واشنطن تدرس كل الخيارات للرد على هجوم محتمل ضد إدلب
مسؤول أمريكي يقول إن بلاده لديها "أدوات سياسية واقتصادية تحت تصرفها إذا كان الأسد سيأخذ هذه الخطوة المتهورة والخطيرة".
حذر مسؤولون أمريكيون من أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وافق على استخدام غاز الكلور في هجوم ضد إدلب آخر معقل رئيسي لفصائل المعارضة في البلاد، وأن قادة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يدرسون الخيارات العسكرية للرد.
وفي تقرير، نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، جاء أن هذا الهجوم الذي يخطط له الأسد يزيد من احتمالات شن ضربة عسكرية أمريكية انتقامية، بينما يحاول الآلاف الفرار مما يمكن أن يكون معركة حاسمة في الحرب التي تدور رحاها منذ 7 سنوات.
وأشارت إلى أنه خلال مناقشات دارت مؤخرا حول سوريا، قال أشخاص مطلعون على المسألة، إن الرئيس دونالد ترامب هدد بشن هجوم واسع ضد الأسد إذا نفذ مذبحة في إدلب، التي أصبحت الملاذ الأخير لأكثر من 3 ملايين شخص، وقرابة 70 ألف من مسلحي فصائل المعارضة.
ونوّهت بأن الجهود الدولية لتفادي الهجوم فشلت في إثناء سوريا، وروسيا، وإيران، التي تحاول توجيه ضربة قاصمة لفصائل المعارضة، الذين يبدو أنهم على وشك الهزيمة، بعد أن حاولوا لمدة سبع سنوات إزاحة الأسد عن السلطة.
ووفقا للصحيفة، صعدت روسيا وسوريا من غاراتهما الجوية، في حين تم إجلاء آلاف المدنيين إلى مناطق يسيطر عليها النظام السوري، حيث رفض الأسد مناشدات الأمم المتحدة والولايات المتحدة وآخرين التي حذروا خلالها أن أي هجوم ربما يؤدي إلى أزمة إنسانية جديدة.
وفي الوقت الراهن، تقوم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بصياغة الخيارات العسكرية، لكن ترامب لم يقرر بالضبط ما الذي يمكن أن يؤدي إلى رد عسكري، أو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستهدف القوات العسكرية الروسية أو الإيرانية التي تساعد الأسد في سوريا، حسبما قال مسؤولون أمريكيون.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة يمكنها أيضا الاستفادة من أمور، مثل العقوبات الاقتصادية المستهدفة ضد المسؤولين السوريين، بدلا من الضربات العسكرية.
وفي السياق، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "لم نقل إن الولايات المتحدة ستستخدم الجيش ردا على هجوم إدلب".
وأضاف: "لدينا أدوات سياسية تحت تصرفنا، ولدينا أدوات اقتصادية تحت تصرفنا. هناك عدد من السبل المختلفة التي يمكن أن نرد بها؛ إذا كان الأسد سيأخذ هذه الخطوة المتهورة والخطيرة".
وأكد المسؤولون الأمريكيون أن المخاوف من وقوع مجزرة دعمتها معلومات استخبارية أمريكية حديثة، تشير إلى أن الأسد مهد الطريق أمام استخدام الجيش لغاز الكلور في أي هجوم.
غير أنه لم يكن واضحا من آخر المعلومات الاستخباراتية إذا كان الأسد قد أعطى أيضا الإذن العسكري باستخدام السارين، غاز الأعصاب القاتل المحظور بموجب القانون الدولي، الذي استخدم عدة مرات في هجمات النظام السابقة على المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
في المقابل، لم يقل المسؤولون الأمريكيون، الأحد، ما إذا كان استخدام غاز الكلور سيؤدي إلى ضربات جوية أمريكية جديدة ضد نظام الأسد.
وقالت المتحدثة باسم البنتاجون، دانا وايت: "لن أعلق على الخطط العسكرية الأمريكية، لكن استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية والسارين والكلور، وعدم الاكتراث بأرواح المدنيين أمر موثق ومتناقض تماما مع الاستقرار الإقليمي".
وكان ترامب قد أمر بشن غارات جوية ضد نظام الأسد، مرتين خلال العامين الماضيين، بعد اتهامه الرئيس السوري باستخدام غاز السارين في هجمات أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وهذه المرة، وضعت إدارة ترامب مبدئيا خطا أحمر جديدا بتحذير الأسد بأن الولايات المتحدة سترد إذا استخدم الأسلحة الكيماوية؛ لكن موقف الإدارة أصبح أكثر قوة في الأيام الأخيرة، حيث حذر ترامب الأسد، علنا، من أنه يخاطر بضربة عسكرية أمريكية أخرى إذا حاول استعادة إدلب.
وقال ترامب، الأسبوع الماضي، في مقابلة مع موقع "ديلي كولر" الإخباري المحافظ،"بإرسالي لهذه الرسالة أعتقد أنها ربما ترسل إشارة. أعني أننا سنرى، لكن هذا أمر رهيب".