدة من كبرى الشركات في الولايات المتحدة، تواجه مشكلات شبيهة للتي عانى منها "سيليكون فالي بنك" المنهار حالياً. ومثل العديد من نظيراتها استثمرت "شواب" في السندات طويلة الأجل خلال فترة انخفاض أسعار الفائدة تاريخياً، وتكبدت خسائر في تلك الاستثمارات مع رفع الاحتياطي الفيدرالي الأسعار على مدار العام الماضي.
كما تسببت المعدلات المرتفعة في حدوث مشكلة أخرى لشركة "شواب"، إذ يلجأ العملاء في إطار سعيهم للحصول على عوائد أفضل إلى تحويل ودائعهم النقدية إلى أصول ذات عائد أعلى مثل صناديق أسواق المال داخل قطاع الوساطة أو في أي مكان آخر، أثرت هذه العملية -التي يُشار إليها غالباً باسم الفرز النقدي- على توقعات أرباح الشركة.
وبدوره، قال ديفين رايان المحلل في "جيه إم بي سيكيوريتيز": "عندما يحدث الفرز النقدي فإن ذلك يضر بقوة الأرباح". وأشار إلى أن "شواب" تدفع الآن أكثر من 4% على الودائع التي لم تكن تدفع مقابلها سوى 0.5% تقريباً.
دفعت الوتيرة التي يحوّل بها العملاء أموالهم من "شواب" مايكل سايبرس، المحلل في "مورغان ستانلي" إلى خفض تقييمه للسهم للمرة الأولى منذ أن بدأ يغطي شركة الوساطة في 2016، ومع ذلك فإن كريغ سيجنثالر من "بنك أوف أمريكا" لا يزال المحلل الوحيد الذي يبقي على تصنيف بيع مكافئ لسهم "شواب"، وهو نفسه الذي خفض تصنيفها في يناير/كانون الثاني الماضي.
ومن المقرر أن تعلن "شواب" عن نتائجها للربع الأول قبل افتتاح التداول في 17 أبريل/نيسان الجاري، وانخفضت أسهمها 1.5% على الأقل خلال كل جلسة من الجلسات الخمس الأخيرة عقب إعلان إيراداتها.
ويرى "سرحان" أن فرص الشراء مثل هذه واضحة جداً لكن بعد فوات الأوان، ومع ذلك قال "امتلاك الشجاعة في الوقت الفعلي أمر صعب للغاية".
aXA6IDE4LjExNi4xMi43IA== جزيرة ام اند امز